يرى خبراء استراتيجيون ان الرسالة الاولى التي وجهها تنظيم القاعدة الى باراك اوباما بعد اسبوعين من فوزه في انتخابات الرئاسة الاميركية تشكل “ردا مذعورا علىشعبية” خليفة جورج بوش التي تهدد مصداقية هذا التنظيم المتطرف.
ففي رسالة بثت الاربعاء على الانترنت وصف ايمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة الرئيس الاميركي المنتخب بانه “عبد البيت” في خدمة البيض وبانه “عدو للاسلام والمسلمين”.
كما ندد مساعد اسامة بن لادن بارسال تعزيزات اميركية الى افغانستان كما وعد الرئيس القادم.
وهذه التصريحات التي وصفها البيت الابيض ب”الحقيرة والخسيسة” تبدو وكانها اول تحد لاوباما من اعداء الولايات المتحدة المعلنين منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
الا ان رسالة ايمن الظواهري تعكس في المقام الاول حسب راي هؤلاء الخبراء قلق القاعدة من زعيم قادر على تحسين صورة الولايات المتحدة الامر الذي قد يعقد مهمتها في تمويل وتجنيد وتبرير اعمالها المتطرفة.
وقال توماس ساندرسون خبير مكافحة الارهاب في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ان “هذه الرسالة هي قبل كل شيء رد فعل على سيل الرسائل والردود المرحبة بانتخاب اوباما”.
واوضح ان “انتخاب اوباما يؤثر على مصداقيتها من حيث انه يحسن صورة الولايات المتحدة ومن ثم يجعل القاعدة اقل مصداقية” مضيفا “لا شك انهم كانوا سيكونون اكثر سعادة بانتخاب شخص قريب من سياسة الرئيس بوش”.
وتابع الخبير “الكثيرون في العالم يرون في انتخاب اوباما رفضا لسياسة بوش .. وهذا يثير قلقا شديدا للقاعدة التي تستطيع حتى الان استخدام مواقف ادارة بوش للتذرع بان الاسلام مستهدف”.
من جانبه قال ستيفن سايمون المحلل في مركز العلاقات الخارجية “انهم الان يرون رئيسا واسع الشعبية في الخارج ويحمل اسما عربيا مثل حسين ويعد بعلاقات سليمة اكثر مع العالم الاسلامي ولديه نية واضحة لدفع الولايات المتحدة نحو تحرك اكبر في افغانستان”.
واضاف “لو كنت مكان القاعدة لجعلني ذلك اشعر بالقلق”.
وينوي الرئيس المنتخب المعارض للحرب في العراق سحب القوات الاميركية من هذا البلد في غضون 16 شهرا بمجرد تسلمه مهام منصبه في كانون الثاني/يناير المقبل.
واوباما الذي يعتبر ان “الجبهة المركزية للحرب على الارهاب موجودة في افغانستان وباكستان” وعد ايضا بارسال قوات الى افغانستان للقضاء على تمرد طالبان معلنا استعداده لتوجيه ضربات عسكرية محددة للمناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان حيث يتحصن بن لادن ومعاونوه وفقا للاستخبارات الاميركية.
ويرى ار.بي ايدي المدير السابق لمكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي للبيت الابيض ان “الكثيرين يراهنون على ان الادارة القادمة سرعان ما ستواجه تحديا كبيرا وهو ما قد يحدث حقا. لكن لا شيء من ذلك في الرسالة الاخيرة للقاعدة التي تبدو وكانها رد مذعور في مواجهة المستقبل”.
الا ان مسؤولا اميركيا في مكافحة الارهاب طلب عدم كشف اسمه قال محذرا “علينا ان لا ننخدع انها مازالت مجموعة قادرة على احداث خسائر جسيمة”.
وقتل الاربعاء يوم اذاعة رسالة الظواهري مسؤول في القاعدة مع خمسة مسلحين اخرين في شمال غرب باكستان. وهذا المسؤول هو عبد الله عزام السعودي الذي يرى مسؤولو الاستخبارات الاميركية انه صلة الوصل الرئيسية بين كبار قادة القاعدة وشبكات طالبان في المنطقة الحدودية في باكستان.
وقتل هؤلاء في غارة صاروخية شنتها طائرة تجسس اميركية بدون طيار شكلت اول ضربة صاروخية اميركية خارج مناطق القبائل ملجأ مسلحي طالبان والقاعدة حسب مسؤول امني باكستاني بارز.