نورالدين علوش
مقدمة :لا يختلف اثنان حول اهمية مراكز الدراسات الاستراتيجية لتطور الدول وتقدمها ,فكل الدول المتقدمة تؤسس المراكز وترعاها وتقدم لها يد المساعدة فأما الدول المتخلفة فلا زالت المراكز قليلة ولاتهتم بها ولا تقدم لها يد المساعدة وحتى وان وجدت فشتان بين مراكز الدول المقدمة ومراكزالدول المتخلفة.
*اهمية المراكز الاستراتيجية
أصبح لمراكز البحوث والدراسات دور ريادي في قيادة العالم وأصبحت هذه المراكز أداة لإنتاج العديد من المشاريع الستراتيجية الفاعلة .
ولقد ازداد عدد هذه المراكز في دول العالم لاسيما في أوربا وأمريكا وتنوعت تخصصاتها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعلوم الأخرى .
ولقد كان الموطن الأول لهذه المراكز هو أوربا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة ومن بعدها الاتحاد السوفيتي السابق.
وقد أخذت البحوث التنموية والعسكرية جزءاً أساسياً من عمل هذه المراكز رغم إن الاهتمام الأخير في ظل الحرب الباردة المنصرمة بين المعسكرين الغربي والشرقي موجهاً نحو البحوث ذات الجوانب العسكرية، ولقد تطور عمل هذه المراكز في الدول المتقدمة بحيث أصبحت مصدراً مهماً يعتمد عليها في توفير المعلومات المطلوبة لاتخاذ القرارات من قبل السلطات العليا .
*انواع المراكز
تتنوع مراكز البحوث والدراسات وفقاً إلى طبيعتها وإلى المساحة العلمية التي تتعامل معها،حيث توجد هناك مراكز بحث صناعية أو زراعية أو مراكز بحوث تربوية أو مراكز بحوث التاريخ…ويمكن أن نقسم هذه المراكز إلى مراكز بحوث متخصصة لحقل علمي واحد كمراكز بحوث الطاقة أو الليزر أو تكون مراكز بحوث متنوعة التخصص كمراكز بحوث التاريخ أو مراكز البحوث الاقتصادية لمختلف أشكالها أو مراكز البحوث الاجتماعية .
إن عمل هذه المراكز يمكن أن يكون محصوراً في إطار منطقة جغرافية معينة أو يمكن أن يمتد ليعبر الحدود الإقليمية.وقد اهتمت الدول الصناعية بالفرع الأخير وذلك لنقل آخر المستجدات في الحقل العلمي .
المغرب والحاجة الى مراكز الدراسات
تكاثر مراكز البحوث بالغرب , بخلاف الدول المتخلفة التي لاتهتم اصلا بالدراسات والبحوث حيث ان اغلب قراراتها تكون مزاجية .
في المغرب نجد بعض مراكز البحوث موزعة على بعض الجامعات المغربية لكنها لاتفي بالغرض ولاتساعد الدولة في وضع السياسات وتقويم المخططات ؛ بالرغم من التصريحات الملكية لاحداث مراكز البحوث فلازال الحال على ما هو عليه .حيث نجد اغلب قرارات الدولة المغربية لاتستند على بحوث او دراسات وانما على المزاج والانطباع , فكم من مرة ضاعت الفرص ولم نستجب للتحديات بسبب غياب مراكز البحوث الاستراتيجية فما ينقصنا هو غياب الارادة السياسية, اما الموارد البشرية فهي موجودة اما تعمل داخل مراكز البحوث الجامعية او خارج المغرب وعلى راسهم المفكر الكبير المهدي المنجرة لماذا تستفيد اليابان من المنجرة ونحرم انفسنا من خدمات هذا المفكر الكبير ؟
ان الاوان لتاسيس مركز بحوث استرايجية تكون بمثابة خلية تفكير للدولة المغربية على غرار think thank الامريكية , فالدولة الحديثة لا يمكنها ان تصدر القرارت بدون دراسات او ابحات لقد عفا الزمان عن تلك المرحلة اما الان فكل القرارات خاضعة للبحوث والدراسات ولنا في امريكا خير مثال حيث ان كل قرار تتخده الادارة الامريكية يكون مؤسسا على الكثير من الدراسات والبحوث .
ما ذا ننتظر اذن ؟ على المغرب ان يختار اما السير نحو الدولة الحديثة او الرجوع الى الدولة السلطانية ؛ اننا في مفترق طرق اما دولة القرن الواحد العشرين او دولة القرن التاسع العشر , مع العلم ان الوقت لا يزال لصاحنا لردم الهوة بيننا وبين الدول المتقدمة .