احمد النعيمي
عند دخول القوات الغازية أفغانستان أعلنت انه تم القضاء على طالبان وأنها انتهت إلى الأبد ، بينما كانت الأحداث الملتهبة على الساحة الأفغانية تعلن عجز القوات الغازية أمام شراسة الضربات التي كانت تكيلها المقاومة السنية للأفعى الأمريكية والغربية ، مما جرها صاغرة ذليلة بعد سبع سنوات من الكذب والتضليل ، إلى طلب التفاوض محاولة أن تخرج بجزء من كرامتها التي عبثت به يد المقاومة السنية هناك ..
وقد أظهرت النداءات الأخيرة من الساسة الأفغانيون وأسيادهم الغزاة ، حجم وقوة المقاومة السنية التي أذاقت الغزاة وأعوانهم من الخونة الأمرين .. فبدءا من دعوة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي ووزير الدفاع البريطاني ديس براون إلى الحوار مع طالبان في شهر أغسطس ، وتلتها في مطلع أكتوبر دعوة قائد القوات البريطانية في أفغانستان البريجادير مارك كارلتون ، بينما أكد الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي باستحالة كسب الحرب ضد طالبان ..
وكان آخر هذه الدعوات ، يوم 21 أكتوبر حيث أعلنت السعودية أن قرضاي طلب وساطتها لإقناع طالبان بالحوار .. بينما كان موقف طالبان التي أصبحت أكثر قوة وضراوة وخبرة بالإضافة إلى تعاطف الشعب الأفغاني معها ، بعد أن رأى ما جرته هذه الحريات المكذوبة التي لم تحقق لهم سوى تردى الأوضاع بشكل ملحوظ عما كانت عليه عند حكم طالبان . وأعلنت انه لا تفاوض أبدا قبل خروج الغزاة من البلد .
بينما كان هناك موقف آخر اشد غرابة وأكثر تناقضا ، وهو الصراخ الذي تعالى من دولة الرفض الإيرانية ، على لسان وزير خارجيتها متكي ومجلس نوابها وممثلها في الأمم المتحدة محمد خزاعي ، الذين كانوا يصرخون جميعا بصوت واحد ، يطلبون فيه من أمريكيا ودول حلف الأطلسي عدم التفاوض مع الإرهابيين ومحذرة لهم أن من شان هذا تهديد الجميع بما فيهم الغربيين ، وكأنهم نسوا أنهم واحدة من دول الشر والإرهاب ، وأنهم دولة من دول الممانعة التي ترفع شعار الموت للأمريكان .. الموت لليهود ، وتدعي أنها ضد الهيمنة الغربية على هذه البلاد .. وكأن التحذير كان من صديق لصديق تجمعه به علاقات حميمة .. وان إيران ليست دولة من دول الإرهاب ؟؟!
لتسقط تلك التهمة الباطلة الكاذبة التي الصقها بها فرعون أمريكا زعيم التضليل في العالم ككل ، ولتبان المتناقضات وتتضح أكاذيب دولة محور الشر ..
التي كانت الأحداث على ارض الواقع لها بالمرصاد لتكشف كذبها وتضليلها .. فبدءا من ، الموت لليهود ثم ظهر للعلن فضيحة إيران كيت .. تتهم بأنها دولة من دول محور الشر ثم تجد تصريحاتهم التي أكدها أكثر من مسئول إيراني بأنه لولا الدور الذي قدمته للأمريكان في أفغانستان والعراق لما تمكنوا من دخولها .. يتم تشكيل الحكومة العراقية التي هي صناعة إيرانية بمجداف أمريكي .. تتلوها زيارة نجاد للمنطقة الخضراء في بغداد .. يقوم السيستاني بدور البطولة والمقاومة في العراق ، ثم في الوقت نفسه يصدر فتوى بتحريم القتال ضد الأمريكان .. تكشف مذكرات بريمر حقائق العلاقات الخفية بينه وبين الأمريكان ..
وأما عن الغزل بين الإيرانيين وأولاد عمومتهم اليهود .. الذين بينت في مقالاتي الكثيرة أوجه التشابه بينهما وفي العقيدة خصوصا، فأمور عِجاب .. فقد أكد من قبل كبيرهم شارون أن إيران لا تمثل أي خطر على اليهود ، فقال : ” لم أر يوماً في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد ” مذكرات شارون ص 583 .
بل أن صاحب شعار الموت لليهود ” نجاد ” يعلن ، في تصريح لأحد مراسلي صحيفة أمريكية : ” إذا اتفق الفلسطينيون على حل الدولتين ، فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية ” لتسقط بذلك كذبة شعار الموت لليهود ..
وتلتها مواقف حميمية من الجانب اليهودي ردا على مغازلة هذا البطل الهمام ، فقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت – الذي كان يعد الإسرائيليين بعدم تمكين إيران من إنتاج سلاح نووي – في المقابلات التي أجريت معه مؤخراً على أنه ليس لدى تل أبيب مخططات لمهاجمة إيران ..
