بقلم نقولا ناصر*
الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ليس اسود ولا مسلما ، لذلك فان السذاجة السياسية التي تشجعها المؤسسة الحاكمة الاميركية بديموقراطييها وجمهورييها لتبييض سمعة اميركا السوداء في الوطن العربي والعالم الاسلامي بلون بشرة اوباما السوداء واسلام والده واسمه العربي “حسين” فيها من ناحية تضليل للراي العام ينسجم مع سياسة اعلامية اميركية تقليدية في المنطقة لم تكن اخرها الاكاذيب التي ساقتها واشنطن لغزو العراق واحتلاله وهو تضليل يساهم من ناحية ثانية في خلق تفاؤل عربي واسلامي سابق لاوانه بعهده الذي قد ينطوي على تغيير في الاسلوب السياسي واللغة الدبلوماسية واللهجة الاعلامية لكن معظم الدلائل لا تشير الى اي تغيير نوعي وجذري في الثوابت الاستراتيجية للسياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط يسوغ “الزفة” العربية المرحبة بانتخابه .
فهذه الثوابت كان لها عنوان ديموقراطي مرات وعنوان جمهوري مرات اخرى في البيت الابيض لكن البشرة البيضاء او السوداء لادواتها البشرية السياسية او العسكرية لم تغيرها ويكفي لادراك هذه الحقيقة مراقبة غزاة المارينز البيض والسود الذين ما زالت قيادتهم في واشنطن ترفض اخضاعهم للمحكمة الجنائية الدولية او للقوانين الوطنية العراقية لحمايتهم من جرائم الحرب التي يرتكبونها ضد المدنيين العراقيين في المدن التي حرمتهم المقاومة الوطنية من السيطرة عليها بعد ما يقارب ست سنوات على الغزو الذي كان احد قادته العسكريين “الابيض” ذو الاسم واللسان العربي الجنرال جون ابي زيد بينما تعاقب “الاسودان” الجنرال كولن باول وكوندوليزا رايس “الجمهوريان” وزيران للخارجية لتسويق الغزو دبلوماسيا .
وفي مؤتمره الصحفي الاول بعد انتخابه الجمعة الماضي قدم اوباما اول دليل يسوغ التريث والحذر الذي نصحت به الصحيفة السعودية “اراب نيوز” في افتتاحية لها الخميس الماضي حيال “الاوبامانيا – اي الهوس باوباما” (وهو مصطلح راج استخدام الاعلام العالمي له خلال ايام قليلة) الذي يجرف العرب الان ، ففي هذا المؤتمر اكد الرئيس المنتخب ان الشان الاقتصادي الداخلي الذي كاد ان يكون مؤتمره حصرا عليه هو الاولوية الملحة لديه التي تؤجل اي اولوية “خارجية” اخرى ، بالرغم من العلاقة الوثيقة التي تربط بين الازمة المالية الاميركية وبين الهدر الاميركي في الانفاق على الحربين في العراق وافغانستان ، كما ان القضية اليتيمة الوحيدة الخارجية التي تطرق اليها بايجاز شديد ردا على سؤال صحفي يصدق فيها المثل العربي القائل ان خير الكلام ما قل ودل ، اذ كان اعلانه بان “تطوير ايران سلاحا نوويا هو امر غير مقبول ودعمها للمنظمات الارهابية يجب ان يتوقف” تكرارا يكاد يكون حرفيا لموقف سلفه بوش وموقف دولة الاحتلال الاسرائيلي ، وهو يلخص موقفه في جملة واحدة من عدة قضايا اقليمية كانت ايران عنوانا معلنا لها لكنها تحدد موقفه ايضا من حزب الله والوضع اللبناني وحركة حماس والانقسام الفلسطيني ولا يهم هنا اختلافه عن اسلوب بوش في مقاربة هذه القضايا فذلك لا ينبئ باي تغيير جذري في السياسة الخارجية الاميركية مما يسوغ ما توقعته “اراب نيوز” بان الامال التي يعلقها العرب الان على وعد اوباما بالتغيير “سوف تتبدد على الارجح ، لتخلق قدرا كبيرا من الالم والاستياء” بالرغم من سواد بشرته واسلام ابيه واسمه العربي .
