في حالة تشبه قضية “قبو الرعب” وبطلها النمساوي جوزيف فريتزل، الذي اغتصب ابنته، صدر حكم بالسجن على “وحش بشري” بريطاني الثلاثاء لقيامه باغتصاب ابنتيه طوال 27 عاماً، فأنجبتا 9 أطفال من هذه العلاقات المحرمة. وأفادت التقارير أن الفتاتين حملتا من والدهما 19 مرة ثمرة عمليات الاغتصاب المتتابعة، فأنجبتا 9 أطفال وأجهضتا خمس مرات فيما أسقطتا الحمل خمس مرات أخرى.
ومن بين الأطفال التسعة، عاش سبعة وهم يعانون من تشوهات جينية وعاهات جسدية.
وأقر الأب، الذي لم يكشف عن هويته وهويتي ابنتيه والأطفال السبعة، بذنبه الثلاثاء أثناء المحاكمة التي عقدت في محكمة “شيفيلد كراون” بشمال إنجلترا.
وصدر عليه حكم بالسجن لمدة 25 مؤبداً، دون انقطاع.
وقال القاضي إن الحد الأدنى لعقوبة المغتصب، البالغ من العمر 56 عاماً، بالسجن يجب ألا تقل عن 19 عاماً ونصف العام.
وقال قائد شرطة “ساوث يوركشاير” سايمون تور: “إن ضحيتي هذه الجرائم المروعة طلبتا مني التصريح بالتالي ‘إن الزج به في السجن يتيح لنا معرفة أنه لن يتعرض لنا بأذى جسدي مرة أخرى فقط.. أما المعاناة التي تسبب بها لنا فسوف تستمر لسنوات عديدة، ويجب علينا الآن أن نركز تفكيرنا على إيجاد القوة اللازمة لإعادة بناء حياتنا.”
وأضاف تور: “مصدر القلق الرئيسي الآن.. هو ما يتعلق بمن تأثروا بهذا الأمر بصورة سيئة للغاية: الضحيتين اللتين عانتا هذه الأهوال.. ولذا سنواصل منحهما دعمنا الكامل والمستمر لمساعدتهما على العودة إلى الحياة الطبيعية.”
وفيما يتعلق بالحكم الصادر بالوحش البشري، قال تور إن الأمر يمنح شعوراً بالرضا طالما أن الحكم بحقه مستمر، معتبراً أن الحكم يعتبر العقوبة القصوى لجرائمه.
أما تفاصيل الكشف عن القضية فتعود إلى العام 1998 عندما اتصلت إحدى الفتاتين بمؤسسة خيرية هدفها مساعدة الأطفال الذين يتعرضون لإساءات من خلال خط ساخن، وطلبت ضمانات بالقدرة على الاحتفاظ بأطفالها إذا ما تمكنت من الوصول إلى المؤسسة، وعندما لم تتمكن المؤسسة من منح هذه الضمانات، لم تفعل الفتاة أي شيء.
وتفيد التفاصيل أن عمليات الاغتصاب بحق الفتاتين بدأت في العام 1981، وبشكل شبه يومي، بحيث أنهما كانتا تتعرضان للاغتصاب بمعدل 3 مرات أسبوعياً، بل وكان الأب يواصل اعتداءاته الجنسية على ابنتيه حتى أثناء فترات الحمل، ولم يكن يتوقف عن الاعتداءات إلا عندما كانتا تنجبن أو في حالات المرض الناجم عن الاعتداءات المتكررة.
وفي حال قاومت إحدى الفتاتين محاولات أبيهما بالاغتصاب، فإنها كانت تتعرض للعقاب باللكم أو الحرق في أنحاء جسديهما.
الغريب أنه رغم أنهما كانتا تزوران المستشفى وتقابلان المسؤولين الاجتماعيين طوال السنوات السبع والعشرين الماضية إلا أنه لم يجر أي تحقيق حول هذه العائلة.
أما ما لفت الأنظار إليها فهو حادثة وفاة أحد الأطفال التسعة الذي تصدر الصحف البريطانية، حيث تبين أن الطفل تعرض لتعذيب شديد وتوفي رغم أنه كان تحت حماية سلطة حماية الأطفال.