بعد انقضاء خمس سنوات من الاحتلال حتى بدت الاوضاع في العراق واضحة المعالم من خلال السلوك الحضاري الذي أسقط القناع عن الوجة الأمريكي وعملائة اقطاب العملية السياسية المستنسخين في كل مرحلة ممن ضللوا الشعب العراقي وخدعوه بوهم الحرية والديمقراطية الواردة من على ظهور الدبابات الامريكية التي باتت محط سخرية وازدراء الكثير من شعوب العالم بعد جرائم القتل الجماعي لأبناء العراق وتدمير المدن الرافضة للاحتلال، واعتقال وتعذيب آلاف السجناء بطريقة مهينة، واستفحال الطائفيةوالعرقية والمناطقية وتحويل البلاد إلي كانتوناتمتناحرة حتى اصبحت العنصرية والطائفية فوق الوطن والمواطنة، هذة اللوحة التي رسمتها الإدارة الأمريكية بريشة الصاروخ والدبابة مكنت العملاء من الدرجة الاولى الذين ناموا في أحضان الاحتلال ولبسوا الثوب الطائفي والعنصري وفق المعادلة الامريكية الايرانية بالسيطرة على مفاصل الدولة العراقية والاستحواذ على الكعكة وتقاسمها بين الائتلاف الحاكم والحزبين الكرديين بعد احتواء اللاعبين الاحتياط في العملية السياسية الشركاء الأذلاء الذين لا يعدو وجودهم ودورهم سوى مكياج لتجميل تلك العملية الهزيلة وإملاء فراغات السلطة ولعب دور المتفرج على المجازر التي ترتكب بحق الوطن مقابل الاحتفاظ بالكراسي الهزازة والمصالح الشخصية والحصول على عناوين ومظاهر براقة، نعم دور جبهة التوافق اخطر من الكيانات الاخرى التي تسيرهم اجندات طائفية وسياسية ومذهبية وعنصرية معروفة ويعملون ضمن منهج واحد بالرغم من الخلافات التي تظهر بينهم بين الحين والاخر او حتى بين الكيان الواحد نتيجة تقاطع المصالح كما حصل في انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف الحاكم او الصدام الذي وقع بين المجلس الاعلى وحزب الدعوى من جهة والصدريين من جهة اخرى ألا انهم جميعا يمثلون اجندة واضحة المعالم تحتمى بالاحتلال تحت ستار طائفي او عنصري، اما الشركاء الاذلاء لا اجندة سياسية لهم ولا مشروع وطني سوى الظهور في الاوقات المطلوبة حسب خطة توزيع الادوار، بالامس مرر عدنان الدليمي تنصيب الطلباني رئيسا للجمهورية مقابل الثمن الذي دفع من قبل الاحزاب الكردية، وقبلها مسلسل تمرير الانتخابات والدستور واليوم رئيس البرلمان يقول ليس لجبهة التوافق نقاط خطرة تحول دون الموافقة على الاتفاقية الامنية التي اطلق عليها العراقيون تسمية اتفاقية بيع العراق، جميعهم يلهثون وراء تمريرها تيمناً بمكرمة البيت الابيض، خطورة هؤلاء تكمن كالافاعي في نفح سمومهم بمنعطفات تاريخية تتعلق في تمرير قضايا مصيرية لها اثر سلبي على مستقبل البلد مقابل جني مكاسب رخيصة لاغير بعد التستر برداء الطائفية كونهم ممثلين عن اهل السنة ظلما وعدوانا لاضفاء صبغة ديمقراطية على العملية السياسية المزعومة باعتبارها تحوي على اطياف متعددة الالوان تتناغم مع تلون مواقفهم الانتهازية، لا يعترضون على الزنا نفسه لكنهم يعترضون أن يتم في نهار رمضان أما لو تم بعد أذان المغرب لا تثريب، لا يعترضون على الاتفاقية لو تم الافراج عن المعتقلين، لا يهمهم بيع العراق للمحتل بقدر ما يهمهم المزايدات الاعلامية والدليمي يشترط بأستحياء موافقة جبهة التوافق على الاتفاقية مقابل اطلاق سراح السجناء يريد ان يغطي عورة موافقتة بثوب انساني بعد ان أعتبر جريمة بيع العراق اقل اهمية من قضية السجناء بالرغم من ان السجناء يرفضون جعل معاناتهم ورقة مساومة رخيصة مع المحتل، لا يحق لهؤلاء التحدث عن السجناء والمتاجرة بحقوقهم لان السجناء الابطال ليس من حصة العملاء، اين هو طارق الهاشمي الذي زمر وطبل في زيارتة الاعلامية لسجون صولاخ وهو يتفرج على جروح الشباب التي تنزف دماً ليتخذ منها وسيلة لتسويق مزايداتة وأستعراض بطولاتة امام التلفزة ووسائل الاعلام، والسجناء على يقين أنة غير قادر على اخراج احد منهم من سجون الداخلية خصوصا ممن تم اعتقالهم من قبل ضباط او مفوضين شرطة محسوبين على المجلس الاعلى او حزب الدعوة..
واخيرا الى متى هذا الزيف والاستخفاف والاستهتار بحقوق الشعب العراقي العظيم لابد من وضع النقاط على الحروف لكي تعلم الامة من هم الذين باعوا العراق بثمن بخس في صفقات تمت بليل خلف الابواب المغلقة وقد مارسوا دورهم باتقان في مسرحية رفض الاتفاقية وما زوبعة الصدريون وتدليس التوافق وغيرهم من المشاركين في العملية السياسية ليست الا مقايضة لكسب مصالح خاصة او تصفية حسابات شخصية لا علاقة لها بالاتفاقية ولا علاقة لها بمصلحة الوطن لا من قريب ولا من بعيد كل يعمل على ليلاة، مجرد مضيعة وقت وضحك على الذقون والكل في النهاية سيبصم.. وغدا لناضرة قريب.
طــلال بركــات