محمد الأسوانى
الحقيقة المأساوية التي يعيشها البشر تكمن في تلك الكلمة التي أصبحت سلاحا يتحدث بها كل من يريد أن يكون له جبروت وسطوة على بني جنسه فعليه إذن أن يتحدث بإسم (الدين أوالله أو المسيح أو يهوى أو الملك أو أو)…!!! إسم من؟ إسم ماذا؟ أعزائي فلنعيد عليكم قراءة القصة من أولها، والراوي يقول يا سادة يا كرام إنه منذ أن أصبح الدين حرفة أي مهنة يقتاد كل من يمتهن بها وكل راغب في الكسب المعيشي فعليه أن يصبح كاهن ولاسيما بعد زيع وإشتهار أي رسول أو نبي أو مفكر وقائد رائج السمعة حينها تزدهر تجارة الدين وبعد فترات قصيرة يكثر المحدثين والرواة الصادقين وأغلبهم من الكاذبيين المحتالين وبها يستغلون العامة التي تطوق لهفة للسعادة وأملا في جنة الدنيا والأخرة وحبا في سيرة أهل السمو من أصحاب السيرة العطرة من أنبياء ومبدعين فضلا عن أن يكون ذالك المتحدث عنه وهو الخالق السرمدي، ومن بعد نجد يوما بعد يوم ازدياد عدد الكهنة اللذين يعنعنوا أي يروا عن فلان وعلان أى عن وعن فأصبحوا بعد ذالك يتحدثون بإسم كذا وكذا فأحيانا يكون كذا وكذا ما هو إلا بإسم المبدأ كذا أو المذهب والحزب والدين كذا كي يعطي نفسه الشرعية حتى يربح ويأخذ المقابل سواء ماديا أو سلطة. ونعود مرة أخرى إلى إحتراف مهنة الدين الذي منه يشرع المسموحات والممنوعات وذالك الدين ليس بالضرورة يكون سماوي يكفيه أن يكون فكرة ولها أتباع سميها ما تشاء ديموقراطية، ليبرالية إشتراكية إسلامية، يهودية أو حتى صليبة المهم يكون له هيئه للأتباع والجمهور وبعد أن يتوج الكاهن كاهنا يصبح تاجرا رسميا يسنن القوانين ويأمر الأتباع لمن يثمن مواقفه ويدفع الأكثر من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة وإن كان كاهنا صغيرا رضي بما هو متاح من الهداية والرشاوة كي يوجه الرعية لمصلحة الممول أي لمن يعطيه المقابل.
وما إذا كان الكاهن ملك أو قيصر حينها يموت الضمير وتصبح رسالات الأنبياء وأفكار ومبادئالفلاسفة حرفة الكهنوت ممن يتاجروا بكل شئ سواء أدعوا إنهم كهنة المسيح أو محمد أو موسى أو بوذا أو حتى كهنة الديموقراطية جميعهم إعتلاهم الغرور وظنوا في أنفسهم الربوبية حيث وعظهم أصبح مقدس وفعلهممبرر فبالتالي ممنوع على العامة الفكر لأنه لهم حكر وإن أشاروا فهو أمر ومع مرور الوقت ارتقى بهم الحال فتجرؤا أن يحكون ليس فقط بإسم الدين اليموقراطي وحسب بل بإسم الخالق العظيم وهكذا يقلدهم السياسيون الجدد اللذين يتسلقون على سلم الحكم سواء في الشرق أو الغرب أو شمالا وجنوبا وفي زماننا هذا يخجلون قليلا فبدلا أن يقولون بإسم الخالق أمرنا بكذا وكذا
قد تم إختراع المصطلح الجديد وهو بإسم الدولة أو المملكة أو إسم الحرية أو الديموقراطية لقد قررنا أن تفعلوا أو لا تفعلوا فهكذا يغتصب الكهنة الجدد ما ليس لهم فيه من حق وحتى يبررون الإستغلال والسلب قاموا بتشريع القوانين الجديدة التي تحمي الكهنة ومن ثم تخول لهم السيطرة على الثروات ويسجنون كل مخالف لسياستهم ويسجل في قاموسهم القانوني بأنه إرهابي ومجرموالتاريخ يعيد نفسه فقد سبقهم فرعون فقد اتهم موسى بالإجرام وهكذا فعل القيصر واليهود الكهنة مع المسيح وأهل قريش مع محمد عليهم السلام أجمعيين فإن طاغوط المال له كهنة وللكهنة رئيس فكل زمان وفي القرن الحادي والعشرين لنجدجورج بوش إنه كبيرهم.