بعد مشاركته في مؤتمر “حوار الأديان” في نيويورك بحضور العاهل السعودي الملك عبد الله، لم يستبعد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز القيام يوما ما بزيارة للعاصمتين السورية والسعودية دمشق والرياض.
وفي حوار خاص أجرته معه صحيفة تايمز البريطانية ونشرته في عددها اليوم الإثنين 17-11-2008، توقع بيريز “أن تحقق إسرائيل السلام مع جيرانها العرب خلال ما تبقى من حياته”، مشيرا إلى أنه رأى “فرصا جديدة” في المنطقة.
وبسؤاله عما إذا كان يمكنه زيارة دمشق وسوريا يوما ما، قال “نعم، لا أستبعد ذلك، لم أكن أتصور أبدا أن نحقق ما حققناه فمنذ عام لم أكن أحلم بأن يدعوني الأمين العام للأمم المتحدة لحضور مؤتمر مع ملك السعودية”، في إشارة إلى مؤتمر حوار الأديان الذي شاركت فيه إسرائيل وعقد الأسبوع الماضي في نيويورك بمبادرة من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
وفيما يتعلق بمبادرة السلام التي قدمها الملك عبد الله عام 2002 والتي تدعو للتطبيع بين إسرائيل والعرب مقابل انسحاب إسرائيل لحدود 1967، قال بيريز الذي يتم عامه الخامس والثمانين هذا العام: “كثير من المبادئ الواردة في المبادرة مقبولة بالنسبة لنا، لكن هذا لا يعني أننا ليس لدينا الحق في أن نقوم بتعديل أو آخر فيها”.
واستبعد بيريز أن يتم التوصل لاتفاق سلام بنهاية عام 2008، حسبما توقع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش، وقال الرئيس الإسرائيلي: “إنه أمر مستبعد، حدثت أمور كثيرة والوقت ضيق، لقد أصبحت العقبات أكثر وضوحا من ذي قبل”.
وذهبت تعليقات العديد من المحللين والخبراء السياسيين العرب إلى أن بيريز حرص خلال مشاركته في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك على تحقيق مكاسب سياسية من خلال التأكيد في هذا المحفل الدولي على رغبة إسرائيل في تحقيق السلام مع العرب دون الإعراب في الوقت نفسه عن مواقف واضحة تؤيد صراحة الحقوق العربية التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967.
الحوار مع إيران ممكن
أما عن إيران، فأعرب بيريز عن اعتقاده بأن هناك فرصة للحوار مع إيران إذا نجح الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما في توحيد المجتمع الدولي خلف سياسة واحدة.
وقال بيريز الذي يصل إلى العاصمة البريطانية مساء الإثنين: إن “عدوة إسرائيل (إيران) يمكن أن تجلس على طاولة المفاوضات اعتمادا على مناخ سياسي جديد وعوامل اقتصادية مثل انخفاض أسعار النفط”.
لكنه أضاف أن “الحوار لا يمكن أن يكون فقط بالأقوال ولكن بالأفعال، إذا اعتمدت فقط على اللسان فلن أكون متأكدا من أن الحوار سينتج شيئا سوى خطابات، على الإيرانيين أن يكفوا عن 3 أمور، أولا: محاولتهم السيطرة على الشرق الأوسط من خلال دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس.
ثانيا: الإرهاب وألا يكونوا مصدر تمويله.
ثالثا: تخصيب اليورانيوم لإنتاج أسلحة نووية”.
أقوال بلا أفعال
وفيما يتعلق بملف السلام مع سوريا، قال بيريز إنه يأمل أن تحقق إسرائيل سلاما معها وفق مبدأ “الأرض مقابل السلام”.
وأضاف أنه يعتقد أن “إسرائيل مستعدة لعقد السلام مع سوريا ودفع الثمن”، وأكد أن المفاوضات مع دمشق ما زالت جارية.
وقال بيريز: إن “المشكلة مع سوريا ليست الأرض وإنما السلام.. فرؤساء حكومة إسرائيليون أشاروا مرارا إلى استعدادهم لإعادة الأرض، لكن السوريين لا يشيرون إلى استعدادهم للوفاء بالتزامات السلام”.
من جهة أخرى، قال الرئيس الإسرائيلي إنه من الممكن أن تلعب بريطانيا دورا مهما في المنطقة، لكنه اعترف بقلقه مما وصفه بـ”تنامي موجة العداء لإسرائيل في بريطانيا”.
وبمواجهته بأن جزءا كبيرا من الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل تتعلق بالتوسع في بناء المستوطنات بالضفة الغربية، دافع بيريز عن موقف إسرائيل، قائلا: “قمنا بتفكيك مستوطنات غزة، وانسحبنا من القطاع، لكن غزة تحولت إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل”.
وتطلق حركات المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة الصواريخ على مستوطنات، وذلك ردا على الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة والحصار المفروض عليه منذ سيطرة حماس على القطاع في يونيو 2007.
وتواصل إسرائيل اليوم الإثنين إغلاق معابر قطاع غزة لليوم الرابع عشر على التوالي مع تصاعد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية بحق نحو مليوني فلسطيني.