قال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يكن مؤيداً غزو القوات العراقية الكويت، لكنه كان يعتقد حتى اللحظة الأخيرة بأن الحرب لن تقع وأن المسألة ستنتهي بتسوية. وكان عبد ربه يتحدث إلى الحياة، مسترجعاً أبرز المحطات التي عاشتها الثورة الفلسطينية بقيادة عرفات، وكاشفاً قصة العلاقة المعقدة التي ربطت الزعيم الفلسطيني الراحل بكل من بغداد ودمشق. وروى المسؤول الفلسطيني أن عرفات كان يبدي أمام الرئيس صدام حسين مخاوفه على العراق، ويؤكد له أن القضية الفلسطينية تستطيع احتمال مزيد من الانتظار محاولاً تشجيعه على إبداء مرونة. وكشف أن صدام اصطحب عرفات إلى الشرفة، خلال أحد اللقاءات، وأشار إلى بغداد قائلاً: “أنا أرى القدس كما أرى بغداد”.
ويؤكد عبد ربه، الذي حضر تلك اللقاءات، أن صدام كان يعتقد بأنه قادر على تحقيق ما عجز عنه جمال عبدالناصر، لأن الأخير “لم يكن لديه فلوس”.
وقال المسؤول الفلسطيني إن عرفات كان “مصري الهوى”، وان علاقته بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد “اتسمت دائماً بغياب الودّ”، ما جعل معركة القرار الفلسطيني المستقل تتحول تجاذباً مكلفاً على أرض لبنان. وأضاف أن عرفات حمّل الأسد مسؤولية الانشقاق الذي وقع في حركة “فتح”، وعاد إلى طرابلس في شمال لبنان ليكشف أن معركته هي مع النظام السوري وليس مع المنشقين.
وأكد أن عرفات لم يشارك الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط حلمه بكسر التوازنات التاريخية في لبنان، وأنه لم يكن مؤيداً للحرب أو توسيعها لكنه سعى بعد اندلاعها الى الإمساك بالخيوط. واشار الى أن الجانب الفلسطيني كان وراء الدعم الذي قدمه العراق في الثمانينات الى العماد ميشال عون و “القوات اللبنانية” وذلك في سياق الخلاف المفتوح مع سورية.
وروى قصة العلاقة الخاصة التي قامت بين ياسر عرفات والشاعر الراحل محمود درويش، مشيراً الى أن أبرز المحطات المضيئة في تاريخ عرفات والثورة الفلسطينية كتب بحبر درويش. وقال إن درويش شارك عملياً في مفاوضات غير مباشرة مع وزير الخارجية الأميركي السابق جورج شولتز، مؤكداً أنه تولى شخصياً إطلاعه على مسار قناة أوسلو قبل أن تعلن. ووصف علاقة درويش بعرفات بأنها تشبه علاقة المتنبي بسيف الدولة إذا استبعدنا المدائح. وقال إن عرفات كان يشعر بأنه يدخل التاريخ المكتوب عبر قصائد محمود درويش.