لكن “هل اوباما اسود ام ابيض؟” اجاب على هذا السؤال رئيس تحرير “ذى جاكرتا بوست” ايندي ام. بايوني من اندونيسيا ، حيث عاش اوباما لعدة سنوات استغلتها حملته الانتخابية للترويج لمعرفته عن كثب بالمسلمين وثقافتهم في اكبر بلد اسلامي في العالم ، عندما كتب في السابع من الشهر الجاري ليقول ان “امه بيضاء من كنساس وقد نشا في بيئة اسرية بيضاء وسط محيط متعدد الاعراق في هاواي” ، ليعلق بايوني على ذلك قائلا: “ان الاميركيين من اصل افريقي الذين خرجوا زرافات ووحدانا لانتخابه لانه “اخ” ، والبيض الذين انتخبوا خصمه بسبب لون بشرته ، والاعلان الساحق يوم الثلاثاء الماضي عن اول رئيس اسود للولايات المتحدة ، كل ذلك يشهد على المواقف التي لم تتغير لمعظمهم عندما يتعلق الامر بالعرق” ، ليضيف بان “اوباما سيقدم خدمة كبرى للجميع بالكشف عن الوانه الحقيقية المختلطة ليبدا الكفاح من اجل ازالة العنصرية في الولايات المتحدة مرة واحدة والى الابد ويحاول ان يحقق حلم مارتن لوثر كينغ على اكمل وجه” ، قبل ان يستدرك بايوني بان اوباما مع ذلك يمكن اعتباره اسودا لانه تزوج سوداء ولانه اعتاد الصلاة في “كنيسة” الاغلبية الساحقة من روادها سود ، مما يقود الى تاكيد اوباما خلال حملته الانتخابية انه لم يرث اسلام والده الكيني وانه “مسيحي بلا اي تردد” .
غير ان رئيس التحرير الاندونيسي لم يكن دقيقا بالنسبة للسيدة اوباما ، ففي الثامن عشر من اذار / مارس الماضي قال اوباما في فيلادلفيا عن زوجته ما يلي: “انا متزوج من اميركية سوداء تجري في عروقها دماء العبيد وملاك العبيد” ، بعد ان عرف بنفسه قائلا: “انا ابن رجل اسود من كينيا وامراة بيضاء من كنساس ، وقد نشات بمساعدة جد ابيض … وجدة بيضاء ، … ودرست في بعض افضل المدارس في اميركا” ، وربما هنا يكمن السبب في رفض رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الاعتذار عن وصفه اوباما ب”الرجل الذي لفحته الشمس” وهو الوصف الذي فسره بعضهم بانه عنصري ليرد بيرلسكوني على منتقديه بانهم “حمقى” .
ان تعليق رئيس تحرير الجاكارتا بوست بان حلم مارتن لوثر كينغ لم يتحقق بعد وبان على اوباما ان يبدا الكفاح من اجل القضاء على العنصرية التي ما زالت مقيمة في الولايات المتحدة ، ونفي اوباما لاسلامه ، وتنصل حملته الانتخابية من اي تاثير لمعرفته باميركيين من اصل فلسطيني مثل ادوارد سعيد ورشيد الخالدي في ارائه وسياساته ، يتناقض تماما مع الانسياق الرسمي والشعبي العربي والاسلامي الساذج بان والده المسلم واسم ابيه العربي واصله الافريقي سيجعل الرئيس الاميركي الجديد اكثر تفهما وتعاطفا مع قضايا العرب والمسلمين بعامة ومع قضايا الاقليات المضطهدة في العالم بخاصة ، ويتناقض على سبيل المثال مع تفاؤل رجل الاعمال العربي السعودي علي الحارثي الذي اشاد بالديموقراطية الاميركية لانها “تؤكد بان الولايات المتحدة وشعبها ليسوا عنصريين” ، فهذا تسرع في التعميم لا يعبر عن الواقع على الارض وهو لا يقل عن تسرع السيدة الاميركية السوداء التي غلبتها الدموع وهي تقول في مقابلة تلفزيونية ان جميع مشاكلها سوف تنتهي اذا انتخب اوباما لان القلق لن يساورها بعد ذلك حول ملئ خزان سيارتها بالبنزين او سداد قسط رهنها “لانه سوف يساعدني” .
