قصّة من فصل واحد
أتعبته الكلمة التي ألقاها أمام هذا الحشد .. كان يعرف ثقل
لسانه و هو يتحدث .. ظل الكاتب يدربه على هذه الكلمة
أسبوعا كاملا ، و مع ذلك خانه
هذا اللسان.. من أين يأتونبهذه المفردات .. حاول أن يتذكر بعضها
فلم يفلح ..هي علىكل حال كذب بكذب لقد استراح أخيرا من هذا العبء .. اللعنة
على هذه البروتوكولات التي يقيدون بها الزعماء .. لماذا لم
يلقي الكلمة ابن اخيه ؟؟؟؟
وي .. انّه مثلي .. بالإضافة إلى اهتزازه الدائم ، و ميلانه .
جلس بعيدا عن رئيس الكيان الصهيونيّ .. كما هو مقرّر
اعلاميّا
كان الكرسي غير مريح له ، و لما يحمله تحت لباسهالفضفاض ..
لكنّ عينيه الذئبيتين كانتا تعرّيان تسيفي ليفني من لباسها
سيرهز رهزا ..سيفكر بهذه الـ ” تسيفي ” و كيف سيضمها بين
ذراعيه :
و قد أخذ الشبق بمجامع نفسه ، و لكنّ آلته خانته أيضا ..
ومن كان يميل
عن يمينه لحظ الأمر .. ، و مع ذلك بقيتملامح وجهه جامدة
، و هي لم تفصح عمّا بداخله ، و كانينتظر انتهاء الاجتماع ليستطيع
التمدد على كرشه الكبير ..سيرهز رهزا ..سيفكر بهذه الـ ” تسيفي ” و كيف سيضمها بين
ذراعيه :
” عجيب أمر الغربيات “
من اخترع عادة ضم النساء ، و تقبيلهن عند أهل الغرب ؟؟؟
و ترك المصافحة للرجال .. انّه رجل صاحب ذوق ، حسنا ..
سيبدأ أولا بمصافحة هذا الـ ” بيريز ” ..
الذين يطبلون ، و يزمرون على المصافحة العلنيّة ، ربما لم يعرفوا هذا
الرجل جيدا ، لقد عرفه على مدى عمره الطويل .. وعمليات القتل
التي قام بها كان لها دائما ما يبررها .. و على الغالب كانت من أجل حماية
هذه الدولة المحصورة بين عرب متخلفين .. هم بالأساس منعوا حتى مصافحة
المرأة .
و من اين خرج هؤلاء الشيعة اللبنانيون ببدعة ” قانا ” ، و ماهو
ثمن قتل 100 طفل ، و امرأءة ، و عجوز .. عجيب ، لقد سوّدوا
وجهه بـ ” تموز ” ، و وضعوه في موقف حرج أمام أصدقائه الصهاينة
و لم تقنعهم جميع التبريرات التي قدمها ، و لم تشفع له كل المواقف
العلنيّة ، و السريّة .. لقد حرض عليهم كلّ كلاب الأرض من الداخل
و الخارج ، و لكنّهم انتصروا .. الحقّ على الصهاينة .. لقد استهتروا بهذه
المجموعة التي بالت عليهم في النهاية .. فما الذي عليه فعله أكثر من ذلك
عاد مرة ثانية بأفكاره إلى لحظة ضمها .. آه هذه التسيفي ……
و ربّما استمنى .. لمجرد أن يصافحها .. ولكن بعيدا عن الأضواء ربّما لن ينتبه
أحد إلى البقعة التي ستغطي ثوبه العربي الفضفاض .. كان يقول في نفسه .. انّه
على استعداد لأن يصلّي على جدار المبكى في سبيل هذه الضمّة .. كانت هذه
الأفكار الخبيثة تدور في رأسه ، و هو يستمع بغير وعي إلى كلمة بيريز الذي
حاول في كلمته أن يضرب السنّة بالشيعة .. نبهته بعض الكلمات .. فدار بذهنه
المشوّش دورة كاملة ، و استذكر تأبط ذراع أحمدي نجاد .. كيف قام بهذا الفعل
الفاضح .. هؤلاء الشيعة هم اشدّ الناس عداوة إلى قلبي .. إنهم يقلبون كلّ
الأمور ..
