قبل غزو العراق في سنة 2003 ، صعدت ادارة بوش هجمتها الدبلوماسية الكبيرة لتحشيد الدعم الدولي ، وتحرك المسؤولون في البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية بالذهاب في حملات طويلة لينفخوا ابواقهم في آذان هذه الدول التي التحقت بما اصطلح عليه ((تحالف الارادات)). ولكن المؤرخين الذين درسوا هذه الجهود التي ادت الى بناء تلك التحالفات المبكرة ، قالوا بانهم انزعجوا بما بدا انه شطب او تعديل للقائمة الرسمية الاولية للدول التي دعمت جهود الحرب، وقد نشرت تلك القائمة على الموقع الالكتروني للبيت الابيض، بحسب صحيفة النيويورك تايمز .
وفي الوقت الذي اعترف مسؤولو الادارة الاميركية بان عدد الدول التي تدعم الحرب قد تغير عبر الوقت، تقول دراسة اكاديمية بان ثلاث قوائم رسمية توضح ذلك التغيير، ومازالت المعلومات التي تتضمنها تلك التغييرات محفوظة بطي الكتمان، وما يجري الافصاح عنه يخالف النسخ الاصلية من تلك القوائم، كما تشير قائمتان اخريان للبيت الابيض تم سحبها من الموقع استنادا الى دراسة قام بها الباحثان سكوت الذوس وكالف ليترو من مركز كلاين للديمقراطية في جامعة الينويس.
وكانت هناك 45 دولة في التحالف على حافة الغزو للعراق ، ولكن تمحيصا اوليا ومراجعة لواقع تلك الارقام اظهرت ان هناك 49 دولة شاركت في تكوين التحالف الذي غزا العراق .وكانت هناك دولتان اخريان على قائمة الدول المتحالفة تم شطبها بشكل مبكر ، ولكن التغييرات التي حدثت تمت مراجعتها ولم تظهر اية توجهات اخرى . واكد مسؤولو البيت الابيض الاثنين بان اسمي دولتين قد شطبا من جدول دول التحالف ضد العراق وهما كوستاريكا وانغولا .
وفي السنوات الاخيرة ، فقد تبنى البيت الابيض سياسة تقضي بان يتم اعلام المسؤولين باي تغيير لموقعه قبل نشرها على الانترنت.ولكن وبحسب النيويورك تايمز، فان ذلك بدا ان لا تأثير له على ما تم نشره وكشفه في المدة الاولى التي اعقبت الحرب.وفي دراستهم الاكاديمية كتب الباحثان من جامعة الينوي (( سواء من خلال التصميم او النفي ، فان النتائج كانت نفسها : التعديل والالغاء في وثائق البيت الابيض شوهت السجل التاريخي بشأن ما قالته حكومتنا وفعلته)) وفي دراسة اخرى جديدة من الباحثين انفسهما فقد تتبعا خمس قوائم نشرت على الموقع تشير الى عدد واسماء الدول في التحالف الاميركي ضد العراق. وقد وجدت الدراسة شطب قائمتين اخريين ، احداهما في نهاية سنة 2004 والاخرى في نهاية سنة 2005 ، وجاء في الدارسة: ((هذه القوائم المفقودة توضح في وقت مبكر الاعداد الصغيرة لاعضاء التحالف ضد العراق)).
وكانت احدى القوائم التي نشرت على موقع البيت الابيض في 21 اذار 2003 تعرف 46 دولة في التحالف ومنها الولايات المتحدة . وفي شهر نيسان 2003 فقد عدلت القائمة ليتم اضافة انغولا واوكرانيا ووصل العدد الى 48 دولة. ولكن الدراسة تقول: ((انه بدلا من نشر قائمة جديدة بمعلومات جديدة فقد اقدم البيت الابيض على خطوة غير مألوفة باعادة نشر القائمة القديمة مع تعديل من دون الاشارة الى ان الوثيقة قد استمدت من القائمة الاصلية)) وقبل او بعد نيسان 2003 اصدر البيت الابيض تحديثا لقائمة الدول المتحالفة واضاف اسم تونغوا الى القائمة السابقة التي كانت تضم 48 دولة.
وهذه القائمة الغيت مؤقتا من الاطلاع العام في سنة 2004 ، ولكن في 3 تشرين الثاني 2004 فقد اعيد نشر القائمة مع التغييرات . وقد تضمنت القائمة المعدلة ايضا نفس المعلومات المنشورة في 27 اذار 2003 اي قبل سنة ونصف من نشر التعديل الاخير، وقد تضمنت القائمة المعدلة مرة اخرى تغييراً في عدد الدول الحليفة ومن دون ذكر بعض الدول مثل كوستاريكا