ان هذا الايمان الاعمى الساذج الذي جعل تلك السيدة الاميركية تخلط بين اوباما وبين “المسيح المخلص” ليس الا تعبيرا فرديا عن سذاجة جماعية مماثلة تكاد تجتاح العرب والمسلمين املا في تغيير في احوالهم البائسة يعجزون عن تحقيقه بانفسهم كما يجتاح الاقليات والمضطهدين في العالم ، لكن “اقلية” مثل الاقلية العربية الفلسطينية في دولة الاحتلال الاسرائيلي لا تبدو مهتمة ربما ، كما قال عنوان لصحيفة يديعوت احرونوت العبرية ، لان وصول اوباما الى البيت الابيض يعادل وصول “عربي اسرائيلي” الى سدة الرئاسة في تل ابيب وهو امر مستحيل باي وسيلة “ديموقراطية” ، وكي لا يتحول أي احتمال كهذا الى امر واقعي من الناحية الديموقراطية فان اوباما “قد اظهر تفهما عميقا لماذا لا تستطيع اسرائيل القبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين” كما قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اثر زيارته لسديروت في تموز / يوليو الماضي ، وربما لا تهتم ايضا الاقلية القومية للاكراد العراقيين الذين سبقوا الاميركان في ايصال واحد منهم الى المنصب الاول في بلدهم على ظهر دبابات الغازي الاميركي لا بفضل الاقتداء بالديموقراطية الاميركية التي اوصلت اوباما الى البيت الابيض ، مع ان وصول اسود او ابن لاب مسلم الى الرئاسة في اميركا ليس دليلا كافيا على ديموقراطيتها والا لكانت النظم الحاكمة في القارة الافريقية والوطن العربي والعالم الاسلامي امثلة تحتذى في الديموقراطية توفر على شعوبها الاثمان الباهظة التي تدفعها وهي تتعرض للاحتلال العسكري والعقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية من اجل نشر الديموقراطية الاميركية وضمان امن واحة “الديموقراطية الوحيدة” الاسرائيلية في الشرق الاوسط !
ان الترحيب العربي الذي استقبل انتخاب اوباما لا يعكس تفاؤلا باي تغيير ايجابي مؤكد مقبل في السياسة الخارجية الاميركية في المنطقة بقدر ما يعكس فرحة صادقة بالخلاص من سلفه الذي اغرقت مغامراته العسكرية واحاديته وعنجهيته المنطقة في بحر من الدماء والازمات وعدم الاستقرار يمنحها الخلاص منه فترة تنفس فحسب ، لكن ما زال امام اوباما طريق طويل ليثبت بشعار “التغيير” الداخلي والخارجي الذي رفعه خلال الحملة الانتخابية ان الزعيم السوفياتي الاسبق نيكيتا خروشوف كان على خطا عندما قال ان السياسيين يعدون ببناء جسور فوق انهار لا وجود لها . غير ان المؤشرات الاولى بعد انتخابه واثناء حملته الانتخابية لا تبشر المنطقة باي تغيير حقيقي خلافا للامال التي اعرب عنها عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية ل”دير شبيغل” الالمانية مؤخرا بان “الوقت قد حان لكي تغير الولايات المتحدة توجهاتها” ولكي يقدم اوباما على “عمل حاسم في الشرق الاوسط … لاننا نحتاج الى تغيير في المقاربة الاميركية للوضع في المنطقة” .
ففريق المستشارين حول الشرق الاوسط الذي اختاره اوباما هو مجموعة من المخضرمين الموروثين من عهود الرؤساء الديموقراطيين السابقين وبخاصة من عهد بيل كلينتون الذي رعى اتفاق اوسلو عام 1993 وقمة كامب ديفيد عام الفين
وكلاهما كان فشلا ذريعا من وجهة نظر فلسطينية وعربية وحتى اسرائيلية عليها اجماع ، ويمثل هذا مؤشرا سلبيا لا يبشر باي “تغيير” في النهج الاميركي للتوصل الى اي حل يمكن وصفه بالعادل والشامل والدائم للصراع ، فالذين سبق لهم ان اثبتوا فشلهم من الصعب ان يكونوا عنوانا للنجاح .
