محطمة ومصابة بحروق وكدمات .. ذهبت عزة الى الشرطة أربع مرات قبل أن تسمح لها السلطات بترك زوجها الذي يسيء معاملتها والذهاب الى دار ايواء. على مدار زواجهما الذي استمر 12 عاما كان زوجها السعودي يضربها بقضبان معدنية ويقيدها ويسكب الماء المغلي عليها.
لكن الشرطة كانت تعيدها عادة الى منزلها بعد أن يوقع زوجها تعهدا بالتوقف عن اساءة معاملتها وهي ممارسة معتادة في البلاد التي تحتاج فيها النساء الى الحصول على موافقة على أي شيء من الحصول على وظيفة الى استئجار شقة.
وتقول عزة المطلقة الآن وتعيش في دار عبد العزيز للايواء الذي افتتح مؤخرا في جدة “حين كنت أعود الى المنزل كان الضرب يتفاقم تدريجيا… تزايد العنف اكثر وبدأ يقيدني حتى لا أستطيع الهرب. سد كل النوافذ.”
وفي نهاية المطاف فرت قبل أربعة أعوام عبر نافذة دورة المياه وأصيبت بكسر في عظام الحوض اثناء محاولة الهرب. لكنها حصلت على الطلاق بناء على أن زوجها مصاب بالفصام.
وسلطت وسائل الاعلام الضوء بشكل كبير على قضية العنف الاسري عام 2004 حين أعلنت رانيا الباز المذيعة بالتلفزيون تعرضها لضرب وحشي على يد زوجها أسفر عن اصابتها بثلاثة عشر كسرا في الوجه مما أدى الى حصولها على الطلاق بناء على طلبها.
واتخذت البلاد المحافظة بشدة خطوات نحو الانفتاح منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 التي نفذها 19 مهاجما بينهم 15 سعوديا.
وأنشئت هيئة رسمية معنية بالدفاع عن حقوق الانسان عام 2004 تحت ضغط جزئيا من حكومات غربية للتعامل مع سجل البلاد السيء في مجال احترام حقوق الانسان.
سارة العبار: لا قوانين تحمي الاسرة السعوديةوأرسل 978 تقريرا الى الجمعية الوطنية لحقوق الانسان منذ ذلك الحين تتعلق بانتهاكات جسدية ونفسية فضلا عن حقوق الطلاق والميراث بل وحق التعليم الذي يعترض عليه أولياء الامور من الذكور في بعض الاحيان.
وأنشأ متطوعون عددا من دور الايواء بموافقة وزارة الشؤون الاجتماعية.
لكن وضع النساء القانوني لا يزال غير مستقر بسبب نظام ” الوصاية” للذكور الذي وضعه رجال الدين السعوديون.
وللاباء أو الاشقاء أو الازواج الحق في فرض ارادتهم على امرأة بزعم “عصيانها” ومن الممكن أن تعاقب امرأة بالسجن لثلاثة أعوام والجلد اذا أدينت.
وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش «منظمة مراقبة حقوق الانسان» ومقرها نيويورك في تقرير لها هذا العام أن نظام الوصاية في السعودية يضع النساء في مكانة ” القصر” أو الاطفال.
وتقول سارة العبار وهي متخصصة في طب الاسرة انه لا توجد قوانين لحماية النساء مضيفة أن القوانين ضد النساء ومسؤولو الشؤون الاجتماعية لا يستطيعون مساعدة النساء بشكل ملائم وفي نهاية المطاف ينتهي بهن الامر مع الوصي عليهن حتى لو كان هو الذي يسيء معاملتهن.
وترى الجوهرة العنقري من الجمعية الوطنية لحقوق الانسان أن النتيجة هي أن النساء في دور الايواء يكن غالبا في “اجازة من الانتهاكات” ليس الا. وذكرت صحف سعودية أن هناك الان نحو ثلاثة الاف سعودية مسجلات رسميا كهاربات.
وأدى ارتفاع عدد الهاربات الى ظهور مخاوف من انهيار الاسرة السعودية وغزو القيم الغربية التي تركز على الرغبات الفردية اكثر من الواجبات الاسرية.
وقالت انعام الربوعي رئيسة جمعية حماية الاسرة التي تعتقد أن انتشار الانترنت والقنوات الفضائية التلفزيونية أكسب الشبان السعوديين سلوكيات متأث
رة بالغرب ان المجتمع كان مغلقا والآن بدأ ينفتح.
رة بالغرب ان المجتمع كان مغلقا والآن بدأ ينفتح.
وأضافت الربوعي أن الفتيات اللاتي يبلغن عن تعرضهن لانتهاكات يكن عادة متمردات على الاعراف الاجتماعية ورافضات لحق أولياء أمورهن في تأديب ابنائهم.
وتابعت قائلة ان المسؤولين بالجمعية يحاولون أن يوضحوا لهؤلاء الفتيات أن ما تتعرضن له ليس انتهاكات مشيرة الى بعض الحالات التي لم تنطو على عنف جسدي.
وقالت سميرة الغامدي وهي أخصائية اجتماعية ان من الممكن التوصل الى حل وسط يتضمن فكرة الحقوق الاساسية للمرأة.
وتابعت أنه في مواجهة مجتمع يضفي قدسية على ثقافته وتقاليده يجب أن تكون البداية بالمطالبة بالحقوق الاساسية.
وأضافت أن الناس في هذا المجتمع نشأوا على الاعتقاد بأن من حق الاب ضرب زوجته وابنائه وحرمانهم من حريات معينة اذا أراد.