أعدّ الجهاز الأمني الإسرائيلي وثيقة “تقييم وضع” لعام 2009، وقدّمها إلى طاقم الأمن القومي الإسرائيلي “ملال”، وتحمل هذه الوثيقة تقييم الجهاز الأمني وتوقعاته للعام 2009، بالإضافة لعدة توصيات بالغة الأهمية. وتتوقع الوثيقة بالأساس أن تجد إسرائيل نفسها وحيدة في مواجهة إيران وإنجازاتها النووية، وانهيار السلطة الفلسطينية وغياب خيار الدولتين، بالإضافة إلى التقارب المتوقع بين الولايات المتحدة والعالم العربي وإيران والذي قد يقضي على التفوق الإسرائيلي في المنطقة.
وجاءت أهم توصيات وثيقة جهاز الأمن، لمواجهة هذه “التهديدات”، أن تقوم إسرائيل بتجهيز نفسها سرًا لضرب إيران، والتقدّم نحو اتفاق سلام مع سوريا يشمل انسحابًا من الجولان، ومنع إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية بكل ثمّن، لو اضطرت لمواجهة الولايات المتحدة.
واعتبرت الوثيقة مشروع إيران النووي “تهديدًا وجوديًا” واعتبرت الصواريخ البعيدة المدى التي تملكها دول المنطقة “تهديدًا استراتيجيًا”. وأوصت الوثيقة، في ما يتعلق بإيران ومشروعها النووي، أن تقوم إسرائيل بالعمل في سرية من أجل “تأسيس الخيار العسكري أمام إيران في حال بقاء إسرائيل وحدها في المعركة أمامها، ولمواجهتها المستقبلية “.
وحذرت وثيقة جهاز الأمن من إمكانية “اختفاء” الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الخارطة السياسية، بعد انتهاء مدة ولايته في شهر كانون الثاني 2009، حيث ستسرّع هذه القضية من تقتت السلطة الفلسطينية وازدياد خطر إخراج حلّ الدولتين من جدول الأعمال، وأوصت الوثيقة الأمنية ب”منع انتخابات في السلطة الفلسطينية حتى بثمن مواجهة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي” خوفًا من انتصار لحماس.
كما أوصت الوثيقة باستمرار الضغط على حركة حماس من أجل عزلها وإضعافها، وتقوية البدائل التنظيمية لها، واعتماد الجاهزية لاتخاذ خطوات تحمل مخاطر كبيرة، خصوصًا مع توقعات انهيار الهدنة، حيث توصي الوثيقة بالعمل على إسقاط نظام حماس.
أما بالنسبة لسوريا، فتوضح الوثيقة أن على إسرائيل “التقدّم نحو اتفاقية سلام مع سوريا، رغم الثمن الباهظ الذي ستدفعه إسرائيل، واستغلال تغيير الحكم في الولايات المتحدة لتجنيد دعم لهذه العملية”، حيث يتوقع جهاز الأمن أن إخراج سوريا من دائرة الصراع ستضمن اتفاقًا مع لبنان أيضًا، وستضعف جديًا “محور التطرف”.
وتشمل الوثيقة توصية بتعزيز العلاقة مع التيار المعتدل في لبنان في فترة الانتخابات، ومع التيار المعتدل في العالم العربي السني مع التشديد على السعودية، من خلال توسيع الحوار مع السعودية حول المصالح المشتركة للبلدين، ومنعها من تطوير مخاطر على إسرائيل مثل تطوير قدرة نووية وامتلاك صواريخ أرض أرض وتقليص الفجوة التوعية بينها وبين إسرائيل.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن طاقم الأمن القومي سيقدّم تقييمه السنوي الأمني إلى الحكومة الشهر القادم، وستشمل توصيات بالخطوط السياسية الأساسية للحكومة للعام 2009.