ذكرت صحيفة “لاس فيغاس صن” الامريكية الخميس ان القوات الامريكية قد بدأت فى التخلى دون الاعلان عن ذلك رسميا عن الاستراتيجية التى تبنتها قبل عامين بالتصدى للمقاومةالعراقية المسلحة وبدأت تدريجيا فى الابتعاد عن المدن والمناطق السكانية. وأضافت الصحيفة أن القوات الامريكية بدأت فى التجمع خارج المدن فى قواعد كبيرة متخلية عن المسؤوليات الامنية فى المدن للعراقيين وواضعة نفسها على أهبة الاستعداد لمساعدة القوات العراقية ان اقتضت الضرورة.
وتابعت الصحيفة أن القوات الامريكية تتجه الى الخروج من كل المدن العراقية بحلول يونيو 2009 مما يحقق أحد البنود الاساسية لخطة عسكرية سياسية وضعها دافيد بترايوس فى عام 2007 عندما كان يتولى قيادة القوات الامريكية فى العراق .
وقالت الصحيفة ان هذا الاجراء هو جزء من اتفاق تمهيدى مع الحكومة العراقية حول مستقبل الوجود العسكرى الامريكى فى العراق.
ولم يعز ذلك التحول رسميا الى خطط الولايات المتحدة لزيادة وجودها العسكرى فى افغانستان بيد أن هناك علاقة هامة فزيادة عدد هذه القوات يحتاج الى الموارد اللوجستية الضخمة التى تستنزف فى العراق.
ورأت الصحيفة أن خفض الوجود الامريكى فى العراق يسهم الى حد ما فى المساعدة على تحقيق زيادة الوجود العسكرى فى افغانستان.
واضافت ان الاستراتيجية الجديدة فى العراق تنسجم مع أولويات الرئيس المنتخب باراك أوباما والتى تنطوى على خفض القوات الامريكية فى العراق وزيادتها فى افغانستان وكذلك مع رؤية بترايوس التى تدعو الى نشر مزيد من القوات فى أفغانستان.
غير ان الصحيفة نوهت الى أن استراتيجية خفض القوات فى العراق تنطوى على مغامرة تستند على فرضية جاهزية العراقيين للتعامل مع الجماعات المسلحة بأنفسهم.