رسم تقرير حكومي أمريكي نشر الخميس، صورة قاتمة لمستقبل غير مستقر في العلاقات الدولية، يظهر بوضوح تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، وانقسام في القوى السياسية وتزايد الصراع على الموارد الطبيعية الشحيحة. التقرير الذي حمل عنوان “الاتجاهات العالمية في2025 : العالم المتحوّل” أعده مجلس المخابرات القومي وجاء في 121 صفحة، يسعى لتحذير واضعي السياسات الأمريكية بما فيها الحكومة الأمريكية المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما، من العوامل التي من شأنها صوغ الاتجاهات العالمية الرئيسية والصراعات حتى العام 2025.
وقال التقرير وهو الرابع ضمن سلسلة “رغم ترجيح أن تظل الولايات المتحدة أكثر الأطراف نفوذا، إلا أن قوتها النسبية، حتى في المجال العسكري، ستتقلص كما أن النفوذ الأمريكي سيصبح أكثر توتراً.”
وأشار التقرير إلى أن العالم في خضم “انتقال للثروة والقوى العالمية” غير مسبوق، من الغرب إلى الشرق، وهو ما يدعمه “الزيادة في أسعار النفط والسلع” على المدى الطويل إلى جانب تغيير تدريجي في الصناعات وخدمات صناعية محددة إلى آسيا.
وفيما يتوقع التقرير أن يتراجع نفوذ وقوة أمريكا، يبدو أنه لا يتوقع تراجعاً في الأعباء الدولية المرمية على كاهلها، مثل لعبها أدوار وساطة في الشرق الأوسط وآسيا.
كما توقع التقرير أن يواصل الجيش الأمريكي لعب دور قيادي في الحرب على الإرهاب الدولي، وإن كانت الولايات المتحدة ككل، أقل قدرة على القيام بذلك دون شراكة قوية من الدول الحليفة.
وأكد التقرير أن أكبر التحديات التي ستواجهها الولايات المتحدة بحلول 2025 هو الصين.
ولفت التقرير إلى أن “الصين مهيأة للعب دور أكثر تأثيراً على الساحة العالمية في غضون العشرين سنة المقبلة وأكثر من أي دولة أخرى.”
وتوقع التقرير أن تملك الصين أكبر ثاني اقتصاد في العالم بحلول 2025 كما ستكون قوة عسكرية قيادية، متوقعاًً في الوقت نفسه أنها (الصين) ستكون أكبر دولة ملوّثة للبيئة وأكبر مستورد للمصادر الطبيعية.
ومن الدول التي ستسير في ركب الصين من حيث رغبتها في توفير أسلوب حياة استهلاكي على الطراز الأمريكي لأعداد سكانها المتنامي، الهند وإندونيسيا وإيران وتركيا وإن كان بدرجات أقل.
كذلك توقع التقرير أن الأزمة المالية الحالية ستعني ان الطلب على الموارد الحيوية مثل الطعام والماء والنفط ستتفوق على “الإمدادات المتوفرة” في خلال العقدين المقبلين.
ولفت التقرير إلى أن عدد سكان الكرة الأرضية الذي يتوقع أن يزداد بـ1.2 مليار شخص خلال العقدين المقبلين، سيرفع الطلب على الغذاء بنسبة 50 في المائة، كما ستسوء إمكانيات الوصول إلى إمدادات مستقرة من المياه بسبب ظاهرة التحضر العالمية المتسارعة.
ورغم أن الصراعات مرجحة أن تدور حول “التجارة والاستثمار والاختراعات التقنية والحيازة” فإن التقرير لا يستبعد حدوث سيناريوهات مثل السباق على التسلح كما حدث في القرن التاسع عشر، وتوسيع الحدود والمنافسة العسكرية.
كذلك يتوقع التقرير أن يبقى موضوع الإرهاب قضية رئيسية حتى العام 2025، لكن من المرجح تقلصه في حال تسارع نمو الاقتصاد والليبرالية السياسية في الشرق الأوسط.
وجاء في التقرير “في غياب فرص العمل والوسائل المشروعة للتعبير سياسياً، فإن الظروف ستنضج لنمو التطرف واحتمال تجنيد الشباب في مجموعات إرهابية.”
وما يزيد لهذه التعقيدات في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد صراعات متأججة هو احتمال حيازة إيران على أسلحة نووية، ما قد يؤدي لسباق تسلح نووي إقليمي.
كذلك ما يضيف إلى مخاوف الانتشار النووي، التوتر المتواصل بين الهند وجارتها النووية باكستان، وفق التقرير