يرى خبراء أن الفوز التاريخي للرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما لا يبشر بالخير بالنسبة للفنانين الكوميديين الذين انتعشوا بنكات عن الرئيس جورج بوش. ويتولى أوباما الذي دعمه الكثير من نجوم هوليوود سدة الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني ليكون أول رئيس أسود وسط أزمة مالية عالمية وحربين في العراق وأفغانستان.
وسواء أكان السبب هو أنه مفضل لدى فناني الكوميديا الذين يميلون الى اليسار أو الطبيعة التاريخية لانتخابه او أنه لم يرتكب الكثير من الزلات حتى الآن؛ فان الكوميديين لا يجدون الكثير ليطلقوا المزحات بشأنه حتى الآن.
وقال مايكل ماستو الكاتب بجريدة فيليدج فويس التي تصدر في نيويورك “انتخاب اوباما رائع بالنسبة لبلادنا لكنه سيئ بالنسبة للكوميديا…انه شخص نزيه وذكي يحاول انقاذ دولة في أزمة وهذا لا يثير الضحك”.
وأضاف “الكوميديا تزدهر حين تكون هناك أهداف مضحكة…تقليديا قدمت برامج مثل ‘ساترداي نايت لايف’ أفضل ما لديها حين تناولت شخصيات مثل الرئيس جيرالد فورد الذي لم يكن يستطيع الوقوف بشكل مستقيم طوال الوقت او بوش الذي لم يستطع نطق كلمة نووي او سارة بالين التي لم تكن تعلم أن افريقيا قارة”.
وارتفعت معدلات المشاهدة لبرنامج “ساترداي نايت لايف” الذي يبث منذ فترة طويلة على شبكة ان بي سي بشدَّة اثناء حملة الانتخابات الرئاسية للعام الحالي 2008 وأذكاها تقليد النجمة تينا فاي لمرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس سارة بالين حاكمة ألاسكا.
كما أن البرامج الاخبارية الساخرة مثل “ذا ديلي شو ويذ جون ستوارت” و”ذا كولبرت ريبورت” فضلاً عن مقدمي البرامج الحوارية التي تذاع في وقت متأخر مثل ديفيد ليترمان وجاي لينو كانوا يحصلون على ذخيرة للكوميديا بانتظام خلال السنوات الثماني التي قضاها بوش في الحكم.
وقال روبرت طومسون استاذ التلفزيون والثقافة الشعبية بجامعة سيراكيوز “باراك اوباما حتى الآن كابوس لفناني الكوميديا”.
حتى اوباما مزح في حفل عشاء بنيويورك حين سخر هو ومنافسه الجمهوري جون مكين من نفسيهما بأن اكبر نقطة ضعف في كل منهما كانت “أنا مروع بدرجة اكثر من اللازم بقليل”.
وأذاع برنامج “ذا ليت شو ويذ ديفيد ليترمان” على شبكة سي بي اس فقرة ثابتة بعنوان “لحظات عظيمة في الخطب الرئاسية” تسخر من بوش حين يتحدث علناً كما عبر لينو الذي يقدم برنامج “ذا تونايت شو” على ان بي سي عن حزنه لفوز اوباما.
وقال لجمهوره في اليوم التالي لانتخابات الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني “لا بد أن أعترف كفنان كوميدي أنني سأفتقد الرئيس بوش لان اطلاق النكات على اوباما ليس بالامر اليسير فهو لا يعطيك ما يكفي لتستخدمه”.
وأضاف “لهذا وهبنا الله (نائب الرئيس المنتخب) جو بايدن”.
كما شكا بوش من صعوبة السخرية من اوباما قبل أن يعلن السناتور نفسه مرشحاً للرئاسة بكثير.
وقال بوش في حفل عشاء في واشنطن عام 2006 “سناتور اوباما…أردت أن أطلق مزحة عنك لكن هذا مثل اطلاق مزحة عن البابا…امنحني مادة لاستخدمها. لتخطئ في نطق كلمة ما”.
لكن ليام اوبراين استاذ الانتاج الاعلامي بجامعة كوينيبياك قال ان فناني الكوميديا لم يخسروا كل شيء “لان الكوميديين التقدميين سيواصلون استخدام ما خلفه الحزب الجمهوري” ومن شأن اوباما أن يمنحهم مادة ليعملوا بها في مرحلة من المراحل.
وأضاف “كما قال اوباما: لم أولد في مذود، انه واع تماماً خاصة للمسائل الصعبة ومهما بلغت جودة المشورة التي يقدمها فريق العاملين معه فان أخطاء سترتكب”.
وذكر جي.ار هافلان الكاتب ببرنامج “ذا ديلي شو” لصحيفة نيويورك تايمز أنه “ربما ليس سرا أين تقع حياتنا السياسية…لم نجلس معاً نفكر ماذا سنفعل على الصعيد الكوميدي اذا فاز اوباما..سيدور الكثير حوله”.
وأضاف “نبحث عن مادة لكننا لا نبتدعها. يجب أن يحدث شيء حتى نسخر منه”.
لكن فيما يحاول فنانو الكوميديا البحث عن سبل للسخرية من اوباما يستبعد أن يكون عرقه أول منطقة يبحثون فيها عن مادة على الاقل بالنسبة للكوميديين من البيض.
ويقول تريسي مورجان وهو فنان كوميدي اسود وممثل في برنامج “ثيرتي روك” الكوميدي انه بالنسبة لفناني الكوميديا السود فانهم يستطيعون السخرية من اوباما بلا حدود.
وقال لنيويورك تايمز “الرئيس أسود لهذا فان من الواضح أننا سنسخر من كل موقف يخطر على بال بشأن رئيس أسود”.
وأضاف “على فناني الكوميديا البيض أن يجازفوا، اذا كانوا سيقدمون على هذا فالافضل أن يكونوا مضحكين”.