ساعد العثور على عش متحجر نادر لديناصور في الإجابة على اللغز والأحجية المحيرة منذ وقت طويل، وهي أيهما جاء قبل الآخر، البيضة أم الدجاجة، وفقاً لاثنين من علماء الإحاثة.
فقد رقدت أنثى الديناصور آكلة اللحوم فوق بيوضها في العش قبل نحو 77 مليون سنو مضت، على رمال شاطئ أحد الأنهر، وعندما ارتفع مستوى مياه النهر، يبدو أن أنثى الديناصور هربت، وتركت العش وبيوضها قبل أن تفقس.
وبعد أن درس العلماء العش المتحجر، وجدوا أنه كان يحتوي على خمس بيضات، وأن طول العش بلغ حوالي نصف متر، فيما بلغ عرضه وارتفاعه، بحجم وطول شخص صغير، أو شخص يبلغ وزنه نحو 50 كيلوغراماً.
وأوضح عالم الإحاثة في متحف “تيريل” الملكي بألبيرتا في كندا، فرانسوا ثيرين، أن بعض خصائص عش الديناصور شبيهة بأعشاش الطيور، مضيفاً: “ويمكن لتحليلنا أن يبلغنا إلى أي تاريخ تطور خصائص الأعشاش هذه وكيفية بنائها وكذلك إلى البيضات ذات النهايات المدببة.”
وقال أيضاً إن التحليل يجيب جزئياً على السؤال القديم حول أيهما جاء قبل الآخر البيضة أم الدجاجة!
الجواب على السؤال اللغز
تقول دارلا زيلينتسكي، أستاذة علم الإحاثة بجامعة كالغاري في ألبيرتا بكندا، التي كانت أول من قام بتحليل عش الديناصور عن كثب، إن الإجابة على ذلك اللغز مازالت غير واضحة.
غير أنها تفسر المسألة حرفياً وتقول إن الإجابة على ذلك اللغز تبدو واضحة، فقد كانت الديناصورات تبني أعشاشاً مثل أعشاش الطيور، كما كانت تضع البيض قبل زمن طويل من بدء الطيور الحديثة (بما فيها الدجاجة) بذلك.
وتقول زيلينتسكي: “البيضة جاءت قبل الدجاجة، فقد تطورت الأخيرة بعد وقت طويل على وضع الديناصورات آكلة اللحوم للبيض.”
وفي الأثناء يوفر العش الجديد بعض الأدلة القوية على أن أمريكا الشمالية تفضل أن الحل القائل إن البيضة جاءت قبل الدجاجة.
أعشاش ديناصورات نادرة
تم العثور على العش المتحجر في عقد التسعينيات من القرن العشرين، وتم الاحتفاظ به في مؤسسة كندية للأحافير بمدينة كالغاري في ألبيرتا، وهناك شاهدت زيلينتسكي العش للمرة الأولى.
وأدركت الباحثة أن العش والبيوض الموجودة فيه تنتمي لديناصور آكل للحوم من فصيلة “ثيروبود”.
وتعود هذه الفصيلة إلى ما قبل 150 مليون سنة، أي إلى الحقبة الجوراسية.
وتقول الباحثة الكندية إن هذا العش هو الأقدم لهذه الفصيلة من الديناصورات الصغيرة.
سلوك وضع البيض
أوضح الباحث ثيرين أن العش يكشف عن الكثير من الأسرار، أهمها أن العش يتسع لنحو 12 بيضة، وأنها كانت توضع بترتيب دائري، وأن طول البيضة كان يصل إلى خمسة إنشات، أو 12 سنتيمتراً.
وأشار إلى أن الديناصور كان يضع بيضتين في المرة الواحدة، وليس واحدة كما هو حال الطيور حالياً، ولا أكثر من ذلك مثل التماسيح على سبيل المثال.
وبات هم علماء الأحافير الآن العثور على بيضة وبداخلها جنين ديناصور، كما صرحت زيلنتسكي لمجلة “لايف ساينس.”