عقد مركز حجازنا للدراسات والنشر ندوة سياسية بمناسبة ما تردد عن محاولة الانقلاب الداخلي في السعودية والتي قادها الأمير بندر بن سلطان، حملت الندوة عنوان (انفجار السعودية من الداخل: الواقع وسيناريوهات المستقبل) تحدث فيها عدد من كبار المتخصصين والخبراء في الشأن السعودي، أكدوا فيها علي جملة من الحقائق، والرؤى وخلصوا إلي نتائج مهمة من أبرزها:
(1) أكد الخبراء علي أن احتمالات انفجار السعودية من الداخل في المستقبل المنظور (من 10 ـ 15 عاماً) هي احتمالات باتت واردة، وذلك لأسباب سياسية واقتصادية داخلية وخارجية، يأتي في مقدمتها تنامي ممارسات الاستبداد لدى الأسرة السعودية الحاكمة، مع زيادة روح الغلو الديني الوهابي الذي تم برمجته علي محورين، الأول: تكفير كل ما هو غير وهابي/ سعودي، والثاني: إضفاء الشرعية علي ممارسات السلطة الحاكمة حتى لو جاءت مخالفة لقيم الإسلام السمح أو لمصالح الأمة الإسلامية والعربية.
(2) أكد الخبراء المشاركون في الندوة علي أن المملكة السعودية أمامها ثلاثة سيناريوهات للانفجار والتفتت خلال المرحلة القادمة:
السيناريو الأول: يتمثل في تمرد الجيل الجديد من أبناء الأسرة الحاكمة والتي لم يستطيع الملك الحالي أو نائبه احتواء أطماعه وطموحاته ولم يشفع لهم النظام الجديد المسمى بهيئة البيعة، حيث هذا الجيل، تعلم وتربى علي قيم النفعية الأمريكية، ولا احترام لديه لجيل الآباء أو الأجداد، أو حتى المقدسات الحجازية، فكل ما يشغله هو (المصلحة الذاتية) حتى ولو جاءت علي جثة الحكم الحالي، هذا الجيل يمثله خير تمثيل بندر بن سلطان و(تركي) وخالد بن سلطان والوليد بن طلال، وأشار الخبراء أن ما تم تداوله خلال الأيام الماضية من معلومات عن محاولة انقلاب فاشل قام بها بندر بن سلطان ضد عمه الملك عبد الله، ربما تكون بالفعل معلومات صحيحة وهي مقدمة لسيناريو محتمل أن يتم وبدعم أمريكي وإسرائيلي مباشر تحقيقاً لمصالح يرونها تتماشى والمرحلة الجديدة.
أما السيناريو الثاني: لانفجار المملكة من الداخل فلقد بلوره الخبراء في الندوة في احتمالات تمرد الأقليات المضطهدة سياسياً وإنسانياً في المملكة وفي مقدمتهم الأقلية الشيعية بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط (وتعددها 20% من عدد السكان)، أو تمرد قطاعات من الحجازيين لانفراد النجديين وعلي رأسهم آل سعود بالثروة والسلطة دون حصول غيرهم علي أدنى حق في ذلك.
أما السيناريو الثالث: فهو احتمال قيام قوى إصلاحية وديمقراطية بانقلاب عسكري مفاجئ ضد الأسرة الحاكمة لاستشراء الفساد والاستبداد بها، يعقب ذلك تدخل أمريكي مباشر يعيد الحكم لآل سعود ولكن ليس بذات الصلاحيات خاصة (النفط) وسيكون ساعتها حكماً شكلياً علي النسق العراقي الحالي.
هذا وأكد الخبراء أن كل تلك الاحتمالات والسيناريوهات لانفجار السعودية أضحت واردة في ضوء تطور الأوضاع الإقليمية والعالمية خاصة بعد فوز أوباما وهزيمة الاحتلال الأمريكي بالعراق وأفغانستان، وحاجته إلي قاعدة جديدة سياسية وعسكرية مباشرة في المنطقة.
هذا وقد شارك في أبحاث ومناقشات الندوة كل من: لواء د. وجيه عفيفي رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، د. أسعد الشمري (معارض سعودي)، لواء د. أحمد أبو الليل خبير استراتيجي مصري، أ. فكري عبد المطلب (كاتب وباحث متخصص في شئون السعودية)، د. فتحي حسين (كلية الإعلام جامعة القاهرة)، د. عواطف أحمد (أستاذ العلوم السياسية)، أ. إيهاب شوقي (خبير في الشئون السعودية)، د. محمود رضوان (أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية)، د. محمد عبد القادر (الأستاذ بجامعة عين شمس).