حذّرت السلطات الفيدرالية الأمريكية موظّفي حفظ النظام من مؤامرة إرهابية محتملة ضدّ نظام النقل العمومي في نيويورك أثناء موسم العطلات. وجاء في بيان لوزارة الأمن الداخلي أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالية تلقّى تقريرا “معقولا ولكنه يفتقد للسند” يشير إلى أنّ أعضاء في تنظيم القاعدة ربّما بحثوا في أواخر سبتمبر/أيلول مهاجمة نظام النقل العمومي.
وأوضح بيان مشترك للوزارة والـFBI، صدر الثلاثاء- أي عشية واحد من أكثر الأيام ازدحاما خلال العام في الولايات المتحدة- أنّ المناقشات التي “يزعم أنها جرت بين أعضاء التنظيم تضمنت استخدام انتحاريين أو متفجرات” لمهاجمة مترو الأنفاق أو قطارات نقل المسافرين.
غير أنّ البيان شدّد على “أنه ليس بحوزتنا تفاصيل محددة تؤكد أنّ المؤامرة تجاوزت مرحلة التخطيط الاستشرافي، ولكننا نصدر هذا التحذير على سبيل الحيطة من احتمال أن يتم تنفيذ هذا الهجوم أثناء موسم الأعياد الذي هو على الأبواب.”
وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي لورا كينر لـCNN إنّ التحذير أصدر على سبيل أخذ الحيطة وبناء عليه يمكن للمسؤولين المحليين اتخاذ قراراتهم الملائمة في المناطق التي يشرفون عليها.
وفي الوقت الذي لم تغيّر فيه السلطات مستوى الإنذار على الصعيد الوطني، قالت لورا إنّه من المحتمل أن تشهد بعض المدن المزدحمة مثل نيويورك تعزيزات أمنية في الأيام المقبلة.
وقال البيان المشترك إنّ السلطات “تعمل عن كثب مع وكالات الاستخبارات الأمريكية وأجهزة الأمن على الصعيد المحلي والوطني للتأكد من صحة التقرير” داعيا السكان إلى الحيطة والإبلاغ عن أي أنشطة مشتبهة قد تلفت أنظارهم.
ووفق كبير مراسلي CNNالدوليين، نيك ربرتسون، فإنّ “الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة مازالت ترغب في القيام بمثل هذه الهجمات. وما رأيناه في السابق هو أنهم باتوا أكثر قدرة على صنع هذه المتفجرات يدوية الصنع باستخدام صواعق وتفجيرها بواسطة أجهزة هاتف نقالة أو بتفجيرات انتحارية.”
غير أنّه نبّه “إلى أنه من الممكن أن تنشر القاعدة معلومات خاطئة حيث أنها ترغب في أن تخلق مثل هذا المناخ من الخوف في الوقت الذي لا تبدو فيه فعليا قادرة على القيام بهجوم. إنهم قادرون جدا وعلى معرفة كبيرة بكيفية نشر المعلومات الكاذبة.”
وسبق لوزير الأمن القومي الأمريكي، مايكل شيرتوف، أنّ دعا قبل أسابيع، إلى بقاء البلاد “حذرة” ومتأهبة على المستوى الأمني خلال الفترة الانتقالية التي تسبق تسلّم الرئيس المنتخب، باراك أوباما، مقاليد السلطة خلفاً للرئيس الحالي، جورج بوش، وذلك خشية وقوع هجمات “إرهابية” في البلاد.
وذكّر الوزير الأمريكي بأن بريطانيا وأسبانيا تعرضتا لهجمات من تنظيمات “إرهابية” خلال مرور الحكم فيهما بفترات انتقالية مماثلة.
وقال شيرتوف: “في كل مرة يكون هناك فترة انتقالية تزداد مخاطر الانكشاف أمام ضربات إرهابية لأن الناس يفقدون تركيزهم، فهناك من يعد للقدوم (إلى السلطة) وهناك من يعد للمغادرة.”
وأضاف: “لهذه الأسباب علينا بذل المزيد من الجهد للتأكد من ضمان أمن هذا البلد حتى النصف الأول من عام 2009.”
وذّكر شيرتوف بأن الهجمات التي تعرضت لها بريطانيا عبر الاعتداء على مطار غلاسكو وهجمات القطارات في مدريد، والتي وجهت أصابع الاتهام فيها إلى عناصر على صلة بتنظيم القاعدة، جرت خلال فترة انتقال السلطة، معتبراً أن ذلك يؤكد ضرورة تحسين الاستعدادات الأمنية، نافياً أن تكون تحذيراته مبنية على معلومات ترجح وقوع هجمات قريبة.