من المتوقع ان يحضر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس لاسرائيلي شمعون بيريس مساء الثلاثاء مأدبة عشاء دعا اليها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في سابقة بين هذين البلدين اللذين لا توجد بينهما علاقات دبلوماسية. وقال بان كي مون امس الثلاثاء في مؤتمر صحافي انه دعا الى مأدبة عشاء جميع القادة المشاركين في حوار الاديان الذي تنظمه الامم المتحدة على مدى يومين في نيويورك.
ومن المقرر ان يشارك 17 رئيسا او رئيس حكومة بينهم عدد كبير من الدول العربية علاوة على اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا اليوم الاربعاء وغدا الخميس في هذا المؤتمر الذي يعقد ببادرة من العاهل السعودي.
ولم يصل الجميع مساء امس الثلاثاء الى نيويورك غير ان الملك عبد الله وبيريس الذي ترافقه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني سيكونان في نيويورك. ولا يتوقع وصول الرئيس الامريكي جورج بوش الى نيويورك قبل اليوم الاربعاء.
واعرب الامين العام للامم المتحدة عن ارتياحه للفرصة المتوفرة للتقريب بين قادة عادة ما يتفادون بعضهم البعض.
وقال ‘انه لأمر فريد ان نرى رئيس اسرائيل بيريس والعاهل السعودي والعديد من ملوك وقادة العالم العربي يجتمعون معا على مأدبة عشاء، هذا امر مشجع جدا وايجابي’.
واضاف بان كي مون ‘آمل بصدق ان يتمكنوا من خلال مشاركتهم في هذا المؤتمر وهذا النوع من اللقاء الاجتماعي والدبلوماسي، من تطوير تفاهم افضل’ بين الثقافات المختلفة.
ورفض توضيح ما اذا كان الملك عبد الله وبيريس سيكونان على الطاولة ذاتها.
واستغربت مصادر دبلوماسية غياب علماء الدين السعوديين خاصة مفتي المملكة عن المؤتمر. وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها لـ’القدس العربي’ ان الوفد السعودي الذي يرأسه الملك عبدالله يضم العشرات بين امراء ووزراء ومستشارين، ولا يظهر بينهم رجال علماء او رجال دين.
وقالت المصادر انه يبدو ان الهدف من المؤتمر ليس حوار الاديان بقدر ما هو لقاء سياسي يجمع في نفس القاعة القادة والزعماء العرب والمسلمين بالرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
ويفتتح العاهل السعودي المؤتمر اليوم بكلمة تتلوها كلمة للرئيس الاسرائيلي، فيما يغيب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن جلسة الافتتاح لارتباطات مسبقة.
وفيما يقول المنظمون للمؤتمر انه سيبحث قضايا ‘حوار الاديان وثقافة السلام’، يرى منتقدون للاجتماع بان المقصود هو ‘ثقافة السلام في الشرق الاوسط’.
وكان العاهل السعودي قد دعا رجال دين سنة وشيعة الى مكة في آذار (مارس) الماضي وزعماء دينيين الى مدريد في حزيران (يونيو) بالاضافة الى هذا اللقاء.
ولم يظهر علماء الدين السعوديون دعما يذكر لهذه الحوارات وأحجمت ثلاث شخصيات بارزة عن التعقيب عليها حين طلبت ‘رويترز’ منهم ذلك.
ولم يحضر مفتي عام السعودية الذي يمثل الآراء الرسمية للدولة في الشؤون الدينية المؤتمر الذي عقد في اسبانيا وحضره حاخامات امريكيون.
وفي لبنان أعرب العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن استغرابه لدعوة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الى المؤتمر واعرب عن خشيته من ان يكون المؤتمر ضمن تطبيع العلاقات العربية مع الدولة العبرية.
وقال امس الثلاثاء انه يبدي استغرابه ‘لدعوة رئيس كيان العدو (إسرائيل) شمعون بيريس (للمؤتمر) وهو المجرم المشهود له بفظائعه، وخصوصا المجازر التي ارتكبها في لبنان’.
وقال ‘نحن نتساءل عن الحكمة وعن مدى الفائدة في حضور مثل هذه المؤتمرات وفي التمهيد للقاء شخصيات العدو ولو على مستوى الإيحاء، أو في الجلوس مع هؤلاء المجرمين على طاولة واحدة’.