هادي سليمان اليامي . نجران
أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك مملكة آل سعود في خطابه أمام المؤتمر الذي دعا إليه وموّله من خزينة شعب الجزيرة العربية أن ( الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب . فإما أن يعيشا معا في سلام وصفاء وإما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية ) . ونحن هنا نسال الملك عبد الله . ما بالك بشركاء الوطن ألا يكون الإنسان فيه نظير الإنسان ليعيشا معا في سلام وصفاء ، وعند استمرار هذا الازدراء والحقد والكراهية التي تمارسها مؤسستك الدينية الوهابية وجميع الدوائر الإدارية في دولتك السعودية فمن الذي سينتهي وبنيران من ؟!!!. أم أننا لسنا من بني الإنسان ولسنا شركاء في هذا الوطن الذي صادرتموه اسما وسلطة ومقدراتا ، ولم يعد لنا منه إلا المهانة التي نتجرعها مطلع كل شمس على أيدي فقهاء مؤسستك الدينية وأجلاف الآمرين بالمنكر والناهين عن المعروف من زبانية نظامك القمعي ، وأمراء العسف والجور من أبناء أسرتك الذين لا يروننا إلا عبيدا ورثونا عن عبد العزيز آل سعود الذي استعبد رقابنا بسيف الحقد والكراهية وفتاوى الوهابية البغيضة التي حللت له أرضنا وعرضنا وكل ما نملك ، ولا زالوا حتى هذه اللحظة يرموننا بالكفر ويحرضون الدولة والعوام من أتباعهم على انتهاك حرمتنا لا لشيء سوى أننا نعتقد في مذهب عن قناعة يخالف ما يعتقده سكان نجد وأتباع شيخهم محمد بن عبد الوهاب .
نحن قبائل يام ، وجدنا هنا منذ الأزل ولا نعرف لنا وطنا سوى هذا الوطن ، ونحن هنا قبل وجود أسرتكم التي لا نعرف من أين أتت لجزيرتنا العربية ، اعتقد أجدادنا في المذهب الإسماعيلي منذ عصر الدولة الفاطمية الذين كانوا من أتباعها ، ولم تثنيهم تقلبات الزمن وتعاقب الدول عن عقيدتهم ، فمذهبنا أقدم من مذهبكم ودولتنا أقدم من دولتكم ، وكل مؤسسات حقوق الإنسان أصبحت على دراية بممارسات دولتكم القمعية ضد أبناء شعبنا وأتباع مذهبنا، وتأكد لكم قبل غيركم أن العسف والجور والتنكيل والسجون لن تجدي نفعا مع أصحاب العقائد الصحيحة المسالمة والمؤمنة بالتعايش السلمي كما يؤكد تاريخها الضارب في عمق الزمان . وسنستمر في التشبث بأرضنا ولن تجدي معنا نفعا محاولات تغيير البنية السكانية بتوطين الغرباء الذين تستوردونهم من خارج الدولة بعد أن وهّبتموهم ثم وهبتموهم ما لا تملكون وشحنتموهم بالحقد والكراهية ضد كل إسماعيلي كافر كما تصفهم دوائرك الرسمية .
أيها الملك إن كنت صادقا فيما تقول فليس أمامك إلا الإقتداء بمعاوية ابن اليزيد بن معاوية وترديد مقولته باستبدال آل سعود محل آل سفيان ليكون القول ( يكفي آل سعود ما ارتكبوه من جرائم وآثام في حق قبائل وائلة ويام وأهل نجران والحجاز وعسير والإحساء وغيرها ) وبدلا من قولك ( إنه على مر التاريخ أدت الصراعات على القضايا الدينية والثقافية إلى حالة من عدم التسامح ….وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة ) ، عليك أن تدرك أنه ما بني على باطل فهو باطل ، ونظام أسرتك قام على باطل تؤكد أنت اليوم بطلانه بقولك هذا ، فإما أن تمحو آثار عدوان والدك وأجدادك وكل أسرتك وترد الحقوق ، وإما لا نرى ويرى العالم معنا من أقوالك إلا التملق والتقية اللذان أجادتهما أسرتك التي لم تخشى يوما الله الواحد الأحد ، بل كانت خشيتها دائما من الدول التي تأتمر بأمرها ، وبذلك تكونون مثالا للنفاق المفضوح ، وعنها ستكون نيران الحقد والكراهية التي تتأجج كل يوم في نفوس أهلنا نتيجة لقمعكم وتعسفكم وبالا على أسرتكم ، ولكم في الطغاة قبلكم وحولكم أسوة ، ويومها ستعلمون أي منقلب تنقلبون بأفعالكم الخارجة عن تعاليم كل الأديان والنظريات الإنسانية ، ولا تتفق إلاّ وتصرفات من أطرى عليكم في ملتقى حواركم ، شيمون بيريز وأهله . وبذلك تتوطد الروابط بين بني سعود وبني إسرائيل . ألستم أبناء عمومة كما صرح بذلك سلفكم فيصل بن عبد العزيز .