وكلاهما كان فشلا ذريعا من وجهة نظر فلسطينية وعربية وحتى اسرائيلية عليها اجماع ، ويمثل هذا مؤشرا سلبيا لا يبشر باي “تغيير” في النهج الاميركي للتوصل الى اي حل يمكن وصفه بالعادل والشامل والدائم للصراع ، فالذين سبق لهم ان اثبتوا فشلهم من الصعب ان يكونوا عنوانا للنجاح .
ويقف على راس هذا الفريق طبعا جو بايدن نائب الرئيس المنتخب مع اوباما ، ومن المعروف ان بايدن يربط الدعوة للانسحاب من العراق بتقسيمه الى ثلاث دول مما يسهل استمرار وجود القوات الاميركية في احداها (الكردية على الارجح) ، كما ان بايدن نفسه هو الذي قال العام الماضي ان “اسرائيل هي القوة الوحيدة الاكبر التي تملكها اميركا في الشرق الاوسط” وانه يفتخر بان يصف نفسه بانه “صهيوني” وبانه لن يدير ظهره لاسرائيل .
ان اوباما باختياره لبايدن نائبا له لم يكتف بكون مقر الرئاسة الاميركية يعج فعلا منذ سنوات بالموالين اليهود لدولة المشروع الصهيوني ولجماعات الضغط السياسي العاملة في خدمتها بل انه عزز هذه البيئة البشرية التي سيعمل فيها باحاطة نفسه بفريق مستشارين من ذوي الولاء الاكيد لدولة الاحتلال الاسرائيلي فنصب عضو مجلس النواب في الكونغرس رام بنيامين عمانوئيل ، الذي يحمل جنسية اميركية – اسرائيلية مزدوجة وخدم في جيش دولة الاحتلال ، لمنصب رئيس هيئة موظفي البيت الابيض ، ليكون هذا الابن لعضو في منظمتي الارغون وايتسل اليهوديتين الارهابيتين هو الذي ينسق علاقات اوباما مع ابنة احد قادة الارغون تسيبي ليفني المرشحة لرئاسة وزراء دولة الاحتلال والتي تشغل حاليا منصب وزيرة خارجية هذه الدولة ، بينما كان اليهودي دنيس روس المرشح بقوة لتولي منصب هام في ادارة اوباما — والمعروف لدى الفلسطينيين كوسيط اميركي يحرص على وجود عملية سلام فلسطينية – اسرائيلية اكثر من حرصه كمفاوض على وصول هذه العملية الى اية نتيجة — يتصدر فريق مستشاريه حول الشرق الاوسط ومنهم السفير الاميركي السابق في تل ابيب دان كورتزر ودان شابيرا وكلاهما يهودي ، وكانما لا يكفي اوباما وجود ثلاثة عشر عضوا يهوديا في مجلس الشيوخ وواحد وثلاثين عضوا يهوديا في مجلس النواب ليقدموا له وللكونغرس المشورة حول افضل الطرق للوفاء بتعهده بضمان امن اسرائيل واولوية علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة .
كما ان حرص حملته الانتخابية على التنصل العلني من اي تاثير لمعرفته بادوارد سعيد ورشيد الخالدي في ارائه او سياساته ، بدل ان يوازن اوباما سيطرة الموالين لاسرائيل على فريق مستشاريه حول الشرق الاوسط بضم شخصيات من اصل عربي وفلسطيني الى هذا الفريق ، لا يمكن تفسيره الا باعتباره سابقة تمثل اول اذعان براغماتي له لقوة اللوبي الصهيوني – اليهودي في الولايات المتحدة ، مما يبعث برسالة سلبية الى العرب وبخاصة الفلسطينيين منهم تنذرهم بان عهده لا يمكن ان يبشر بافتراق عن الانحياز الاميركي التقليدي لدولة الاحتلال او يبشر بتوازن اميركي بين طرفي الصراع العربي الاسرائيلي .
