سيد يوسف
بشكل موجز نقول: إن أحد أخطر الآفات التى ظهرت بعهد مبارك (2008:1981) انتشار التبعية والخنوع بدرجة تدعو للعجب ليس فى نظام الحكم فحسب، لكن لدى فئات شبه عريضة من الشعب المصرى …فما أن تنادى بأن تُجرى انتخابات حرة ونزيهة حتى يقفز أحدهم صائحا: حينئذ سوف يحكم الإخوان…وماذا لو حكم الإخوان- لو أنهم يقبلون- إذا اختارهم الناس؟!، وما أن تقول يجب التصدى للعجرفة الصهيونية التى تقتل مواطنينا على الحدود حتى ينبرى أحد السذج ليلقى بكلمة واحدة فى وجهك وكأن عليك أن تعرف الباقى يصيح قائلا : كامب ديفيد!! وكأن لزاما علينا أن نغض الطرف عن مصالحنا من أجل وهم تفسير بنود كامب ديفيد. والأمثلة ههنا تترى خلاصتها أن الشعب يبدى تخوفا من التدخل الأمريكي والضغوط الصهيونية حين نتلمس مصلحة لمصر وأمنها وما يشتم منه رخاء محدودا متوقعا لشعبها.
ومن ناحية أخرى – داخلية- ما أن تنتقد التوريث – مثلا- حتى يسارع بعضهم قائلا : ثقافة التوريث في مصر سياسة مقبولة حالياً بل إنها فيما يبدو هي الثقافة السائدة وانظر الى الجامعات والفن والعسكر والشرطة ترى مثلاً أبناء الممثلين وأساتذة الجامعات والإعلاميين والعسكر والشرطة كل يخلف أباه أو عمه أو أحد عائلته فما الذى يجعل ذلك حلالا لهؤلاء حراما على الحاكم؟!!
والحق أن هذا تصور أخرق فتوريث المهن غير توريث الحكم، وهذا منطق يكرس ثقافة التبرير، كما يكرس ثقافة الاستلاب مستلهما من مقولة “مَن نعرفه خير ممَّن لا نعرفه” منطلقا لتعبيد الطريق للإحباط واليأس من التغيير حتى ولو كان ذا أمد بعيد… ما بال بعضنا يدافع عن تبرير الظلم والقهر؟!، وما بال بعضنا يبرر الواقع الكئيب؟! وما بال بعضنا يدفع عن الطغاة والمنبطحين سوءاتهم؟! وما بال بعضنا مَلَكيين أكثر من الملك؟!
الأمر مؤسف أن يورََّث ذلك الذل من بعد مبارك سواء فى نجله حسبما يتوقع كثير من المراقبين أو غيره حسبما يرى بعض الناس، ففى الوريث الجديد تكريس لتوريث التبعية والذل، ومزيد من الإحباط واليأس العام الذى نرجو له فكاكا.
سيد يوسف