كما أكدت وزيرة الخارجية تسيفي ليفني رئيسة الوزراء المقبلة بأن تل أبيب ” ستعيش مع القنبلة الإيرانية النووية ” ، وأما وزير الداخلية مئير شطريت المكلف بالإشراف على الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية فقد كان أكثر حزماً عندما قال ” يحظر على إسرائيل مهاجمة إيران بأي حال ، أو حتى التفكير في ذلك “.
وكان آخر هذه المهازل والتناقضات والاستخفاف بالعقول .. الدول الغربية تشدد الحصار على إيران بتهمة محاولة امتلاك أسلحة دمار شامل ، وسعيها لمنع إيران من امتلاكها .. وإذ بإيران الآن تن
اشد هذه الدول وتحذرها من الخطر القادم إليها !!
اشد هذه الدول وتحذرها من الخطر القادم إليها !!
فهل حقيقة أن دولة الممانعة لا زالت تدعو إلى الوقوف بوجه الهيمنة الغربية ، أم أن خوفها هو نفس خوف الدول الغربية من هذا المارد الإسلامي الذي يكاد يبتلع كل من تآمر على الشعب المسلم الأفغاني والعراقي، وأن هذه الحقائق تجسد أن إيران ودول الغرب في خندق واحد ..
ولتظهر حقيقة الشراكة القائمة بين الرافضة وأسيادهم من اليهود والنصارى ولتعيد إلى أذهاننا الصورة القبيحة لوجه الرافضة المليء بالخيانة ، ليُنزع منها لقب الممانعة والصمود ، إلى لقب اللطم والعويل والتضليل والصراخ الكاذب باسم الممانعة والوقوف أمام الهيمنة الغربية ، بينما رأيناهم لا يوجهون سهامهم إلا إلى أعدائهم من أهل السنة ، فيعملون بهم تقتيلا وإعداما وحرقا مثل ما حصل لإخوتنا في الأهواز وبلوشستان والعراق ، فهم لم ولن يستطيعوا أن يخرجوا من جلودهم .. حيث أصبحت الخيانة ، والتآمر على الإسلام .. أوسمة ذل وعار لهم أينما حلوا ونزلوا ..
وأما أخوة الإيمان فقد كذبوا بها وما رعوها حق رعايتها ، فكيف لمن يسب صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتهم زوجته بالفاحشة ويقول أن أهل السنة مخلدون في النار ، فكيف له أن يوالي مخلدا في النار ، ولهذا كان سهلا عليهم بعدها أن يتخذوا من اليهود والنصارى إخوة لهم ، يقفون إلى جانبهم ضد المسلمين من أهل السنة في العراق وأفغانستان ويساعدونهم في دخولهما ويحرضون دول الإلحاد عليهم .. والله تعالى يقول
(( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ )) آل عمران 28 .
ويقول سبحانه : (( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )) المائدة 81 .
(( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ )) آل عمران 28 .
ويقول سبحانه : (( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )) المائدة 81 .
ولتؤكد تلك الأحداث الواضحة ، التهمة والفرية الباطلة .. بحق هذه الدولة الحليفة لليهود والنصارى ، التي ألصقت بها تضليلا وذرا للرماد في العيون .. تهمة محور الشر . وليعاد إليها شعارها الحقيقي ” نعم لخدمة أسيادنا اليهود والنصارى ، والموت لكل سني “
وأما هذا النداء اليائس من إيران ، إلا لأنها باتت تدرك انه بهزيمة دول الغرب قريبا بإذن الله ، فإنها ستصبح بعدها فريسة سهلة بيد المقاومة ، من جهة الشرق ومن جهة الغرب لتقع بين فكي الكماشة ، ليُرد لها الصاع صاعين ، كما وردّته المقاومة إلى أسيادهم الذين هم الآن يحترقون في الجحيم الطالباني .
الم يئن ِ لنا نحن الذين ندعي العقل والمفهومية ، أن لا نسمح لكل من هب ودب أن يلعب بعقولنا ويسخر بنا وان كان يدعي أنه يحمل شعار المقاومة والدفاع عن المظلومين ، ثم أليس من العار والعيب بعد كل هذه الأحداث البينة.. أن تجد الذين يدعون المفهومية من مفكرينا يطبلون ويزمرون ويمجدون ويسبحون ليل نهار بحمد هذا الورم الخبيث في خاصرة الإسلام ، ليكون حالهم في ذلك كحال .. الذي لا يسمع ولا يعقل بل هو كالأنعام وأضل حالا .. ولا عجب في هذا إذا ما علمنا أن الهدى هدى الله سبحانه ، يهدي به من يشاء من عباده . والعاقبة للمتقين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
احمد النعيمي