و كلّ الحروب التي قمت بها بالسرّ - أنا ، ومن سبقني – لم تقضي عليها .. حتّى
صدام حسين انقلب في النهاية علينا .. الحمد لله لقد خلصنا منه ، ومن همّه
كلام عبد الله الثاني .. لم ينقذه من شروده الطويل .. رنّت كلمة فلسطين في أذنه
لم ننته بعد .. من أين خرجت هذه الحماس .. كلّما توصلنا لموضوع التوطين
خرج علينا من يحرق الطبخة .. ماذا سنفعل أكثر من ذلك .. مازالوا يعاتبونني
حتى تسيفي التي تعرف حدّة شعوري نحوها .. لم تقبل اعتذاري .. ماذا يريدون
اكثر من تغطية الحصار على غزّة ، و دعم محمود عباس ، و اغتيال الناشطين
هل أسلمهم مكّة حتى يرضون .. ابعد هذا الخاطر فوراً .. فمساومة بيريز قبل
اسبوع مازالت تخيفه .. تطالبون بعودة الفلسطينيين إلى إسرائيل ، فنطالب
بعودة اليهود إلى يثرب …
الإرهاب !! نحن و انتم دفنّاه .. فلا تزايدون علينا .. مرّ الوقت طويلا بطيئا
.. متى سينتهي كلّ هذا الهراء .. لقد بدأ الخدر يسري بهذا الجسم الثقيل
.. متى سينتهي كلّ هذا الهراء .. لقد بدأ الخدر يسري بهذا الجسم الثقيل
و الكرسي غير مريح .. ربما من صنعه لم يتخيّل رجلا بحجمي سيجلس عليه
احس بألم شديد ، من وَضْع ذنبه بين ساقيه .. لقد نظفوه أمس من الشعر
الزائد ، و حسنا فعلوا .. و لكن ذلك لم يخفف الألم مع الجلوس لوقت طويل
تبّاً لهذا الذنب .. لماذا لم يهيئوا كرسيّا من الكراسي التي يصنعونها لنا
كيف استطاع بندر التخلص منه .. يقولون انّه تسرطن
بعد عملية قطعه ، و هو مازال يعيش على المسكنات منذ وقت طويل ..
و أنا لن أغامر بهذه العملية ، التي مات بسببها عدد لا يستهان به من
أبنائنا .. آه .. عاد للتفكير في تسيفي .. الآلة لا تعمل .. طز
استطيع أن أداعبها بهذا الذنب .. ستتفاجىء .. إلاّ إذا باحت لها الزنجيّة
كوندي بهذا السرّ .. لا .. لا .. هؤلاء الصهاينة لا يخفى عليهم شيء
انّهم مازالوا يبتزوننا بمعرفتهم لهذا الذنب … و الذي دفعت مئات
المولدات أرواحهن ثمنا لمعرفته … نظر إلى فيصل .. لقد استطاع أن
يتأقلم مع الجلوس الطويل بالإيحاء لمن حوله بأنّه مصاب ببعض الجنف
نعم جنف أهون من الذنب .. و لكنّ جلسته غير مستقرّة فهو يهتز
يمينا ، و يسارا .. آه تذكرت !! لقد ولد هذا الولد من قاعدته ، و اضطرت
المولدة لسحبه من ذنبه ، فاصبح هذا الذنب غليظاً ، و هذا ما يفسر
سبب الاهتزاز .. هذا الأمر سينكشف .. إن عاجلا ، أو آجلا .. انتهى
اليوم الأول .. لقد كان طويلا .. نبهه الذي على يمينه نهض متثاقلا ..
لم يستطع أن يمد يده للخلف ، و يدلُك محل الذنب .. فكظم ألمه
من أقنعه بهذه الكذبة .. حوار الأديان ……..ستنفتح أبواب جهنّم ؟؟؟
لقد ظهرت بوادر الهجوم علينا .. من قمع للحريّات .. إلى حقوق الإنسان
.. إلى بناء الكنائس .. إلى دور المرأة .. و أي امرأة .. هي لم تخلق
إلاّ للفراش .. و الحبَل ، و الأولاد .. نحن إسلام … لا لا نحن يهود
نعم نحن يهود … و هذه الخدعة التي نمررها على الناس بحماية الحرمين
ستؤلب علينا أيضا الشيوخ .. يا لله كذبة و تمُر .. و لا يموت الذيب
و لا يفنى الغنم .
عندما عاد الى واقعه .. كان أمامه بان كي مون .. يمدّ يده لمصافحته
اراد أن يبصق عليه .. لكنّه تراجع .. نظر بشرود الى من تحلّق
حوله .. و التفت الى فيصل .. و انحنى قليلا .. اريد أن أنام
فأمامنا ليلة طويلة .