وبقيت أبحث عن فتات الهوى هذا المساء
قدمي تسعى نحوك خجلاً والقوافي تتسارع
تتقاذف
والليمون يا نجوى تفتّح نوّاره.
عيناي أغلقت أبوابها، وشرع القلب شرايينه
متى أعلن الهدنة مع فيض مشاعري؟
متى أراقص طيفك؟
رجولة مهدورة عند أبواب الشتاء
والرحيل يدق ألأبواب، مرة أخرى
كوني في الانتظار يا حيفا
ينفطر القلب
والأغنية والموال، ودندنة العندليب
وعينا صغيرتي تدمع
سيل من العتاب لا ينتهي
لا ينقطع.
زارني الحلم محمولاً على شفا موجة
وكان طيفك يتسامى فوق حدود الشهوات
عيونك الكحلى ربيعي
إلى متى أتخبط في صحراء قاحلة؟
دعِ الكمان ينتحر نغماً شرقيا
لا تتوقفي عن الدندنة، ما أجمل الطفولة
في عيني امرأة ناضجة!
دمعة سبقت ابتساماتي
حيرة تلت بديهيات الحياة
متى تهدأ أجنحتك؟ متى ينطلق قطاري
نحو النهايات؟
سئمت الانتظار عند عتبات الصمت
اشتقت يا حبيبتي لهدير همسك
ثرثرتك زبد الحياة.
تمتد يدي نحوك على خجل
خاصرتك والناي يناجي ضفائرك
أنا وأنتِ حكاية علقت على مشجب
أغنية.
هذا الشاعر مسكين، ما زال يرتدي
قميصاً أبيض!
ما زال يبتاع الهوى، والعشق أغلق
حوانيته
ومرافئ الشرق تستقبل قراصنة الجمال
اختبئي خلف أكمة،
اختبئي وراء ظلي
لعل ملائكة الموت تظل الطريق نحو
جيدك.
قالوا، فلنقرأ الفاتحة
ولنختم أفواه النساء بقبلة
قد تكون كاذبة
تحية، ولنبدأ الحكاية مجددا،
منذ التقينا أول مرة
منذ أمسكت يدك وسكبت في أذنيك
أغنيتي
وركضنا كالصغار تحت حبات المطر
والريح تذر السأم في عالمي
وتعصف ما تبقى من همسات عابرة
فهل انتهى زمن المداد؟
دعي أسئلتي معلقة كما أقطاف العنب
والرمان يا نجوى فتات الهوى
تندلق عصارته في فمي قبل أن ينف
رط
القلب.
أسمع هدير قلبي، أنصت أنا
ظمآن أبحث عن قطرات الندى
والحنين سوط لا يرحم،
لا تبكِ اللحظة ما زال في العمر
بقية
والحكايا ولسانك والليل
والعندليب، والرقص فوق عتبات
الموت.
وجموحك وشعرك المتطاير، والريح
والمطر وأخاديد القمر، وفرشاتك
وقلمي ولسان حال العاشق، وفنجان القهوة
والسجائر تحترق فوق المنفضة، وعينيك
تغمز تدمع، تبكي، تضحك، تتسامى
فوق جرحي،
وجرة الماء فوق رأسك،
والتاج ثقيل، ثقيل
من هنا مرّ ركب الغجر
يحملون بيوتهم على ظهور الخيل
والنار تأكل القدور
يكاد الجياع يلتهمون هشيم القصيدة
والأحلام تباع في سوف النخاسة
برجع المال، والهوى ظل السبيل
عن بيتك
أنت .. أنت يا نجوى
أصاب البرد عظامي المتعبة
فأعلنت غيابي الحاضر في أبجديتك
غادر القطار محطاتي على عجل
لهذا .. توقفت عن السفر نحو مرافئك
عاصفة هبت عند الفجر
ابتلعت طيف الأكواخ الصغيرة
أودت بشباك صياد كان يناجي حورية
تكاد الموانئ تنغمر تحت المياه المالحة
والساحل يهرب نحو اليابسة
لا يفتأ يغتسل من ذنوب الخليقة
اختفى ساعي البريد طويلا
أغلق الحارس الأبواب المشرعة
وما زلت أردد اسمك
رغم حظر التجول
وعصا الجلاد ونقمة الفقراء
نجوى.
< o:p>