شهدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء الإعلام والاتصالات العرب في دمشق أمس، مشادة كلامية، على خلفية ما جاء في كلمة وزير الإعلام السوري محسن بلال من انتقادات للاتفاقية الأمنية المزمع إبرامها بين العراق والولايات المتحدة، فقد هاجم الوزير السوري في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر، الاتفاقية الأمنية المذكورة، معتبراً أنها «فرض لشروط الاحتلال في العراق».
وقال بلال: «ها هو الاحتلال يفرض شروطه على أشقائنا في العراق، ويشرعن وجوده الغاصب والغاشم على أرضهم، عبر اتفاقية تكافئ المحتل وتمنحه حقوقاً ليس على حساب أصحاب الأرض فقط، بل على حساب جيرانهم وأشقائهم». وأضاف: «نحن نؤكد أن شعبنا العربي في العراق لا يمكن أن يتقبل ما يسيء إلى تاريخه واستقلاله وكرامته، وما يؤذي أشقاءه في الدول المجاورة له».
وأعرب الوزير السوري عن خشيته من أن تتحول هذه الاتفاقية إلى إطار تتمكن من خلاله الولايات المتحدة من «شن هجمات على الدول العربية المجاورة».
وقاطع رئيس الوفد العراقي وزير الاتصالات فاروق عبدالقادر الوزير السوري عند مهاجمته الاتفاقية الأمنية، لكن أحداً لم يسمع ما قاله الوزير العراقي بسبب قطع المنظمين الصوت عنه.
وفي نهاية الجلسة، طلب الوزير العراقي الكلمة، فتحدث متهماً الوزير السوري بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، والتصريح بما يمس سيادة العراق، وشدد على أن «الشعب العراقي وحكومته لا يقبلان التدخل من أي دولة».
ولم يتوقف الوزير العراقي إلا بعد أن تدخَّل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، محاولاً تهدئته وداعياً إياه والوزير السوري إلى «فنجان قهوة» خلال استراحة كانت مقررة بالفعل لعشر دقائق. ووعد بلال وموسى رئيس الوفد العراقي عبدالقادر بأن يكون أول المتحدثين في الجلسة التالية للجلسة الافتتاحية.
واعتبر وزراء الإعلام والاتصالات العرب في إعلان مشترك صدر في ختام اجتماعهم أمس، أن الأهداف الأساسية المنوطة بعملهم المشترك «ترتبط بنشر وتعميم استخدام تطبيقات اندماج الإعلام والاتصالات، لما في ذلك من تعزيز لجهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية، وتحقيق أوسع معدلات النفاذ الشامل والعادل لتحقيق متطلبات بناء مجتمع المعرفة واقتصاده، وتعزيز التواصل الإعلامي والاتصالاتي محلياً وعربياً ودولياً، تمكيناً للمحتوى الرقمي العربي ومكوناته الإبداعية من الوجود على مستوى الإعلام الدولي».