كتب/ رداد السلامي
اليمن واقعها ينطبق على أبسط ما فيها أي أنها بلد غير مدركة لذاتها وتقاوم من يعمل على جعلها تتجه نحو الطريق السليم ، ولذلك فإنك ما إن تحاول ذلك حتى تجد أنك مثلا كمواطن بسيط تحمل على عاتقة مهمة أن يعمل على توعية الناس وتوجيههم نحو الفعل السليم والسلوك السليم حتى تجد ذاتك أنك معاق ترى عكس ما تتمناه أو تتوقعه ، صدود غير مبرر ، وإقصاء غير نبيل لك ، يرى البعض أن شهوتك الذاتية هي من تحركك أو أنك ساعيا للشهرة والمجد والصعود على ظهور الآخرين ومع احترامي هناك أحزاب سياسية مفعمة بهذه اللغة ومستشرية في أوساطها بشكل يجعلك في دائرة الشكوك وأنك مجرد شخص لاهث وراء ذاته وأناة.
كبشر هذه صفة موجودة في الإنسان ، التخلص منها صعب لكن تهذيبها بحيث تسمو أمر ضروري ، أي صقلها باتجاه ما يعزز قدرتها في خلق واقع اجتماعي طيب ورفيع ومتقدم .
لا أود الخوض في تفاصيل مملة وعير مفيدة ، ولكن أود الإشارة إلى أن الكبت الذي يجعل الذوبان الفردي هو السائد يعمل على “قطعنة” الناس وتحويلهم إلى نسخ متشابهة أي غير قادرين على الإبداع في ابتكار الجديد والمفيد الذي يأتي كمحصلة متراكمة لإنتاج ما يفيد المجموع ويخترع لهم أساليب وأفكار وسلوك جديد .
الذاكرة تختزن الكثير من الصور الفردية لأناس استطاعوا أن يعملوا على تحويل المستحيل إلى ممكن ذلك أن المستحيل نتيجة منطقية لانعدام حيل فكرية لجعله يبدو أقل مما هو عليه ، وبالتالي فإن الفرد أحيانا يخترع طرقا أخرى وأفكار جديدة لحلحلة هذا الذي وقفت الجموع أمامه غير قادرة على تفكيكة وتسهيله ، أنا لست مغرورا ولست أرى أني أفضل من أحد ، مثل هذه الحالة غير جيدة وغير طبيعية ، لكن ما أقصده هو أننا يجب أن نتجاوز الكبت ومحاولة تدمير الذاتية الفردية والنظر إليها كحالة شاذة وعصية الحل معها التدمير وأخطر تدمير هو ما يمارسه المجموع بقطيعية متوحشة من خلال النظر للفرد المختلف والمخالف لها كسوء وجب التضحية به برضا وقناعة جماعية..!!
ودائما ما أكرر أن الفرد الكامل لا وجود له بين صفوف الناس ولكن الخلاص في قدر مشترك من جهودهم جميعا ، هي قاعدة أنا أؤمن بأهميتها كدليل على ضرورة أن الفرد سيظل ناقصا ورأيه قاصرا ما لم يكن هناك تكامل بين الجميع ، لكن ذلك لا يعني أن الطريق الأمثل هو جعل الفرد غير موجود ، أي بتره تماما وتذويبه ، فالقطيعية أحيانا تسير مثلا باتجاه خاطئ والقراءات الكريم يقول ” وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله” والأنبياء واجهتهم في البداية قطعان ضالة ومجاميع متشابهة من البشر في رفضها للحقيقة التي جاؤا بها رغم كل قيم الظلم والعبوديات المختلفة والتفاوتات الاجتماعية والطبقية الحادة..!!
————–
*كاتب وصحفي يمني