وجهت سلطات الإدعاء في النمسا اتهاماً بالقتل إلى جوزيف فريتزل، الذي احتجز ابنته في قبو أسفل منزله، وقام باغتصابها لأكثر من 24 عاماً، وأنجب منها سبعة أبناء ، وهي القضية المعروفة باسم “قبو الرعب”، والتي أثارت استياءً عاماً بمختلف أنحاء العالم.
وقال المتحدث باسم مكتب الإدعاء العام في النمسا، جيرهارد سيدلاسك، لـCNN الخميس، إن فريق الإدعاء اتهم فريتزل، البالغ من العمر 73 عاماً، بقتل أحد أبنائه السبعة الذين أنجبهم من ابنته، التي لم تغادر القبو لما يقرب من ربع قرن، فيما نجا الستة أبناء الآخرين.
ولم تتضح على الفور طبيعة تفاصيل حول تهمة القتل التي يواجهها فريتزل، الذي وصف بـ”الطاغية”، فيما كانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن المتهم قام بحرق جثة أحد أطفاله الذين أنجبتهم ابنته (43 عاماً)، ودفن رفاته داخل “قبو الرعب”، حيث توفي بعد قليل من ولادته.
وكشفت التحقيقات في القضية، التي شغلت الرأي العام العالمي كثيراً، أن فريتزل بدأ في اغتصاب ابنته إليزابيث، بينما كانت في الحادية عشرة من عمرها، وفي العام التالي بدأ في بناء قبو تحت منزله، حيث احتجزها فيه وهي في عمر الثامنة عشرة، وقام باغتصابها وأنجب منها سبعة أبناء.
وقد “تبنى” فريتزل، وزوجته روزماري، ثلاثة من الأولاد الذين أنجبهم من ابنته إليزابيث، بينما ظل ثلاثة آخرون محتجزين في القبو مع والدتهم، ولم يخرج أي منهم إلى النور منذ ولادتهم، إلى أن تم الكشف عن هذه “الجريمة” أواخر أبريل/ نيسان الماضي.
وفي وقت سابق، أعلنت الشرطة النمساوية أن فريتزل، وهو مهندس ميكانيكي سابق، قام بتجهيز قبو منزله ليكون سجناً لابنته، مشيرة إلى أن القبو كان مزوداً بمواد عازلة للصوت، وباب معدني يتم فتحه وإغلاقه إلكترونياً عن طريق “كلمة سر” لا يعرفها سواه.
وبعد اكتشاف جريمته، أقر فريتزل بأنه “ارتكب أعمالاً خاطئة”، وقال في ملاحظات مكتوبة كشف عنها محاميه، رودلف ماير: “أعرف أن ما قمت بارتكابه طوال الـ24 عاماً الماضية، لم يكن صحيحاً، وإنني كنت مجنوناً لأقوم بارتكاب مثل هذه الأمور.”
وقال بطل ما وصفت بـ”أسوأ جريمة” ضد الإنسانية تشهدها أوروبا، بحسب ما جاء في تلك الملاحظات، إنه كان يهتم كثيراً لأمر أسرته “السرية”، التي كانت تعيش داخل القبو، حيث كان يزودهم دائماً بالزهور والكتب والألعاب.
وبذل المحققون جهوداً مضنية للبحث عن أدلة على تقارير أشارت إلى تورط فريتزل في قضية “تحرش جنسي” في ستينيات القرن الماضي، حيث تتخلص الشرطة من سجلات الجرائم المحفوظة لديها بعد فترة محددة، بحسب القوانين المعمول بها في النمسا.
كما أشارت تقارير أخرى إلى أن سلطات التحقيق تبحث عن أدلة حول “مزاعم” تفيد بتورط فريتزل في جريمة قتل امرأة قبل أكثر من 20 عاماً، لم يتم كشف غموضها إلى الآن.