قال الكاتب السعودي تركي الحمد في زاويته التي يكتبها في صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أن ”مشكلة العرب، في ظني، أنهم اختزلوا قضاياهم إلى قضية واحدة هي القضية الفلسطينية، أو «القضية»، وحولوها إلى ثابت من ثوابت ثقافتهم وسياستهم، فأصبحوا أسرى لها، وأماتوها على أرض الواقع، إذ تفتت إلى قضايا، وإن بقيت أسطورة معششة في الأذهان، كما الشعب في أذهان أهل الثورة، وأهملوا بقية القضايا، أو هم أرادوا تجاهل بقية القضايا من خلال هذا الاختزال.
واضاف الكاتب السعودي: فلسطين قضية عربية لا شك في ذلك، ولكنها ليست القضية الوحيدة، ويجب أن لا تكون القضية الوحيدة. فباسم هذه القضية، احترق في عالم العرب الأخضر واليابس، فلا حلُت القضية، ولا حصل العرب على رفاه الفرص التي كانت متاحة. ليس المطلوب التخلي عن هذه القضية، بصفتها قضية من القضايا، ولكن المطلوب هو إخراجها من تهويمات الأسطورة إلى وقائع الأرض، بحيث لا تبقى بوصلة اتجاه أو محور ثقافة ومحدد سياسة. ليكن أوباما أو غيره صهيونياً، ولتكن أميركا أو غيرها راعية للمصالح الإسرائيلية في المنطقة،
ودعا الكاتب السعودي “أن لا تكون إسرائيل أكبر همنا، ولا قضية فلسطين منتهى غايتنا، إذ حتى لو زالت إسرائيل جملة وتفصيلا، وأصبح لدينا دولة فلسطينية جديدة تمتد من النهر إلى البحر، تُضاف إلى قائمة دول العرب، فإن الحال سيبقى هو الحال، اللهم إلا أن جامعة الدول العربية كسبت عضواً جديداً. فطالما أهملت بقية القضايا، الجوهري منها والعابر، وطالما بقيت الثقافة السياسية العربية على ثوابتها، فإن إسرائيل ستبقى في الذهن المؤسطر رغم زوالها، وسيُبحث عن إسرائيل أخرى هناك، أي في الذهن المؤسطر، كي تكون مبرراً لكل ما جرى ويجري، ومشجباً لإخفاقات ما جرى ويجري.”