اكد الرئيس الاميركى المنتخب باراك اوباما الاحد عزمه على تنظيم الانسحاب التدريجى للقوات الاميركية من العراق بعد وصوله الى البيت الابيض فى 20 كانون الثاني/يناير، وذلك فى مقابلة بثتها مساء الاحد شبكة سي.بي.اس.
واضاف اوباما فى المقابلة التلفزيونية الاولى معه منذ انتخابه فى الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر “قلت خلال الحملة وانا اتمسك بهذا الموقف، انى سأتصل فور تسلمى مهماتي، برئاسة الاركان ومسؤولى الامن القومى وسنطلق خطة انسحاب قواتنا”. وقال “خصوصا فى ضوء ما يحصل فى افغانستان” التى تدهور الوضع فيها.
وينوى اوباما انهاء الوجود الاميركى فى العراق حيث بدأ النزاع فى اذار/مارس 2003 واسفر عن اكثر من اربعة الاف قتيل فى صفوف الجنود الاميركيين، لتأمين جنود وموازنة للحرب فى افغانستان التى جعل منها اوباما اولوية فى سياسته الخارجية.
وفيما شهد الوضع تحسنا ملحوظا فى العراق منذ سنة، يريد اوباما الذى عارض الاجتياح، سحب القسم الاكبر من القوات الاميركية فى غضون 16 شهرا حتى صيف 2010، على ان تبقى قوات تكلف مكافحة الارهابيين.
والفترة التى حددها اوباما اقصر من الفترة المحددة فى الاتفاق الاميركي-العراقى للانسحاب.
من جهة اخرى، سئل اوباما عن اسر اسامة بن لادن، فأكد “اعتقد ان القضاء على تنظيم القاعدة اولوية كبيرة فى نظرنا”.
وقال “اعتقد ان اعتقال او قتل اسامة بن لادن جانب اساسى للقضاء على القاعدة. فهو ليس رمزا فقط، بل هو ايضا قائد لمنظمة تخطط لهجمات على مصالح اميركية”.
من جهة اخرى اكد اوباما عزمه على اغلاق سجن غوانتانامو فى كوبا.
وكان الرئيس الاميركى المقبل قد وعد مرارا خلال حملته الانتخابية باغلاق سجن غوانتانامو الذى يرمز الى تجاوزات “الحرب على الارهاب” التى شنها جورج بوش وانتقدتها المجموعة الدولية.
ويحتجز فى هذا السجن الذى فتح مطلع 2002 فى قاعدة بحرية اميركية جنوب شرق كوبا، 255 شخصا اليوم من اصل 800 كانوا فيه.
وخلافا لكل مبادىء القضاء الاميركي، يحتجز هؤلاء الاشخاص لفترة غير محددة ومن دون توجيه التهم اليهم. واكتفت محكمة عسكرية باعلانهم “مقاتلين اعداء” ولا يتمتعون منذ حزيران/يونيو بامكانية الاستعانة بمحكمة فدرالية.
وفى الاسبوع الماضي، سئل جون بوديستا الذى يشترك فى رئاسة الفريق الانتقالى عن هذا الموضوع فى مؤتمر صحافى فى واشنطن. وقال “انه قيد الدرس وعندما يتوافر لدينا شيء لقوله سنقوله”.
واكد اوباما من جهة ثانية انه يريد وقف التعذيب باعتباره وسيلة يستخدمها الجيش الاميركى فى الاستجواب.
واضاف “قلت مرارا ان اميركا لا تمارس التعذيب. واريد التأكد من اننا لا نمارس التعذيب”.
واوضح اوباما ان اغلاق غوانتانامو ووقف التعذيب “جزء من جهد يتيح لاميركا استعادة مكانتها على الصعيد الاخلاقي”.
ويبدو اغلاق غوانتانامو مهمة بالغة الدقة للرئيس الجديد الذى يتعين عليه ايجاد حل لهؤلاء المعتقلين الذين يوصفون بأنهم “اسوأ الارهابيين” من قبل الادارة المنتهية ولايتها، ولا يريد احد فى الولايات المتحدة والخارج استقبالهم.
وقد وجهت التهمة الى حوالى عشرين من المعتقلين حاليا فى غوانتانامو ومنهم خمسة رجال متهمون بتنظيم اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وتنوى وزارة الدفاع احالة ما بين 60 الى 80 معتقلا الى المحاكمة بتهم ارتكاب “جرائم حرب”.
كذلك لن تستمر المحاكم الاستثنائية القائمة بعد انتخاب اوباما الذى انتقدها خلال الحملة والتى تعرضت لانتقادات كثيرة من سواه بسبب عدم احترامها حقوق الدفاع.
لكن الطريقة التى ستعتمدها ادارة اوباما لمحاكمة المعتقلين ما زالت واحدا من الاسرار فى واشنطن. ونفى فريقه الانتقالى شائعات افادت انه يريد انشاء محاكم جديدة “للامن القومي”.