بقلم: سعيد جداد/ابو عماد
مع ان الاخت الفاضلة والناشطة السياسية طيبه المعولى من اول البرلمانيات العمانيات والخليجيات التى وصلت الى مجلس الشورى بالانتخاب الحر، واثبتت وجودها واصبحت الصوت المعبر بحق عن حقوق المرأة والانسان عامة في سلطنة عمان وعكست ممارساتها في مجلس الشورى الصورة المثاليه للمرأة العمانية الحرة الصادقه المؤمنة بمادىء الحق والعدل والمساواة ، القادرة على تحمل مسؤلياتها تجاه الوطن وتجاه من اختارها لتكون ممثلته امام الحكومه وتحت قبلة البرلمان ، فحققت فوزا منقطع النظير خلال فترتين متتاليتين ترشحت فيهما لمجلس الشورى حتى بلغت شهرتها الافاق واصبحت القدوة لبنات جنسها ليس العمانيات فحسب بل حتى الخليجيات والعربيات وفي العالم كله حتى دخلت بقوة واقتدار الى المنافسه على جائزة نوبل وتم اختيارها من ضمن 100 امراة لنيل هذه الجائزة العالميه تقديرا لجهودها واعترافا بكفاءتها ودورها الريادي في ابراز دور المرأة العمانية والعربيه وقدرتها على تحمل المسؤليات الجسام باعتبارها نصف المجتمع .
الا ان تلفزيون عمان الملون الذي ملىء الدنيا ضجيجا عن المرأة وماحققت من مكاسب وما تقدمه لها الحكومه من هبات وعطايا ومكارم واحسان الى درجة التقزز والغثيان ، في سبيل اقناع العام باننا امة متحضرة متقدمه عصرية
قد تجاهل عن قصد واضح واصرار متعمد السيده طيبه المعولى
فقد تابعت احد تلك البرامج على تلفزيون عمان الملون وهو يتحدث عن المرأة في مجلس الشورى واتحفنا بصور اعضائه من النساء عشرات المرات مع العلم ان وجودهن كان اشبه بالديكور في المجلس ولا تجد من يتذكرهن ولو بشطر كلمه !! ابينما طيبة المعولى البرلمانية الاولى في المجلس لم تظهر صورتها ولا مرة !! ولم ياتى تلفزيون عمان لملون على ذكرها ولا مرة !! وطريقة القطع والقفز واللصق في الصور المعروضه في البرنامج كانت توضح لكل ذى عينين ان تلفزيون عمان الملون يتجاهل عن قصد واصرار صورة ودور طيبه المعولى
في مسيرة المجلس الشوروي والحياة البرلمانية والاجتماعيه في عمان
ذكرني البرنامج بحلقة تابعتها ذات يوم في الجزيرة عن البرلمانات الخليجيه وكان صدفة يشارك فيها ضيفا عمانيا ، واقول صدفة لان العمانيين عادة لايستضيفهم احد في القنوات الحرة الا ما ندر ربما بسبب الخصوصيه العمانيه
في تلك الحلقة كان يشارك ضيف كويتي ليبرالي من الداعين الى منح المرأة الكويتيه حق الترشح والترشيح ،وقد ساله سامي حداد كيف لا يسمح للمراة الكويتيه بالترشح والترشيح في الكويت و هى متقدمه في الممارسة الديمقراطية على كل دول الخليج والكثير من الدول العربيه بينما تمنح هذا الحق في سلطنة عمان التى دخلت معترك اليدمقرايطة منذو بضع سنين؟؟؟!!!
فقال الضيف الكويتي المرأة العمانية لم تخض صراعا لنيل حقوقها وانما اخذتها على طبق من ذهب و بارادة ساميه بينما المرأة الكويتيه تخوض صراعا لنيل حقوقها في مجتمع حر وبرلمان حر وصراع سياسي وادلوجي
ولذلك هى تتقدم ببطىء بعكس المرأة العمانية
طبعا الضيف العماني كان كالاطرش في الزفه ولا يتسع المقام للتعليق عليه
ذلك التفسير الذي قدمه الضيف الكويتي عن صراع المرأة الكويتيه وقفزات المرأة العمانية يوضح الى حد بعيد الطريقة الميكانيكيه ا لتى تدار بها الامور في عمان ، فلو كان انتزاع الحقوق في السلطنة ياتى من خلال ديناميكية حركية طبيعيه تتوافق مع حراك المجتمع سياسيا وثقافيا وعلميا وديمقراطيا لما استطاعت وسائل الاعلام المختلفه ان تتجاهل قامة عملاقة اشهر من نار على علم كـ طيبه المعولى ؟ خاصة حينما يكون الحديث عن المرأة ودورها في المجتمع العماني
فطيبه المعولى لايمكن لاحد ان يزيل بصمتها من على جبين الحراك الثقافي والسياسي والحقوقي والبرلماني في عمان حتى وان تجاهلها تلفزيون عمان الملون
فالحق ابلج والباطل لجلج
والشمس لا تغطى بغربال