حذرت من أسمتها صحيفة التليغراف البريطانية (أم الانتحاريات في العراق) أو (أم فاطمة) من ارتفاع عدد الهجمات التي تنفذها نساء. ومن جانب آخر عنفت (رانيا إبراهيم) 15 سنة التي أسرت قبل شهور مستجوبيها، مؤكدة أن المتطوعات في شبكة الإنتحاريات أكبر بكثير من أن تدمر أو تنتهي بمجرد القبض عليها أو على غيرها.
وكانت (ابتسام عدوان) المتهمة بالتغرير بالشابات وبالنساء الجاهلات الضعيفات عقلياً ليتطوعن في شن هجمات انتحارية، أخبرت الشرطة في بعقوبة أن هناك الكثير من النساء يتبعنها، ولن يكون بالمستطاع إيقاف (مدّهن) على حد تعبيرها!. والأسبوع الماضي كانت انتحارية قد فجرت نفسها، وقتلت 5 من الحراس في نقطة تفتيش. وكشفت مصادر الشرطة أن عمرها لا يتجاوز الـ 13 سنة، مما يجعلها أصغر انتحارية حتى الآن.
ويؤكد مراسل التليغراف أن بعقوبة هي أكثر المراكز المدنية التي تعاني من تفجير الانتحاريات لأنفسهن، وكثير منهن مراهقات صغيرات السن، لكنهن يشاركن في إيقاع الإصابات الجماعية، مستهدفات القوات الأمنية، ومراكز التجمعات كالأسواق. وقال إن ظاهرة الانتحاريات كانت نادرة في العراق حتى وقت مبكر من السنة الحالية، لكنها تضاعفت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة. وأوضحت مصادر عسكرية أن عدد الانتحاريات خلال السنة الحالية وصل الى 30، فيما كان عددهن سنة 2007 فقط 8 مهاجمات انتحاريات.
من جانب آخر قالت شرطة المحافظة إنها لم تزل حتى الآن تجهل هوية بنت متورطة في هجوم انتحاري نفذ قبل أكثر من أسبوع، لكنهم كما يقول مراسل التليغراف كشفوا تفاصيل مذهلة عن (ابتسام عدوان) التي قبضوا عليها في أواخر شهر أيلول الماضي، وعن دور النساء في تصعيد مثل هذه الهجمات الانتحارية أكدت الشرطة قولها إن الإرهابية التي تطلق على نفسها الاسم المستعار (أم فاطمة) لم تعبر عن ندمها وتؤكد أنها شخصية قاسية جداً.
وأكد النقيب (أحمد جاسم) الناطق باسم شرطة بعقوبة إن المرأة عمرها 38 سنة، وقد وصفت حال النساء اللواتي يقبلن على المشاركة في الأعمال الانتحارية. وأوضحت أن معظمهن (أرامل القتلى) ويتولين أيضا إقناع قريباتهن ومعارفهن من الشابات بمثل هذه المهمة.ونقلت الشرطة عن (أم فاطمة) قولها إنها واحدة من كثيرات من الأمهات اللواتي يقمن بالعمل نفسه. وأكدت وجود عدد كبير من البنات الراغبات بالموت. والأمهات يخبرنهن بأنهن سيذهبن الى الجنة، فيجلسن عند أنهار من عسل وتناول طعام الغداء مع النبي محمد، ويعشن في نعيم.
وقالت إن البنات هن زوجات أعضاء القاعدة، ولهذا فإن أزواجهن يخبرونهن أيضا أن (استشهادهن) سوف يكون مقدساً والأزواج أيضا سيدخلون الجنة كنتيجة لاستشهاد زوجاتهن وقتلهن أنفسهن باسم الإسلام.
وعلى الصعيد نفسه تؤكد (رانيا إبراهيم) 15 سنة التي اعتقلت في نقطة تفتيش بديالى قبل أن تفجر حزامها الناسف، إنها كانت محبطة وغير متعلمة وقد بيعت كزوجة الى إرهابي. و(أم فاطمة) هي عمة زوجها والتي أغرتها بمهاجمة مركز الشرطة. وتقول (رانيا) أنها تركت المدرسة في سن 11 ومنذ ذلك التاريخ كانت تنتظر من يشتريها باسم الزواج. وأضافت: ((كنت أريد أن أصبح دكتورة، لكن زوجي قال لي أريدك أن تذهبي الى الجنة. فهناك سيلتحق بي فوراً)).
وتزعم (رانيا) أنها سقيت مادة كحولية وأعطيت حبوباً قبل تنفيذ هجومها، لكن (أم فاطمة) التي يعتقد أنها حملت زناد التفجير من بعد لم تتمكن من تنفيذ مهمتها. و(رانيا) الآن موجودة في سجن بعقوبة لكنّ أمها (باساد سلمان مهنه) تعيش في بيت خرب قريب من مركز المدينة. وقالت إنها شعرت بأنها تعرضت للخيانة من قبل صهرها (محمد حسن) الذي ألقي القبض عليه بعد القبض على زوجته. وتؤكد (أم رانيا) أنها عندما زوجت ابنتها لم تعرف أنه يعمل في القاعدة.
ويذكر معهد جيمستاون المؤسسة الأميركية المتخصصة في شؤون الإرهاب أن القاعدة اعترفت بنجاح وسيلة استعمال النساء في تنظيم الهجمات الانتحارية في العراق، ولهذا فإنها رشحت نساء عديدات للقيام بدور أميرات.