دكتور ياسين : ممكن نختلف معك..؟؟
كتب/ رداد السلامي
قرأت مقال الاستاذ ياسين سعيد نعمان في صحيفة -الصحوة – كان رائعا وفيه تحليل ورؤية عميقتين للوضع الوطني ، كما يحمل نظرة ذات أبعاد سابرة للوضع ومفعمة بلغة جديدة ، حين يكون السياسيون على هذا القدر من العمق في استشفاف الوضع واستشراف آفاق المستقبل بالتاكيد سيعملون على خلق صورة ذهنية واضحة للشعب وتشكيلاته الاجتماعية المختلفة ، على ضوءه يتحدد خيار الشعب وتتلاشى الصورة الضبابية ةالغموض القائم ويكون قادرا على ممارسة الفعل الذي يجعله ينحو نحو ما يحفظ تماسكه وينتشله من دائرة الفوضى المرعبة التي يسير به النظام نحوها ، الدكتور يتحدث بلغة جميلة راقية وبأسلوب عذب سلس منساب ومتدفق بالفكرة والرؤية والمعنى مشخص للوضع بدقة فيها من التناهي ما يجعلك على إدراك ملم لاسباب ما حدث ، كما وضع حلولا رائعة وراقية يمكن أن تساعد في جعل البلاد تتخذ مسارا آمنا يقيها من الوقوع في ما لايريده الشعب –الفوضى والانقسامات المتعددة –
تختلف مع الدكتور في توصيف أن هناك شباب هجروا أحزابهم باتجاه المؤتمر خوفا على مستقبلهم ولا ندري اي مستقبل ليوجد للشباب في ظل مؤتمر هو الآخر يبدو أنه بلا مستقبل إذا ما استمر في إنتاج مستدام للخل والفوضى والفساد والاستبداد والاستفراد ، وأحادية الهيمنة والفعل العاقر الذي لاينتج الا المزيد من الجدب والفوضة وتوليد محفزات الانقسام .
الاحزاب السياسية بحاجة الى أن تجد تبرير منطقي للرحيل منها وهجرانها بدلا من عزو ذلك إلى ان هؤلاء الشباب انتهازيون نفعيون ، لأن الواقع يقول ان الانتهازية النفعية لم تكن ديدن الشباب بقدر ما كانت وستظل ديدن قيادات كبيرة ذات ثقل استطاع النظام استقطابها واغراءها وشراءها تماما فيما ظل الشباب بعد أن هجروا أحزابهم خارج سرب هذه الاحزاب يناضلون بالحد الادنى مما توفر لهم من امكانات أقلها لسان وقلم ، وذلك أضعف النضال كما يرى البعض مع أننا الشباب نراه أكبر النضال..!!
لا يستطيع الدكتور ياسين الذي نحترمه أن يثبت أن الشباب انتهازي ، لأن الشباب هجر احزابه حين رأى منها ما تنكره على الحزب الحاكم –الاستبداد، عدم قبول النقد ، تبشيع الاختلاف في وجهات النظر –لم ننجر الى دائرة العنف ، لم تجتالنا شياطين المؤتمر وأحصنته الجامحة ، لم تستدرجنا أفكار الضغينة والتطرف البشع الى دوائرها العفنة المليئة بالحقد ، بل صبرنا وتعرضنا لأقسى العذاب النفسي، ، جعنا ومازلنا اللحظة جياع فكان الجوع صاقلا لنا لنزداد اصرارا على ان تخليص الشعب من هذا الكابوس البشع أمرا يقع على عاتقنا نحن الشباب خصوصا لأن هذا واجبنا ، وحين كتبت انا شخصيا عن الاصلاح لم اكتب نكاية به بقدر ما كتبت تحفيزا له ووخزا حادا كي يفيق من سبات أحلامه المزمنة التي لم تنعش عافية في جسد وطن خائر يمور بشتى صنوف الظلم والقهر . كنت ومازلت أؤمن ان الوحدة لا يحميها جوع معها –كما قال اليدومي – أو الشرب من ماء البحر-كمقال الرئيس صالح ، بل يحميها وجود دولة وطنية حقيقية دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات الحقيقية والديمقراطية ذات المضمون الذي يفضي دوما الى خيار أفضل وفعل أجمل .
..
دكتور يا سين هل سمعت عن الشاب أحمد شوقي ..شاب متميز قلم مبدع مناظل ملائكي الروح والوجدان شاب من شباب هذا الوطن لم يكن انتهازيا مات اخوة الطفل –حبيب- بسرطان الدم ..فارق الحياة دون رجعة وانتم على الاقل مازلتم تمتلكون السيارات الفارهة البيوت الامنة ..أبناءكم يدرسون في الخارج ارساليات ومنح وهؤلاء لايجدون قيمة حبة اسبرين .
دكتور ياسين نحترمك نعم ..أنت رجل وطني من العيار الثقيل نعم ..أنت وحودي حد العظم ونزيه نعم .. لكن الشباب ليسوا انتهازيون إنهم أساس التغيير وصناع نهج التقدم والسلام لوطن أضحى شبه وطن.
*صحفي يمني