أبطلت محكمة الاستئناف الاثنين قرارا صادرا عن محكمة فرنسية أبطل عقد زواج مسلمين بسبب كذب الزوجة بشأن عذريتها، بعد أشهر من الكشف عن هذه القضية التي استحوذت على اهتمام الإعلام وأوساط الدفاع عن حقوق النساء. وقال المحامي كزافييه لابي، محامي الزوج، إن هذا القرار يدعو إلى القلق ، مضيفا إن “الحريات الشخصية باتت مهددة”. واعتبر أن المحكمة بقرارها تناقض إرادة الزوجين ستضيف فصلا جديدا إلى هذه القصة التي تطرح تساؤلات حول الهجرة والاندماج والخصوصية والقانون في فرنسا.
وكانت محكمة بمدينة ليل، شمال فرنسا، أبطلت الزواج بينهما لأن العروس ضللت زوجها، وجعلته يعتقد انها لا تزال عذراء. وعارضت الزوجة رغبة زوجها في الطلاق ثم قبلت بأن يتم إلغاء الزواج. ووفقا لنص الحكم ، تم إبطال الزواج “تحت تأثير خطأ موضوعي.. فالزوجة الشابة اخفت الحقيقة عن خطيبها، لأنها كانت على ثقة من أنه لم يكن ليتزوجها أبداً إذا عرف تلك الحقيقة”.
وكان الزوج المسلم قرر أن ينهى الزواج فى الصباح التالي للزفاف عندما اكتشف في تلك الليلة أن زوجته، المسلمة أيضاً، ليست عذراء، وهو عكس ما كانت ذكرته له. إلا أن الحكم بإبطال الزواج أثار استهجان الطبقة السياسية الفرنسية وجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة، حتى أن البعض اعتبره “فتوى ضد تحرر النساء”.
ودفع ذلك وزيرة العدل رشيدة داتي إلى ان تطلب من النيابة استئناف الحكم. ووصف المحامي لابي قرار الاستئناف بأنه “مقلق”، معتبرا أنه “يهدد حرياتنا الفردية بشكل كبير”. وعقد زواج الشابة وهي طالبة تمريض من أصل مغربي في العشرينات من العمر، من مهندس مسلم مثلها في روبيكس (شمال) في تموز 2006.