.. حمار أوبامـــــــــــــا ..
الرابط : الولايات المتحده
عوني حدادين
سئل الزعيم السوفيتي “خرتشوف”مرة خلال الانتخابات الامريكية بين
المرشح الديمقراطي جون كينيدي والجمهوري نكسون فأجاب أنهما
جوربان متشابهان..
لن أكرر ما قاله خرتشوف لأنني لم أعتقد ولو للحظة واحدة أن الاتحاد
السوفيتي سوف ينهار ويتفكك الى جمهوريات ولم أفكر لحظة أن حلم
مارثن لوثر وجون كنيدي قد تحقق بأن أسود سيحكم أقوى دولة في
العالم … ومادام العالم يتغير فقد أحدث أوباما طوفانا في تحقيق
النصر التاريخي ودفن العنصرية والماضي.. ونجح الحمار الديمقراطي
على الفيل الجمهوري الذي أحدث هزة عنيفة بكل المعتقدات السابقة..
هل يمكن أن نحلم كما حلم مارثن وان يكون الرئيس المقبل من
أصول عربية إسلامية أو حتى هندية مادامت امريكا قد دفنت العنصرية
وتوحدت للتغيير واستطاع الشعب بكل أطيافه أن يغير وأن لا يعير
أهمية لدعاية ماكلين واليمين الذي حاول فيها اللعب على أوتار
العنصرية واستطاع هذا الشعب بثقافته وديمقراطيته الحقيقية ان يقلب
الطاولة ويغير الموازين الداخلية حيث صوت البيض وبنسبة غير متوقعة
الى أوباما الأسود…
وصوت الجميع لأوباما ليس فقط لإنبهارهم بشخصيته القوية بل
لبرنامجه المتوازن والخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أمريكا
ومثلما صعد “نلسون منديلا” الى قمة السلطة في جنوب أفريقيا قد
نحلم نحن العرب ان يحدث التغير عندنا.. ان نتغير لا أن ننتظر من يغيرنا
ونجلس متفرجين بل علينا ان نحلم وأن نعمل
وعندما طرح أوباما شعار التغيير وقال نعم نستطيع التغيير.. فهل
نستطيع نحن العرب أن نغير وتصبح لنا ديمقراطية حقيقية وان تصبح
الأقليات العرقية التي تعيش في وطننا منذ مئات السنين أن تحكم رغم
ان بعضها مازال محروما من الجنسية..
هل يستطيع الشركسي والفلسطيني أو الشيعي أو المسيحي أن يحكم
مادام أنه ابن البلد وقادر على قيادة البلد..
وهل يستطيع أن يحلم الفلسطيني في إطار رؤية جديدة ليدفع الأغلبية
الإسرائيلية للتخلي عن عنصريتها والاندماج في إطار وطني ليصبح حاكما
لإسرائيل.
اعتقد أن لو كان أوباما يعيش في بلد عربي لرفضته نقابة المحامين..
وهذه أبسط الاشياء
لنتعلم من هذا الحدث التاريخي ولن نخوض من السياسة الخارجية لكلا
الحزبين.. لأننا قد نكرر (مقولة خرتشوف) والسبب أنه مهما كان من
اعتلى بوابة البيت الابيض لن يختار سوى مصلحة أمريكا لأن الرئيس
ديكور تحكمه مؤسسات علمية قائمة لا مجال للعب بها أو التلاعب فيها
حتى البلدان الناطقة بالإسبانية المجاورة لأمريكا فالمؤسسات فيها
مهيمة ودليل ذلك ان من حكم بعضها في قضية (الأصول والمنابت) كما
هو عندنا .
والعالم العربي بحاجة لديمقراطية حقيقة لأنه لن يحتاج لأمريكا اذا كان
قراره مستقلا خارجا من صوت الشعب وهذه التجربة الأمريكية أزاحت
الطبقة الحاكمة القديمة الأنجلوساكسونية والبرستاتية الحاكمتين في
السابق والمهاجرين أصلا من البلدان الأوروبية لأن السكان الأصليين قد
تمت إبادتهم .أخيرا نستطيع ان نقول أن الطبقة الفقيرة والمتوسطة والمثقفة هي
التي دعمت أوباما وأوباما أعطى بنجاحه أملا لهذه الشرائح وخاصة
اليسار والحركة العمالية الأمريكية المناهضة للحرب والتمييز أن تتقدم
وتتغير داخليا لتنعكس على السياسة الخارجية في المستقبل وسيكون
العالم أكثر أمنا بعدم وجود بوش على المسرح السياسي..
لقد صبر وتحمل حمار الحزب الديمقراطي حين هزم الفيل الجمهوري
والآن عليه ان يصحح الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي سببها بوش
وحروبه ويترجم برنامجه على الارض كما قال ان أمريكا ليست في
قوتها العسكرية والاقتصادية بل بقيمها ومثلها ودفاعها عن الحريات
والديمقراطية .