بقلم- عطا مناع
الحقيقة الأكيدة التي لا ينكرها احد أن فلسطين محتلة وشعبها يتعرض لشتى أصناف التنكيل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والواقع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يحكي نفسه بوضوح يقلع عين كل من يحاول تسويق الدجل والأكاذيب على الشعب الفلسطيني، تعالوا لنسبر أغوار الحقيقة المرة والجحيم المعاش في فلسطين؟؟؟؟؟؟
المشهد السياسي قاتم، انابولس ووعود بوش والمفاوضات السرية والعلنية فاشلة، وهذا باعتراف مهندسي المفاوضات الذين أكدوا أن لا دولة فلسطينية حتى نهاية العام الحالي، وكأن الدولة العتيدة سترى النور في العام القادم.
بالمقابل يستطيع الأعمى أن يرى مستقبل التهدئة في قطاع غزة المغلوب على أمرة، إنها تهدئة اللاسلم واللاحرب، تهدئة شرعت العتمة والتجويع والموت البطيء على أسرة المستشفيات أو أشباه المستشفيات التي تفتقد لأبسط أسباب الوجود المهني.
المشهد الميداني يشير إلى انبعاث الإيديولوجية الصهيونية التي نادت بتصفية الوجود الفلسطيني سواء جسديا أي بالقتل أو بالترانسفير، فمدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية تتعرض يوميا للمداهمة وحملات الاعتقال في صفوف المواطنين، وجيش الاحتلال يعتقل الفلسطينيين بأعداد ملفتة تصل إلى المئات شهريا”ونحن نتغنى بمبادرات حسن النوايا الإسرائيلية بإطلاق سراح المئات” والحقائق الميدانية تشير أن إسرائيل تعتقل أضعافهم في فترة قصيرة، ففلسطين بلد المليون أسير والحواجز أو كما يسميها الإسرائيليون والبعض الفلسطيني “المحاسيم” التي تجاوز عددها أل 600 حاجز عسكري إسرائيلي وجدت خصيصا للتنكيل بالفلسطيني بصرف النظر عن عمرة وجنسه، حواجز فشل المفاوض الفلسطيني ومطالبات كوندليزا رايس وكل العالم الذي ينادي بالسلام بإزالتها.
إلى جانب الحواجز وعمليات الاعتقال تبقى حرب عتاة المستوطنين المعلنة على الكل الفلسطيني هي الأخطر، فهم الذين يبشرون بالقضاء على الفلسطينيين في مدارسهم الدينية التي تحولت لمعسكرات تنشر الفكر الفاشي الهادف قتل الفلسطيني وملاحقته ليل نهار، والاعتداءات التي تعرض لها الفلاحون الفلسطينيون خلال موسم قطف الزيتون وما تتعرض له عائلات في مدينة الخليل ناهيك عن استغلال كل فرصة للاعتداء على أي فلسطيني يلاقونه في الشارع والمداهمات الليلية للقرى الفلسطينية في الشمال وإحداث الدمار والقتل فيها يؤكد ذلك.
إذن الإسرائيليون ماضون في تصفيتنا سياسيا وجسديا وثقافيا، والطامة الكبرى ندعي أننا أقوياء وأصحاب حق، عن أي حق نتحدث، عن الدولة الفلسطينية وحق العودة والقدس المنتهكة يوميا من قبل المستوطنين الذين يعربدون فيها كما يحلو لهم بدعم من الحكومة التي تشرع هدم البيوت وانتهاك حرمة المقابر ومصادرة الأراضي وبناء الكنس التي تؤسس لهدم المسجد الأقصى، عن أي قوة نتحدث ونحن نستجدي الدولة وشربة الماء، صحيح أنهم يبتسمون… ولكنها ابتسامات كاذبة تخفي سياسة القتل اليومية بحقنا … إنهم يحضرون للمعركة الكبرى للقضاء علينا بعد أن حيدوا العرب من المحيط إلى الخليج ببعض الاستثناءات إذا وجدت، عرب وقعوا باصابع أيديهم وأرجلهم على التسوية التي يستجدونها مثلنا ولكن لا من مجيب، لقد عرفوا أننا لا نطلب إلا سلامة رؤؤسنا وأيقنوا أن
شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ذهب بغير عودة.
نحن لا نفاوض ولا نقاوم، نحن نتقاتل ونتصارع ونلتقي بالأعداء وندير الظهور لبعضنا، نحن نعيش في زمن الجنون الفلسطيني الذي يشرع قتل الفلسطيني للفلسطيني، نحن نلتقي مع كل العالم ولا نلتقي مع أنفسنا، ونحن ندلل الجندي شاليط ونمتهن كرامة الوطنيون الفلسطينيون، نبارك لاوباما ونمنع إحياء ذكرى قائد ثورتنا ياسر عرفات، المعتقل السياسي أصبح في خضم الحنون الفلسطيني معتقل جنائي أو منفلت يقام علية الحد من قبل المليشيات والأجهزة الأمنية التي لا اعرف ما الفرق بينهما، أنا لا اعتقد أن هناك فرقا بين هذه العصا وتلك، ولا أجد فرقا بين هذا الخطاب أو ذاك.
المشكل أنهم يصدقون أنفسهم وجملهم الجاهزة التي يحاولون تسويقها للشارع، هذا الشارع الذي ملهم ومل انقلاباتهم على شرعيته، والمضحك المبكي أنهم يستعرضون عضلاتهم بالشارع ويصعدون خطابهم المجنون بالاستقواء بالشارع ، يفاوضون باسم الشارع، ويقاومون بلحم الشارع ودمه، أنها المتناقضات المجنونة التي حولتنا لمجموعة من البشر لا فعل لها، امتشقت التضليل والكذب والتنكيل باسم المقموعين المغلوبين على أمرهم.
لا مفر من التخلص من السلوك القيادي الفلسطيني المنقسم على نفسه والمنقلب على الشعب بتضحياته وتطلعاته المشروعة وحقه في قيادة تستحق إدارة دفة كفاحه وإيصاله لشاطيء الأمان، ولا سبيل غير الابتعاد عن هذا الجنون والصراع الذي حول حياتنا لجحيم، عليهم أن ينظروا لأنفسهم ولنرجسيتهم التي أوصلتنا للحضيض، هم سيتحملون مسئولية أفعالهم، والتاريخ لن يرحمهم، وعليهم أن يتخلصوا من جنونهم قبل فوات الأوان وانهيار ما أنجزه هذا الشعب العظيم الذي يستحق قادة بحجم عظمته.