يقول محللون ومنظمات مراقبة لجرائم الكراهية، ان عدد الحوادث التي ترتدي طابعا عنصريا، ازداد في الولايات المتحدة منذ انتخاب باراك اوباما اول رئيس اسود للولايات المتحدة. ففي ولاية بنسلفانيا، عثر زوجان احدهما اسود والاخر ابيض على صليب محروق في حديقة منزلهما. وفي كاليفورنيا، شهدت احدى المدن تخريبا لسيارات وكراجات رسم عليها الصليب المعقوف رمز النازية، وعبارات وشعارات عنصرية مثل «عودوا الى افريقيا».
اما في ولاية مين، فعلقت دمى سوداء على مشانق وهتف طلاب في ايداهو في حافلات مدرسية «اغتالوا اوباما».
وقال مارك بوتوك مدير مركز «سذرن بوفرتي لو» ومقره الاباما، ان الاسابيع الاخيرة من الحملة الانتخابية الرئاسية وما اعقبها شهدت «مئات ومئات» من حوادث تتعلق بالكراهية. وتابع: «منذ الاسابيع الاخيرة في الحملة الانتخابية، شهدنا اعمالا انتقامية حقيقية وكبيرة قام بها البيض واعتقد ان الامور تزداد سوءا».
واضاف بوتوك ان احداث العنف بدأت في التجمعات الانتخابية التي عقدتها سارة بايلن مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس حيث انطلقت صيحات «اقتلوه» من الحشود.
واوضح: «لكننا اصبحنا نرى الان كل مظاهر الكراهية من حرق الصلبان الى تهديدات القتل الى شنق دمى تمثل اوباما الى الحوادث العنصرية البشعة في ساحات المدارس في انحاء البلاد». ويؤكد، «لا استطيع ان احصر الاعداد لكنني استطيع ان اقول بوضوح ان مئات ومئات من هذه الحوادث وقعت».
واوضح بريان ليفين، البروفيسور في «مركز دراسة الكراهية والتطرف» في جامعة ولاية كاليفورنيا، انه يبدو ان الارتفاع في جرائم الكراهية هو جزء من ظاهرة ستمتد الى فترة طويلة. واضاف: «لا توجد لدينا ارقام محددة لكن يمكنني ان اقول انه يبدو ان هناك ارتفاعا كبيرا في جرائم الكراهية منذ فترة الانتخابات حتى الان». وتابع ان هناك ادلة على زيادة الدخول على مواقع الانترنت الخاصة بدعاة تفوق العرق الابيض مثل موقع «ستورم فرونت» الذي توقف عن العمل بعد انتخابات الرابع من نوفمبر بسبب ارتفاع الدخول اليه بشكل كبير.
وقال بوتوك، ان زيادة جرائم العنصرية يمكن ان تعود الى العديد من الاسباب منها زيادة هجرة غير البيض الى الولايات المتحدة والتقديرات التي اصدرها اخيرا مكتب الاحصاءات الاميركي بان البيض لن يظلوا غالبية بحلول عام 2040، اضافة الى زيادة معدل البطالة. وذكر ان كل هذه العوامل ادت الى خلق جو مناسب لجماعات الكراهية. وتابع: «اضف الى ذلك كله فكرة وجود رجل اسود في البيت الابيض. وكل هذه العوامل تجعل عددا كبيرا جدا من البيض يشعرون انهم خسروا كل شيء وان البلد الذي بناه اجدادهم قد سلب منهم بطريقة او باخرى».
واضاف ليفين، انه لاحظ كذلك زيادة النقد اللاذع «الذي يصعب قياسه لكنه يبدو اكثر بكثير من المعتاد». وقال ان ما يحدث ينسجم مع النمط التاريخي للسياسة الاميركية او ما وصفه بسياسة «الشد والجذب». وتابع: «في العديد من المرات عندما كان يحصل تقدم في العلاقات العنصرية في الولايات المتحدة رأينا عمليات انتقام عنيفة صاحبتها»، مستشهدا بان جماعة «كوكلاكس كلان» تشكلت بعيد الغاء العبودية في 1865.
واوضح ليفين ان بالنسبة الى دعاة تفوق البيض فان اوباما — الذي يستعد حاليا لتعيين اريك هولدر وهو اسود، وزيرا للعدل على ما يبدو – يمثل اسوأ السيناريوات بالنسبة الى ايديولوجيتهم. وقال: «بالنسبة اليهم، باراك اوباما هو عدو العرق الابيض. فهو لا يمثل فقط السياسة التي تقوض حضارة البيض وارثهم في الولايات المتحدة، بل رمز حي لما يسمونه تلويث العرق».
واضاف ان «باراك اوباما هو عاصفة تمد الحركات العنصرية المتشددة في الولايات المتحدة بالطاقة».