وفاء إسماعيل
* في يوم 10/11/2008م كشفت صحيفة المصري اليوم النقاب عن «مافيا القمح» أطعمت الأغنياءوالفقراء في مصر “علفاً حيوانيا” (ANIMAL FEEDING ) حينما تقدم محافظ القليوبية المستشار عدلي حسين وأعضاء المجلس المحلى للمحافظة ببلاغ رسمي إلى النيابة الإدارية للتحقيق في استيراد شركات من القطاع الخاص لأقماح لا تحتوى على البروتين اللازم «الجلوتين» للاستهلاك الآدمي، ووصلت إلى المطاحن والمخابز المنتجة للرغيف البلدي المدعم … وقد تأكدت الصحيفة من هذا الخبر من عدة مصادر وأكدته بوثائق لم تستطع الحكومة الرد عليه بالنفي .. واكل المصريون العلف الحيواني المستورد من أوكرانيا وروسيا كما لو كانوا حيوانات يتم تسمينها وتجهيزها ليوم الذبح العظيم .
* في يوم 18/11/2008 م صحيفة البديل تتبنى الكشف عن مافيا ” تجارة الأعضاء البشرية” عن طريق خطف أطفال الشوارع وإجراء عمليات جراحية لهم وانتزاع الكلى وقرنية العين مقابل مبالغ زهيدة من المال … والأخطر من هذا هو تصريح الدكتور حمدي السيد ( أن مصر تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في تجارة الأعضاء البشرية .. وان النقابة تتلقي الكثيرمن الشكاوى ضد أطباء يجرون عمليات زراعة الأعضاء ولا نملك معاقبتهم بسبب غيابالتشريع…) ليس غياب التشريع فقط بل في ظل غياب الدولة وامن الدولة وغياب الضمير والأخلاق والقيم وغياب شعب ترك زمام أمره بيد تلك العصابات والمافيات ..!!
* وأمام هذين الخبرين نحاول أن نفهم ما يدور في مصر والتحول الذي أدى إلى تعامل المافيات والعصابات مع الشعب المصري كما لو كان ” حيوانات او بهائم ” فى حظائرهم يستوردون لها العلف الحيواني على انه قمح مطابق للمواصفات العالمية بينما الحقيقة المفجعة انه يستخدم في البلدان الأخرى كعلف حيواني ويتم توزيعه على المخابز دون اى رقابة أو محاسبة ، ثم يستكمل دور المافيا ليقوموا بخطف الأطفال وسرقة أعضائهم مقابل حفنة من المال .. والسؤال هنا الى هذا الحد تمتهن أدمية الإنسان المصري ؟ ألهذا الحد وصل الاستهتار بحياة البشر ؟ ألهذا الحد تمكن منا العصابات والمافيات وسراق الأوطان ؟
ودون الخوض فى تفاصيل تلك الجرائم التي ملأت معظم الصحف والمواقع المستقلة وتجاهلتها الصحف القومية التي لا ترى فى مصر الا إنجازات النظام المصري العظيمة المزورة وسياسته الحكيمة التي أدت بنا الى هذا الحال الأسوأ فى العالم .. وجدت ان الأمر أصبح لا يحتمل ، وان السكوت والصمت عن تلك الجرائم هو سكوت لن نجنى من وراءه إلا مزيد من الخراب والدمار . .. ومزيد من التمادي فى الإجرام من قبل تلك العصابات التى تحتمي بهذا النظام الفاشل الذي تحولت مصر فى عهده الى حظيرة أو مكب نفايات ، و تحول فيه الشعب المصري الى مجرد حيوانات يتم علفها وإطعامها من تلك النفايات ثم يقاد بعد ذلك الى مسلخهم لتقطع أوصاله وتفصل أعضائه وتفقأ عيونه وتنتزع انتزاعا لتباع فى سوق تجارة الأعضاء ، لتقدم 16 منظمة حقوقية بلاغا للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود تطالب بالتحقيق في تورط عصابة في المتاجرة بأعضاء أطفال الشوارع .. فقط أطفال الشوارع وليس أطفال الأغنياء !!!!
* والأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الاتجار بالأعضاء أسباب يستطيع كل إنسان عادى حصرها وسردها دون اى تعب او جهد ،فمن انتشار الفقر ، والجهل ،والمرض الى غياب العدالة الاجتماعية إلى غياب القانون …والخ . فما أسهل النظر لواقع المجتمع المصري لترى حجم الجرائم التي ترتكب يوميا على مرأى ومسمع من الحكومة المصرية بحق الشعب المصري .. بل لو قمنا بدراسة كل ظاهرة على حدة لوجدنا تواطىء الحكومات المصرية فى ما وصل اليه المجتمع المصري من انهيار خلقي ، واجتماعي ، اقتصادي ، وسياسي ،ولوجدنا ان العدالة الغائبة فى مصر نظرا لغياب القانون وسيادة القانون هي من جرأت تلك العصابات على ارتكاب جرائمهم .. العدالة الغائبة حولت هذه العصابات إلى وحوش ضارية تفترس فريستها بلا رحمة أو شفقة .. ولا أدرى كيف استطاع طبيب أن يقوم بعملية لطفل ينتزع بها إحدى كليتيه ،أو يتنزع بها إحدى عينيه كما ورد فى التحقيقات الصحفية المصورة والموثقة دون ان ترتجف يداه من هول الجريمة البشعة التي ارتكبها فى غفلة من القانون ؟؟!!!
* هذه المرة لن ألقى اللوم على حكومات ميتة فقط ولا على نظام فقد قدرته على السيطرة على عصابات كانت إفراز سيء لنظام حكم أسوأ .. ولكن اللوم كل اللوم على شعب بأكمله ارتضى لنفسه ان يعامل كالحيوانات ..وارتضى لنفسه أن يقف عاجزا أمام تلك العصابات .. ارتضى لنفسه الذل والهوان وامتهان الكرامة .. شعب بأكمله فرط فى كرامته ورجولته ونخوته وارتضى الذل والسكينة ، شعب استساغ الركون إلى الغير لكى يصلح له أحواله ، واستعذب الالم حتى أدمنه وتعود عليه ، لن ألوم تلك العصابات التي نهشت لحم أطفالنا وتاجرت به بل اللوم على هؤلاء الأطفا
ل وذويهم الذين ألقوا بهم فى الطرقات والشوارع لتختطفهم ايدى اللصوص وقطاع الطرق من أبناء مصر ، فالشعب المصري كله بجميع فئاته ومثقفيه يتحمل المسؤولية ويتحمل ثمن سكوته وصمته على ذبحه بدم بارد .. فلماذا نتباكى اليوم على ضياع دمنا ولحمنا على ايدى لصوص صغار بعد أن فرطنا فى ضياع وطن بأكمله على ايدى الكبار ؟ لماذا تذكرنا اليوم ما يجرى لأطفال الشوارع وينتابنا الغضب متجاهلين ان من باع أرضه وأوطانه يسهل عليه بيع لحمه ودمه وكرامته ؟ هذه نتيجة طبيعية لصمتنا وسكوتنا على تلك العصابات وعلى من تواطىء معها .. نحن ندفع اليوم ثمن هذا الصمت المخزي من دم ولحم أطفالنا ولم يتبق لنا فى هذه الأرض سوى أن نصنع أكفاننا ونحفر قبورنا لنوارى خزينا وعارنا …!!!
ل وذويهم الذين ألقوا بهم فى الطرقات والشوارع لتختطفهم ايدى اللصوص وقطاع الطرق من أبناء مصر ، فالشعب المصري كله بجميع فئاته ومثقفيه يتحمل المسؤولية ويتحمل ثمن سكوته وصمته على ذبحه بدم بارد .. فلماذا نتباكى اليوم على ضياع دمنا ولحمنا على ايدى لصوص صغار بعد أن فرطنا فى ضياع وطن بأكمله على ايدى الكبار ؟ لماذا تذكرنا اليوم ما يجرى لأطفال الشوارع وينتابنا الغضب متجاهلين ان من باع أرضه وأوطانه يسهل عليه بيع لحمه ودمه وكرامته ؟ هذه نتيجة طبيعية لصمتنا وسكوتنا على تلك العصابات وعلى من تواطىء معها .. نحن ندفع اليوم ثمن هذا الصمت المخزي من دم ولحم أطفالنا ولم يتبق لنا فى هذه الأرض سوى أن نصنع أكفاننا ونحفر قبورنا لنوارى خزينا وعارنا …!!!