أكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA مايكل هايدن، الخميس، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لان، لم يعد مشرفاً على عمليات التنظيم، ويكرّس معظم إمكاناته للحفاظ على سلامته وبقائه حياً. وشدد هايدن أن أولويات وكالته مازال مواصلة مطاردة بن لادن.
وقال هايدن في مؤتمر صحفي في واشنطن الخميس: “يكرس كامل طاقته للحفاظ على وجوده، والكثير من الإمكانات للحفاظ على أمنه وسلامته.. في الحقيقة، يبدو معزولاً بشكل كبير ومقصياً من إدارة العمليات اليومية للتنظيم التي عادة ما كان يديرها..”
وأوضح مدير الـCIA أنه رغم تراجع قوة التنظيم بفعل الحرب المتواصلة ضده من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، إلا أنه مازال يشكل خطراً ماثلاً.
وقال هايدن “تلقت القاعدة ضربات خطيرة أضعفتها، لكنها تبقى مصرّة على أن تكون عدواًً قادراً على التكيّف، لم تواجه أمتنا مثله.”
وتعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن النجاح في القبض على أسامة بن لادن أو قتله، بغض النظر ما إذا كان يساعد بفعالية في قيادة التنظيم الإرهابي، سيكون ضربة قاصمة للقاعدة ومن يدور في فلكها، وفق هايدن.
وأكد المسؤول الرفيع “هذه منظمة لم تشهد تغييراً في قيادتها العليا، لعقدين كان بن لادن واضع الرؤية والملهم” والقوة المحركة وراء التنظيم.
وشكك هايدن قائلاً “أما ما إذا كان مساعده الأيمن، الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري قادر على الحفاظ على وحدة الصف، فهذا هو السؤال المطروح. الحقيقة هي أننا لا نعرف ماذا سيحصل في حال مقتل أو القبض على بن لادن..لكنني مستعد للمراهنة بأنه مهما حدث، سيصب في مصلحتنا..”
يُذكر أن المناطق الحدودية النائية التي تربط بين باكستان وأفغانستان كانت قد شهدت عدداً من القصف الصاروخي الجوي الأمريكي من طائرات بدون طيار.
وتصر واشنطن أن عناصر “القاعدة” وحركة “طالبان” المتشددة والمتعاطفة معها تنشط في هذه المناطق الخارجة عن نطاق سلطة إسلام أباد وتخضع لسيطرة زعماء العشائر، حيث تشن منها هجماتها ضد القوات الأمريكية وحلفائها داخل أفغانستان.
الجدير بالذكر أن مستشاري للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما كانوا قد أعلنوا أن الأخير يرغب في إعادة إطلاق جهود العثور على زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن.
ويعتقد فريق أوباما أنّ إدارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش صرفت النظر عن أهمية القبض على المطلوب الأول لمكتب التحقيقات الفيدرالية لأنها لم تكن قادرة على العثور عليه.
وأثناء المناظرة الانتخابية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قال أوباما “سنقتل بن لادن. سندمر القاعدة، سيكون ذلك أكبر أولويات أمننا القومي.”
غير أنّ تعقّب أسامة بن لادن لا يبدو بهذه السهولة. التفاصيل.
يشار إلى أن هايدن كان قد صرح في عشرينيات سبتمبر/ أيلول المنصرم وبعد أيام قليلة من حلول الذكرى السابعة لهجمات 11/9 2001 على نيويورك، أن واشنطن مازالت تحاول القبض على المتهمين الأساسيين بالتخطيط لها، وفي مقدمتهم بن لادن والرجل الثاني في تنظيمه، أيمن الظواهري.
وكان المرشح الجمهوري، جون ماكين، قد تعهد بالقبض على بن لادن خلال حملته مؤخراً للوصول للبيت الأبيض، وأضاف إلى أنه سيقدمه للمحاكمة على غرار محاكمات نورمبيرغ التي أقيمت للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية، علماً أن قضية الأمن القومي والسياسة الخارجية كانت قد شكلت المرتكزات الأساسية لحملة الجمهوريين.