وصلت أعداد الأشخاص الذين لا يملكون المراحيض عالميا، إلى حوالي 2.6 مليار شخص، الأمر الذي يعني وجود أربعة من أصل كل عشرة أشخاص لا يستطيعون قضاء الحاجة في مرحاض عادي، وذلك حسبما صرحت به «منظمة المرحاض العالمية».
وقالت المنظمة إن 2.2 مليون معظمهم من الأطفال يموتون سنويا، بسبب أمراض الملاريا والإيدز والإسهال، التي تعتبر أسباب ناتجة عن سوء استعمال المراحيض وعدم الالتزام بالمبادئ الصحية في الأماكن العامة.
وحسب المنظمة فإن هذه الأرقام تشير إلى وجود أعداد أكبر بكثير من أعداد ضحايا الحروب والصراعات ما بين الشعوب، وأنها أرقام مستهان بها خصوصا مع وجود أرقام ما تزال مجهولة للأشخاص المصابين بالإمساك الذين يرفضون اللجوء إلى الأطباء. وقال السنغافوري جاك سيم، العضو المؤسس لمنظمة المرحاض العالمية التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، «إننا نريد إخراج موضوع المراحيض من لائحة المحظورات، فإن ما لا نتحدث عنه، لا يمكن إصلاحه».
وكانت قد أسست المنظمة العالمية للمرحاض عام 2001، لمساعدة المنظمات الأخرى في مواجهة الأمراض المستعصية، ولكنها اتخذت من موضوع المرحاض نقطة بداية لأعمالها بدلا من اتخاذ الماء الذي اعتبرته نطاقا أوسع يشمل جوانب أخرى. وكانت قد بدأت المنظمة بوجود 15 عضوا، وصلوا اليوم إلى 151 عضوا من 53 بلدا، يلتقون سنويا من أجل مناقشة القضايا المتعلقة بالمبادئ الصحية التي يجب الأخذ بها عند استعمال المراحيض، والعمل من أجل تطبيقها.
وتعتبر المنظمة أن المساهمة في تحسين العادات الصحية عند الناس، هي بمنزلة استثمار يوفر الكثير من المال لحكومات الدول.
وتقول الكاتبة روز جورج في كتابها «الضرورة القصوى» إن «الوصول إلى تطبيق المبادئ الصحية على الصعيد العالمي بحلول عام 2015، قد يكلف أكثر من 95 مليون دولار أميركي، إلا أنه سيساعد في توفير 660 مليار دولار».
وأضافت روز، ان «من الأمثلة الشاهدة على هذا الوضع، هو انتشار وباء الكوليرا في بيرو عام 1991، الأمر الذي كلف حوالي مليار دولار، قد كان بالإمكان تفاديه بصرف 100 مليون دولار على تطبيق قوانين تفرض تدابير صحية».
ومثال آخر ذكرته روز يشير إلى أن «ميزانية الجيش في باكستان، تعتبر أكثر بحوالي 47 مرة عن الميزانية المخصصة للتأكد من نظافة المياه، رغم معاناة باكستان من 120 ألف حالة وفاة بسبب الإسهال سنويا». ولا تعتبر مشكلة المجاري أقل من مشكلة المراحيض، حيث تعاني بريطانيا من انبعاث أكثر من 28.8 طنا من ثاني أكسيد الكربون من نظام المجاري في بلادها خلال سنة واحدة.
ومع تفاقم مشكلة المجاري، وتناقص كميات المياه بشكل كبير، فقد أشار بعض المختصين والمهتمين إلى ضرورة العثور على طرق أخرى للحمامات الحالية، التي بنظرهم تصرف الكثير من المياه من غير ضرورة.
وكانت القمة العالمية للمراحيض لهذا العام قد عقدت في الرابع من نوفمبر في ماكاو تحت عنوان «تشجيع المبادئ الصحية عبر المبادرات القائمة على السوق».