اما عراقيا فان مواقف الرئيس المنتخب من قضيتين عراقيتين ساخنتين ، هما توقيع ما يسمى “الاتفاقية الامنية” وانسحاب قوات الاحتلال الاميركي ، انما تعطي مؤشرات ليست اكثر مدعاة للتفاؤل ، لكن بوش واوباما يخوضان الان سباقا مع الزمن حول اتفاقية وضع القوات الاميركية في العراق بعد انتهاء تفويض الامم المتحدة لها بنهاية العام الحالي خلال السبعين يوما المتبقية لبوش فبل ان يسلم القيادة لخلفه ، فالاول يسعى الى توقيع الاتفاق قبل انتهاء ولايته ليورثه لاوباما والثاني لا يعارض الاتفاق مضمونا بل شكلا اذ يريد الرئيس الثالث والاربعين توقيعه دون العودة الى الكونغرس وهو ما يسعى اليه الرئيس الرابع والاربعين ، وطبقا لبيان نشره المكتب الانتقالي لاوباما على موقعه الالكتروني بعد انتخابه طالب اوباما ادارة بوش اما بتقديم “اتفاقية وضع القوات” الى الكونغرس او بترك مجال له ليغيرها العام المقبل.
وليست مدعاة للتفاؤل ايضا التقارير الاعلامية عن احتمال احتفاظ اوباما بروبرت غيتس وزير دفاع بوش في منصبه ولو لفترة انتقالية تضمن “استمرارية” في ادارة الاحتلال الاميركي للعراق ، ولا يدعو لاي تفاؤل كذلك اختياره نائبا للرئيس يدعو الى تقسيم العراق والى استمرار وجود القوات الاميركية فيه ، ولا نواياه المعلنة للعراق وملخصها انسحاب اعتاد اوباما ان يصفه ب”المسؤول” للقوات الاميركية على ثلاثة مراحل خلال ستة عشر شهرا “لانني ساكون قائدا عاما سيئا اذا لم اخذ الحقائق على الارض في الحسبان” وكذلك “لانه يجب علينا ان نكون حذرين في الخروج من العراق بقدر ما كنا غير حذرين في الدخول اليه” ، كما قال اوباما ، (بدا مستشاروه ينصحونه بتمديد مهلة الاشهر الستة عشر التي سبق لاوباما ان اعلنها على ذمة مجلة “تايم” في السابع من الشهر الجاري لان “الجيش العراقي الجديد” ما زال عاجزا عن الانتقال من التركيز على
العمليات ضد المقاومة في الداخل الى التركيز على حماية الحدود) ، ولا “اشتراط” اوباما لسحب القوات ان يكون النظام الذي اقامه الاحتلال قادرا على تولي مسؤولية الامن اعتمادا على نفسه (حسب الموقع الالكتروني لحملة اوباما الانتخابية) ، ولا خطته المعلنة ايضا لابقاء قوة اميركية في العراق ل”حماية السفارة الاميركية وتدريب القوات العراقية ومحاربة الارهاب” ، ولا تصريحه بان القوات الاميركية المسحوبة من العراق يمكن ان تعود اليه في الحالات “الطارئة” .
العمليات ضد المقاومة في الداخل الى التركيز على حماية الحدود) ، ولا “اشتراط” اوباما لسحب القوات ان يكون النظام الذي اقامه الاحتلال قادرا على تولي مسؤولية الامن اعتمادا على نفسه (حسب الموقع الالكتروني لحملة اوباما الانتخابية) ، ولا خطته المعلنة ايضا لابقاء قوة اميركية في العراق ل”حماية السفارة الاميركية وتدريب القوات العراقية ومحاربة الارهاب” ، ولا تصريحه بان القوات الاميركية المسحوبة من العراق يمكن ان تعود اليه في الحالات “الطارئة” .
ان مواقف اوباما هذه هي في الجوهر مواقف بوش وقد اتفق الرجلان علنا على ان الحرب الاميركية العالمية على “الارهاب” مستمرة ، واتفقا على ان الساحة الرئيسية لهذه الحرب قد انتقلت الان من العراق الى افغانستان ، واتفقا على نقل القوات المسحوبة من الميدان العراقي الى الميدان الافغاني وعلى اعادتها الى العراق في حالات الطوارئ ، واتفقا على مبدا المطاردة الساخنة للارهابيين اينما كانوا خصوصا في باكستان بغض النظر عن الاحتجاجات على انتهاك السيادة الباكستانية ، واتفقا على زيادة عديد القوات الاميركية والميزانية المخصصة لها ، ولا بد ان الرجلين سوف يتفقا على المزيد عندما يلتقيان في البيت الابيض اليوم الاثنين ، وعسى الا يتفقا حتى يظل وعد اوباما ب”التغيير” وهما يلاحقه العرب الذين لم يعودوا يابهون بقوله تعالى : “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” .
*كاتب عربي من فلسطين