حوار الأديان أم غفلة العربان؟
بقلم : زياد ابوشاويش
في مشهد غريب ويحدث للمرة الأولى يقف شيمون بيريز صاحب مجزرة قانا أمام مؤتمر ما سمي بحوار الأديان ليخاطب عاهل المملكة العربية السعودية مباشرة وبالإسم مشيداً بمبادرته” الكريمة” في طرح مبادرة السلام ودعوة الجانب الاسرائيلي لحضور المؤتمر ومسوقاً لأكاذيب إسرائيل حول سعيها للسلام بعد أن ترك قطاع غزة بدون كهرباء ولا وقود وبحصار همجي يودعه السجن لو كان كان هناك قانون دولي أو شرعية أخلاقية تحتكم إليها ملتقيات من هذا النوع.
وبافتراض حسن النية في الداعي لهذا المؤتمر وبأنه يستهدف تقديم وجه حضاري للمسلمين وللدين الإسلامي أليس من الحكمة التدقيق في الدعوات والشخصيات التي ستمثل مختلف الأديان في اللقاء أم أن بيريز القاتل وصاحب مشروع الشرق أوسط الجديد هو من وقع اختيار الملك عبد الله عليه ليمثل يهود العالم تاركاً جماعات أخرى مؤيدة للسلام ولحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه كجماعة ناطوري كارتا على سبيل المثال وهي تعد بالآلاف؟ وما هي الحكمة والفائدة من دعوة سياسي اسرائيلي للمؤتمر ومنحه فرصة الحديث أمام هذا الحشد العربي المميز؟.
لقد كانت مرارة كل من شاهد الحدث كبيرة وارتسمت علامات الدهشة ثم الغضب من هذا التغافل العربي عن قضايا أهم وأكثر إلحاحاً ليتسابقوا بهذه الطريقة المخجلة على إرضاء الأمريكيين والاسرائيليين بعقد مؤتمر لحوار وهمي بين الأديان والدعوة للتسامح في الوقت الذي يموت فيه أطفال فلسطين وتقتلع أشجارها وتقطع أوصال بلداتها العربية ويستمر الحصار الظالم على شعبها ويأتي رئيس دولة الكيان الصهيوني ليتحدث بكل براءة في مشهد يعطيه ويعطي كيانه العنصري صك براءة من كل ما تقترفه اسرائيل من جرائم بحق أهلنا ناهيك عن استمرار احتلال الجولان وبعض لبنان. إن الانصياع للطلبات الأمريكية بالتطبيع مع العدو قبل أن يعيد لنا حقوقنا يشعر كل مواطن عربي بالخزي والعار ويزداد الأمر مضاضة حين يأتي هذا الهوان على يد خادم الحرمين الشريفين الذي يفترض أنه حامي حقوق المسلمين في فلسطين وكل الوطن العربي فوا أسفاه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
زياد ابوشاويش