عبدالكريم الكيلاني
يتزنبق قلبي حين أناديك ..
وأرسم حول السبابة وجهك هذا الطالع من ثغر الصبح..
ومن بين روافد دجلة ياسيدة حروفي
أتسامق كالنخلة شغفا بهواك المجبول جمالا ونقاء ..
أعلو كجبال بلادي حين تضميّن حنيني
أحزاني
دمعاتي وعيوني
أغفو فوق سحاب الصمت
أتوسد أجنحتي المكسورة منذ سنين
علّ سمائي تغفر لي جرح خطاياها
وأعود كما كنت نبيا لبلاد الحرف الطافح بالشذرات
وألملم ثانية بعض بقاياي..
لا أدري كيف أقض مضاجع صمتي لا أدري
وهواك يجرّ بلا عطف أذيال رزاياي
الصمت الساكن في حلقي يحرق زرعي
ويعيد جنون الروح المذبوحة منذ سنين
ياسيدة حروفي
أطلع من خلف مرايا الخوف
قمرا يسكنني الحزن
وألوذ بعينيك بعيدا عن صرخات المحرومين
******
يتنصّل دمعي مني كل مساء
تغمره هالات من قزح الموصل
وأزقة بغداد
وطلائع جيش فراشات دهوك
تغمر وجهك يا أنت عيون من طلع وزلال
وأغادير صفاء
ترتاد نياشيني صدر الكلمات
طافحة بالحب..
حالمة بالزرقة والفجر الموجوع
أتلومين أصابع قلبي حين يلامس وجهك ياسيدة الحرف ؟
وتحومين كنورسة حول دموعي يوميا ؟
كل مساء ..
أرقب إطلالتك الطاغية الآسرة الساهرة على روحي
وأدور كدولاب حول جراحي ..
أزفر آهاتي
وبصمت الكلمات وصرختها أبكي
كل مساء
أحترف طقوس الوحدة
وحدتنا…
وأطوف كما المجنون المفتون ..
حول جراحاتك ياسيدة الحرف..
وأداري أحزان سنيني
فاحترفي صمتي
وجنوني
وقصائد لحظاتي
فأنا الساكن في نهر هواك
منذ ملايين الأعوام