مثلت معلمة أسترالية مسلمة أمام محكمة في ملبورن، لتواجه تهمة ممارسة الجنس مع تلميذ مراهق يبلغ 15 عاما، بعدما تقدم بدعوى ضدها برفقة عدد من زملائه، وهي التهمة التي أكدت المعلمة براءتها منها، فيما شهد لصالحها مدير المدرسة السابق مؤكدا أنها “ملتزمة ومحترمة وتؤدي عملها على نحو حسن”.
وعبّر أحد قادة الجالية الإسلامية عن قلقه من أن تكون القضية، التي اهتمت بها الصحف الاسترالية الكبرى ونشرتها في أماكن بارزة، نوعا من “التصيد الإعلامي الجديد ضد الجالية المسلمة في وقت تمر علاقتها بالحكومة الجديدة في البلاد بحالة من الهدوء.
أوراق الادعاء
وكانت صحيفة استرالية كبرى، هي “هيرالد صن” قد نشرت الخبر يوم الأربعاء 12-11-2008 في المرتبة الثانية على صفحتها الأولى، وبجانبه صورة المعلمة وقد خلعت الحجاب.
وقالت الصحيفة إن المحكمة الاسترالية استمعت إلى أقوال الشهود والادعاء في قضية الاتهامات الموجهة للمعلمة المسلمة “نظيرة رفاعي”، 26 عاما، بالاعتداء الجنسي على مراهق بعد أن وعدته بحل مسائل الرياضيات له وجعله “سعيدا في حياته”.
وحسب الصحيفة، فقد قدم الادعاء وثائق للمحكمة زعمت أن المعلمة هددت التلميذ بتخفيض درجاته إذا قرر إنهاء علاقته بها بعد أن دعته لاعتبارها “عبدة جنسيا له”، وهذا ما نفته المعلمة المتزوجة بشدة، دون الادلاء بأي تعليق آخر.
وأضافت الصحيفة أن نظيرة رفاعي، مدرسة الرياضيات والعلوم، طلبت من التلميذ البالغ 15 عاما أن يعتبرها “عبدته الجنسية” ويوجه لها ألفاظا مثيرة. وقالت الصحيفة إن “نظيرة” دافعت عن براءتها من تهمة التحرش الجنسي بطفل والقيام بأعمال منافية للحشمة.
ووفق الصحيفة الاسترالية، تزعم وثائق الادعاء، المقدمة للمحكمة، أن العلاقة بين المعلمة والتلميذ بدأت بتبادل رسائل الجوال والموسيقى، ليتطور الأمر لاحقا بالعناق والقبل في لقاء سري في سيارتها، ووصل أخيرا إلى لقاء جنسي في غرفة التلميذ بمنزله، اعتمادا على شهادات تلاميذ أصدقاء للضحية.
وتضيف الوثائق أنه “في شهر مايو/أيار الماضي، أعطت المعلمة صديقها التلميذ أجوبة امتحان قادم في مادة المثلثات، وعندما أخبرها أنه لا يستيطع حفظ كل الأجوبة، أكملت الامتحان عوضا عنه”.
وفي شهادة أحد التلاميذ أن المعلمة هددت صديقها المراهق بتخفيض درجاته في الرياضيات إذا أنهى العلاقة.
إنكار التهم
وبكت نظيرة الرفاعي في المحكمة، وهي تضع الحجاب، ودافع عنها مديرها السابق قائلا إنها “معلمة ملتزمة بعملها وتؤديه على نحو حسن وهي محترمة”، مشيرا إلى أنها تأتي المدرسة بلا حجاب”.
من جهتها أنكرت نظيرة التهم الموجهة إليها، وأطلقتها المحكمة بكفالة لتتابع محاكمتها في الـ28 من الشهر الجاري.
ونشرت صحيفة “ذي إيج” صورة للمعلمة بالحجاب، وكان الخبر في المرتبة الرابعة على الصفحة الأولى. وقالت الصحيفة إن المحكمة “استمعت إلى شهادة طالبين وطالبة من أصدقاء الضحية، أكدا أن العلاقة بدأت في فبراير/ شباط الماضي وكانت أول لقاء جنسي في السادس والعشرين منه”.
أما صحيفة “سيدني مورننغ هيرالد”، فأشارت إلى أن أوراق الادعاء تزعم أن التلميذ كان يخرج من غرفة نومه إلى الشارع ليلتقي المعلمة في سيارتها، وبعد ذلك كانت تطلب منه أن يعتبرها “عبدة جنسيا له”، وأن يقول لها بعض الكلمات المثيرة، قبل إقامة العلاقة، ولاحقا صارت تزوره في منزله وتقيم علاقة معه على فراشه.
“تصيد إعلامي جديد”
وقال الشيخ معز نفطي، رئيس مجلس الأئمة الفدرالي في استراليا، إن نشر وسائل الإعلام لهذه القضية يمكن أن يكون “تصيد إعلامي جديد” ضد الجالية المسلمة في الوقت الذي تعيش فيه في حالة هدوء مع الحكومة الجديدة برئاسة كيفين رود.
واضاف “ما دامت القضية لم يفصل فيها القضاء، لا تعليق لنا عليها”، مستطردا “هذا أمر في خطواته الأولى نحو إثبات أنها فعلت، وإن لم يثبت تكون امرأة بريئة بصرف النظر عن كونها مسلمة أو غير مسلمة، متحجبة أم غير متحجبة، وإن فعلت ذلك، فتكون ارتكبت فعلا مخالفا للقانون. فنحن نرفض التمييز، وبنفس الوقت لا نطالب بمعاملة خاصة”.
إلا أن الشيخ نفطي لم يستبعد أن يكون في الأمر “محاولة إيصال رسالة غير مباشرة أن النساء المحجبات لسن ملائكة، كما أن المسلمات، حتى المتحجبات، قد يقعن في أفعال من هذا القبيل”.
واشار إلى أن هذه القضية تثار في وقت تعيش فيه الجالية المسلمة في حالة هدوء بعد الحكومة الجديدة التي تتعامل مع الجالية بعقلانية، وتركت الأسلوب الهجومي والاعلام لم يجد موضوعا دسما لفترة معينة، مؤكدا أن الضغط الذي كانت تتعرض له الجالية في حكومة جون هاورد انخفض وكان هناك تحالف بين الحكومة والإعلام ضد الجالية المسلمة.
واعتبر نفطي إن القضية شخصية ولا يمكن لهيئات الجالية أن تتدخل بتوكيل محام أو الدفاع عن المتهم.