أتقنت دبي التغريد خارج سرب الأزمة المالية العالمية وهي تحتفل ببذخ بافتتاح منتجع “أتلانتيس النخلة”، أكبر وأحدث منتجع سياحي في الشرق الأوسط، الخميس. ففي حفل وصف بالأسطوري، أطلقت إدارة أتلانتيس حوالي 100 ألف من الألعاب النارية، متجاوزة بذلك 14 ألف لعبة نارية التي أطلقت في ألعاب الأولمبياد في بكين هذا العام.
أنارت الألعاب النارية جزيرة النخلة
وأنارت الألعاب النارية الضخمة جزيرة النخلة من جميع جهاتها، مطلقة أضوائها في البحر والسماء، حيث مكنت ضخامة الألعاب النارية من رؤيتها من الفضاء الخارجي. وفيما بدا أنه رسالة تطمين للمستثمرين ورجال الأعمال، حرصت دبي على حشد إمكانيات هائلة ومبتكرة لإنجاح الحفل، الذي حضره أكثر من ألفي مدعو، ضموا عدداً كبيراً من نجوم الفن والإعلام.
وقال سلطان أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي لشركة “نخيل”، التي طورت وتدير منتجع أتلانتس النخلة، إن “لا أحد يمكن أن ينكر أننا في أزمة اقتصادية عالمية، ولكن تأثرنا بالأزمة منخفض نسبياً، ونحن نركز الآن على المشروع نفسه”.
وأضاف سول كيرزنر، رئيس مجلس إدارة كيرزنر إنترناشيونال، ومؤسس فندق أتلانتس في جزر الباهاما، أن “العالم كله متأثر بالأزمة الاقتصادية، وكان من الأفضل لنا إذا كنا في حالة نمو اقتصادي، ولكن هذه هي الحال، وإننا نثق بأن الفندق سيحقق نجاحاً كبيراً، ثم أننا لم نبن هذا الفندق لسنة واحدة أو سنتين، بل هو استثمار على المدى الطويل”.
وقامت مغنية البوب العالمية كايلي مينوغ، بإحياء الحفل، في زيارة تعتبر الأولى لها في منطقة الشرق الأوسط. وكان لحفل القرن كما أطلق عليه، لمسة شرقية، إذ أطلت المغنية اللبنانية نوال الزغبي بفقرة غنائية، لتتبعها نجمة “بوليوود” الهندية بريانكا شوبرا، متقمصة شخصية حورية البحر، وقدمت عرضاً من تصميم ماري جان جوثيه، قبل أن يتم إطلاق الألعاب النارية من جميع أنحاء الجزيرة. وأحيت دي جي سامنثا رونسون، بقية السهرة التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى
مغنية البوب العالمية كايلي مينوغ
واستقبل الحفل الذي استغرق تنظيمه حوالي السنة، أكثر من ألفي شخصية من نجوم ومشاهير العالم، منهم: تشارليز ثيرون، وليندسي لوهان، وماري كيت أولسون، وجانت جاكسون، وستار جونز، وأجينيس دين، وديم شيرلي باسي، وميشا بارتون، وروبرت دينيرو، وبريتي زينتا، ودوقة يورك، ومايكل جوردن، وليلي آلن، وجيرارد بتلر، وكوينسي جونز، وغايل كينغ.
وقال سير ريتشارد برانسون، مؤسس طيران “فيرجن أتلانتك” و”فيرجن ميغا ستور”، إنه في صدد تحضير مشروع جديد لبدء رحلات إلى الفضاء الخارجي، وأعرب عن سعادته لوجوده في دبي، وقال “إنني محظوظ لحصولي على غرفة في الفندق”. كريس تاكر، الممثل الكوميدي المعروف، قال إن “أتلانتيس هو صورة مطورة أكثر عن أتلانتيس الموجود في الباهاما”. وقالت الإعلامية الشهيرة، ستار جونز، إنها “تستمتع بكل دقيقة، الناس في دبي هم في قمة الترحيب”.
وتغيبت أوبرا وينفري عن الحفل، حيث كان من المقرر أن تحضر الافتتاح، إلا أن النيران الأخيرة التي اندلعت بالقرب من مكان سكنها في سانتا بربرا الأمريكية حالت دون حضورها، وذلك حسب ما قالت غايل، الصديقة المقربة من أوبرا لـCNN، التي أكدت أن بيت أوبرا “لم يصب بأذى”.
كما استضاف الحفل، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، عدداً من نجوم الساحة الفنية العربية كان من ضمنهم، ليلى علوي، وهالة سرحان، وأحمد حلمي، وجورج قرداحي، الذي أشار إلى أهمية الحدث “بالنسبة لنا نحن كعرب، وكل من يحب دولة الإمارات ودبي”. في حين قالت الإعلامية هالة سرحان: “اليوم أتلانتيس هو بمثابة العودة بالماضي في المستقبل”، حيث تمحور حفل الافتتاح حول قصة مدينة أتلانتيس المفقودة.
ألممثل المصري أحمد حلمي
ولقي الحفل الباهر، اهتماماً بالغاً من قبل كافة وسائل الإعلام العالمية، الذين احتشدوا لتغطية الحدث، خاصة بعد أن وصلت تكاليفه الباهظة إلى عشرات الملايين من الدولارات.
البذخ الذي اتسم به الاحتفال قد يكون ساعد في إخفاء مظاهر الأزمة التي أطلت من بين أضواء الألعاب النارية في عشرات المشاريع العقارية، التي قد تكون تعاني من الركود، وامتدت الأزمة إلى منتجع أتلانتيس نفسه الذي قد يكون ضحية من ضحاياها في ضوء تقارير تشير إلى تباطؤ متوقع في التدفق السياحي على دبي.
يذكر أن الفندق يحتوي على مجموعة متكاملة من النشاطات والرياضات المائية، وسيكون وجوده علامة متميزة لقطاع الفنادق في دولة الإمارات، علماً أن شركات كيرزنر تدير أصلاً فندق “رويال ميراج” الفاخر في دبي. ويضم منتجع أتلانتيس مناطق مائية شاسعة بينها ألعاب تتيح للسياح القفز فوق بحيرة تملؤها أسماك القرش، إضافة إلى حوض ضخم يضم آلاف الأنواع من الأحياء البحرية، وهي التي تشكل جدران الطوابق السفلية للمنتجع، أو حتى جدران بعض الأجنحة.
ويضم المنتجع أيضاً بحيرة للدلافين، وممرات تحت البحر تتيح للزوار مشاهدة الأسماك وبقايا اصطناعية لمدينة أتلانتيس المفترضة. ويذكر أن سعر الليلة الواحدة في جناح “بريدج سويت” يصل إلى 35 ألف دولار أمريكي.