قاطع طلاب بريطانيون يوم أمس، الثلاثاء، خطابا للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في جامعة أكسفورد بهتافات تحتج على سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، واتهموه بارتكاب جرائم حرب وأطلقوا هتافات تطالب بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي.
“مجرم حرب” هتف الطلاب الغاضبون في وجه بيريس الذي كان يلقي محاضرة حول «السلام والعولمة» أمام نحو ألف طالب، زاعما أن الصهيونية هي وليدة النازية، ومعتبرا أن انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتبر نهاية العنصرية في الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته تظاهر العشرات من الطلاب خارج قاعة المحاضرة وحملوا لافتات كتب عليها: لا يمكننا أن نسمي شخصا رجل سلام وهو ينتج أسلحة نووية، وهتفوا: “الحرية لفلسطين”، و “الاحتلال جريمة” . ووقف أحد الطلاب وقال: أنا هنا باسم سكان غزة المليون ونصف الذين يتعرضون للقصف على يد إسرائيل يوميا. أنا هنا باسم 11 ألف أسير فلسطيني. أنا هنا باسم 800 ألف لاجئ هجروا من أرضهم. اخجل من نفسك يا مجرم الحرب.
ووزع المتظاهرون بيانا يصف بيرس بأنه “مجرم حرب” . وجاء في البيان: في الستين سنة الأخيرة ساهم بيرس وكان مسؤولا عن الإرهاب الإسرائيلي والاحتلال المتواصل. جند وسلح المخربين من قوات الهاغاناة التي نفذت التطهير العرقي لفلسطين عام 1948. هذا الرجل يقف من وراء الترسانة العسكرية النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. كرئيس إسرائيل هو مسؤول عن تجويع مليون ونصف فلسطيني يقبعون تحت الحصار في قطاع غزة.
بيرس يضع شروطا للانسحاب من الجولان السوري المحتل
وفي كلمته لدى زيارة العاصمة البريطانية لندن، اشترط الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، إعادة الأراضي السورية المحتلة إلى سورية، بأن تثبت الأخيرة استعدادها للسلام. كما ربط حق سورية باستعادة أراضيها المحتلة بأن تغير طريقها.
وقال بيرس مشيرا إلى أن الإنسحاب لن يكون إلا بشروط إسرائيلية، إن مصر والأردن وقعتا اتفاقيتي سلام مع إسرائيل واستعادتا كامل أراضيهما. وأنه في حال غيرت سورية من طريقها، وأثبتت أنها على استعداد لسلام حقيقي، فإنها تعرف ما تحصل عليه.
وقال إنه “من الممكن التوصل إلى سلام شامل تقريبا، ما عدا إيران وحزب الله وحماس، مقابل اتفاق مع السلطة الفلسطينية”.
وادعى بيرس أنه لم يتبق أي خلاف مع الفلسطينيين، وأن الحديث هو عن اتفاق يبقي بيد إسرائيل فقط 4%-5% من مساحة الضفة الغربية، على حد قوله. وهنا تجدر الإشارة إلى أن حديث المسؤولين الإسرائيليين، وخاصة أمام وسائل الإعلام الأجنبية، عن الضفة الغربية لا يشمل القدس ولا الأغوار.
وأضاف، متجاهلا الحصار المفروض على قطاع غزة وجرائم الاحتلال والاستيطان، أن إٍسرائيل بحاجة إلى ضمانات، بسبب ما ادعى أنه فشل في قطاع غزة. وبحسبه فقد تم إخلاء 30 مستوطنة من قطاع غزة، ولا يوجد هناك أي جندي أو مستوطن إسرائيلي، إلا أن المستوطنات التي تم إخلاؤها قد تحولت إلى قواعد لإطلاق الصواريخ على المواطنين الإسرائيليين. وتابع أن إسرائيل بحاجة إلى توفير أجوبة لمن يسأل عن كيفية ضمان ذلك في حال إخلاء مستوطنات أخرى.
ومضى بيرس في تجاهله المتعمد لأسباب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، حيث هاجم بحدة مبادرة الأكاديميين البريطانيين لفرض المقاطعة على إٍسرائيل، مدعيا أن الأكاديميين لا يستطيعون حماية سديروت من الصواريخ اليومية.