رغم استعداده لمغادرة البيت الأبيض خلال فترة وجيزة، يبدو أن المواقف المحرجة في المنتديات الدولية، تلازم الرئيس الأميركي جورج بوش حتى اللحظة الأخيرة له في البيت الأبيض. وكان أحدث هذه المواقف ما تعرض له بوش أول من أمس، قبيل توجهه لإلقاء كلمة أمام عدد كبير من رجال الأعمال من الدول المشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك)، حيث تعين عليه الانتظار لفترة طويلة قبل أن يبدأ في إلقاء الخطاب.
وتعود الواقعة عندما سارع بوش بالخروج إلى المنصة لإلقاء خطابه، ظنا منه أن مقدمه سيقول عبارة أو عبارتين ثم سيمنحه الكلمة، كما هو معتاد في المناسبات الدولية المماثلة، إلا أنه اضطر إلى الانتظار ما يزيد على خمس دقائق، بسبب طول المقدمة التي ألقاها رجل الأعمال البيروفي ريكاردو ريثو، الذي قدم الرئيس الأميركي هذه المرة.
وخلافا لما هو معتاد، ألقى ريثو خطابا من بضع صفحات استغرق ما يزيد على 5 دقائق، مما اضطر بوش إلى الوقوف والانتظار. ورغم الابتسامة التي علت وجه بوش في البداية، إلا أن علامات عدم الارتياح بدأت تظهر عليه بشكل تدريجي، حيث بدأ يشبك يديه في توتر، ثم راح يحرك قدميه، وقطب حاجبيه، ووصل به الأمر إلى أن بدأ يعض شفتيه في غضب واضح. ولم يستعد الرئيس، الذي طالما انتقد الخطابات الطويلة، ابتسامته إلا عندما أنهى ريثو خطابه، ومنحه الكلمة، حيث شكره الرئيس فاقد الصبر قائلا له بالأسبانية «شكرا يا سيدي».
ومن المعروف أن الأخطاء والمواقف المحرجة تطارد بوش في العديد من المحافل الدولية، ويذكر له الأخطاء التي ارتكبها خلال قراءته لكلمة ألقاها أمام منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في العاصمة الفرنسية باريس، وخلط فيها بين منتدى أميركا الشمالية، ومنتدى شمال إفريقيا.
ووقع الرئيس الأميركي أيضا في سلسلة من الأخطاء الفادحة لدى إلقاء خطابه أمام قمة «أبيك»، التي عقدت العام الماضي بمدينة سيدني الاسترالية، حيث خلط بين «أبيك»، وبين منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك». وباتت مفارقات بوش مادة خصبة للبرامج الكوميدية الصباحية في التلفزيون الأميركي، علما بأنه في مايو من العام الماضي ذكر خلال مراسم استقبال الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا أنها سبق وزارت الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر.