توالت زيارات المسؤولين الاردنيين الى قطر لتتوج أخيرا بزيارة الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا لاطلاق المصالحة على مستوى رفيع بين البلدين اللذين توترت العلاقات بينهما منذ عام 2000، بعد ان أذابت الدوحة الجليد مع الرياض، الحليفة العربية المفضلة لدى عمّان.
ويلتقي الملك عبد الله اثناء هذه الزيارة التي تستغرق يومين بدءا من الاثنين، امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.
وقال مصدر اردني رسمي ان “هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الاردن وقطر والتي شهدت توترات خلال السنوات الثمانية الماضية”.
واوضح ان “الزيارة ستسهم في وضع العلاقات على مسارها الصحيح وبما يخدم البلدين على اساس الاحترام المتبادل”.
وسبق زيارة الملك عبد الله لقطر زيارة لرئيس الديوان الملكي الاردني الجديد ناصر اللوزي في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي ثم زيارة رئيس الوزراء نادر الذهبي قبل عشرة ايام صرح خلالها ان الاردن وقطر يعتزمان انشاء صندوق استثماري مشترك بقيمة مليار دولار بهدف تمويل مشاريع زراعية وسياحية في الاردن.
كما صرح الذهبي بأن زيارة الملك “ستتوج بعودة العلاقات الاردنية القطرية الى أفضل مما كانت عليه في السابق (…) وسنرى نتائجها الايجابية على مختلف الصعد”.
ويأمل الاردن جذب الاستثمارات القطرية الى المملكة التي يعمل نحو 30 الف من رعاياها في قطر. كما يأمل اخرون ايضا بالتوجه الى قطر التي تشكل فرصة كبيرة للعمل في ظل تزايد عمليات البناء.
ويرى الكاتب الاردني سميح المعايطة في مقالة في صحيفة “الغد” المستقلة الاحد بأن “سرعة تجاوز الماضي (بين الدولتين) يدل على حسن النوايا ويدل ايضا على ان اسباب التوتر كانت عادية وكان يمكن منع الامور ان تصل اعلاميا على الاقل الى ما وصلت اليه”.
لكن الامور لم تكن بهذه البساطة بين البلدين التي شابت علاقاتهما العديد من الخلافات لاسباب مختلفة منها التوتر بين قطر والسعودية التي تعد حليفا مفضلا للاردن.
وبحسب المصدر الاردني الرسمي فأن “الوضع الحالي يسمح ببناء علاقات افضل خصوصا وان التوتر بين المملكة العربية السعودية وقطر انخفض وان عمان ليس لديها اي اعتراض من ان تلعب الدوحة دورا في المصالحة اللبنانية او السودانية كما هو الحال”.
وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني اول زعيم دولة يقوم بزيارة رسمية الى الاردن في اذار/مارس من عام 1999 بعد شهر واحد من تولي الملك عبد الله العرش.
وبعد عدة اشهر اقترحت قطر استقبال ثلاثة قياديين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي كان الاردن يرغب بخروجهم من المملكة. لكن العودة المفاجئة لاحدهم وهو الناطق الرسمي باسم حماس ابراهيم غوشة الى عمان في حزيران/يونيو من عام 2000 قادما من قطر ادى الى حصول اول توتر بين البلدين.
وقد اعقبها توقف الرحلات الجوية بين البلدين لمدة شهر ومنذ ذلك الحين لم تعد العلاقات الاردنية-القطرية على افضل حالها.
وحصلت في اب/اغسطس من عام 2002 ازمة مفتوحة بين البلدين بعدما بثت قناة “ا
لجزيرة” الفضائية القطرية برنامجا وجهت خلاله انتقادات شديدة الى العاهل الاردني الراحل الحسين بن طلال سحب على اثرها الاردن سفيره من الدوحة كما تم اغلاق مكتب الجزيرة في عمان.
لجزيرة” الفضائية القطرية برنامجا وجهت خلاله انتقادات شديدة الى العاهل الاردني الراحل الحسين بن طلال سحب على اثرها الاردن سفيره من الدوحة كما تم اغلاق مكتب الجزيرة في عمان.
وفي كانون الثاني/يناير من عام 2003 قام الملك عبد الله الثاني بزيارة الى فرنسا لاجراء مباحثات مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، الذي كان موجودا في باريس في زيارة خاصة، على أمل تخفيف حدة التوتر بين الدولتين.
لكن في تشرين الاول/اكتوبر من عام 2006 اثار ترشيح الاردن لمنصب الامين العام للامم المتحدة توترا آخر في العلاقات بين البلدين.
واتهمت عمان الدوحة بالتصويت ضد مرشحها الامير زيد بن رعد لتولي منصب الامين العام للامم المتحدة خلفا لكوفي انان، على الرغم من اعلان جامعة الدول العربية دعمها وبالاجماع للمرشح الاردني.
ودافعت قطر عن نفسها بالقول ان الاردن اعلن عن اسم مرشحه متأخرا. الا ان هذا لم يمنع الاردن من استدعاء سفيره في الدوحة. وقد عاد السفير الى قطر في حزيران/يونيو 2007.
وقام رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2007 بزيارة الى عمان التقى خلالها الملك عبد الله الثاني للمرة الاولى منذ الازمة الدبلوماسية بين الدولتين.