المملكة السعودية مواقف ثابتة. بقلم م. زياد صيدم
نعانى من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي بمعدل 16 ساعة يوميا.. وعلى غير عادتي تصفحت منبر دنيا الوطن صباحا لأطالع مقال فيه من السخرية والتجريح والاستهتار بمكانة العربية السعودية ودورها وملكها وفيه من علامات الاستفهام ما يندى منه الجبين الفلسطيني تكشف عن حجم السخرية والمهانة فلماذا العربية السعودية ؟؟.
أنا كفلسطيني أعيش في قطاع غزة الحزينة في بحرها ..المكتئبة في ناسها.. الواهمة والملعونة في (…) نستطيع التمييز ما بين الغث من السمين.. فموقف العربية السعودية كان وما يزال نصير لنا في محنتنا الممتدة.. صديقة وداعمة لنا قيادة وشعبا على مر السنين.. الم تكن هي من وضعت المشروع السعودي لحل القضية الفلسطينية والتي تم دعمه وتبنيه عربيا والتشديد عليه في كل مؤتمر قمة عربي .. ألم تقل قيادة العربية السعودية علنا بان لا تطبيع من الصهاينة ولا اعتراف إلا بإقامة الدولة المستقلة الفلسطينية بعاصمتها القدس.. ألم تقم وما زالت بدعم مادي وتسديد جميع مستحقاتها وزيادة .. ألم ترع اتفاق مكة للوفاق الفلسطيني .. ألا تعد العربية السعودية مع مصر العروبة خير داعم وسند لمنظمة التحرير الفلسطينية مع باقي الدول العربية ..
أم لأنها لا تتفق مع نهج بعض الدول في المنطقة والتي على نقيض تام مع منظمة التحرير الفلسطينية وتعمل جاهدة على إفشالها وتدميرها بل ولا تعترف بها ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني وهى الدول الوحيدة في العالم التي تفعل ذلك ؟؟ ألهذا تشن عليها الهجوم الغير المبرر بعض من الأقلام التي تتفق تماما مع الأقلام التي تشن هجوم بلا تهدئة ضد منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها ( وان كانت تهادن الصهاينة) والذي ليس له معنى سوى الوقوف إلى جانب تلك الدول المعادية قولا وعملا لدور المنظمة المشرف في حمل أوزار التحرير والحفاظ على الهوية الفلسطينية من الاندثار ضمن مقامرات لمصالح فئوية وشخصية وإقليمية !.
صحيح إن حرية الرأي تكفل لكل قلم أن يقول ما يرتئيه ولكن ليس بهذا التسخيف لدولة بحجم العربية السعودية ومكانتها الكبيرة في قلوب شعبنا الفلسطيني والشعوب المسلمة .. كما و أوضح بان ما يحدث في غزة لهو جراء تدخل سافر من تلك الدول الإقليمية بفظاظة ووقاحة في تكريس التشرذم الفلسطيني وتدعم باتجاه هذا بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة على حساب شعوبها القابعة بلا مأوى وفقر مدقع !!! وأخرها كان إفشال الحوار الفلسطيني برمته في القاهرة المعز والعودة إلى نقطة الصفر من العداء بين الإخوة …
وان كان من لزوم القول هو أن نشجب الاحتلال الأمريكي للعراق والذي أحال أرض العراق إلى رماد اسود من جثث متعفنة متفحمة والى جثث بلا رؤوس ترمى في المزابل تنهشها الكلاب الضالة والجرذان والى دولة الأرامل والغربان .. فنحن بعد متابعة دقيقة لتلك الأقلام لم نر ولم نسمع حتى الآن عن مقال منها تعرج عن ضياع شعب وارض جراء الاحتلال الامبريالي الأمريكي أو ما يدور في شمال العراق من إقامة مملكة للصهاينة ونقطة تمدد وانطلاق لهم للتخريب والعدوان..
فإلى الأقاويل الأباطيل كفاكم مزامير من نشاز ولتعترفوا ولو لمرة عن تقصيركم تجاه ما يدور على ارض العراق وأفغانستان وعلى أرض غزة حتى تلقوا ربكم بوجه حسن يوم لا ينفع مال ولا بنون.
إلى اللقاء.