بقلم : ميساء البشيتي
سنبلة أنا أنبت على شرفات القهر ، أمسح الدمع المنسكب من أعين المقهورين ، أداعب خلايا الحزن في القلوب المنهكة فتنبت ألف سنبلة مضيئة .
حضرت انت وجيوش من الحقد لتخلعني من تربتي ، استخدمت كل المعاول والفؤوس لبتر رأس سنبلة برية نبتت صدفة على شرفة أحد المقهورين .
لم تترك للريح الحاقدة فرصة التعبير عن غلها بتمزيق خيوط السنبلة وبعثرت الحبوب .
مما خفت ؟
أن تملأ لك الأرض سنابل !
أم أن حقدك لم يتسع مداه ويمتد أفقه لتتربع ريح كانون في حضنه وتنتظر منه الأوامر فيشير لها بطرف البنان لتحصد معه الأخضر واليابس !
أو لربما ساورتك الشكوك في قدرة هذه الريح الماجنة حين تنتابها ثورة الجنون فتركل الأرض بأقدامها وتمزق بمخالبها حبوب كل السنابل ؟
أم لأنك تعلم علم اليقين أن هذه الريح العاتية والمزمجرة والمعربدة لا بد وأن تنحني أمام غصن سنبلة يتمايل في حب وحنان فيحرك خيوط الشمس لتضيء قسمات النهار المكفهرة وتنحي له خيوط القمر طائعة لتنسج وشاحا ً ينير دروبا ً حالكة كحلكة عينيك وحقد قلبك وغلك الدفين .
هل تظن أن معاولك وفؤوسك الحديدية تقتلع حبة من حبوب سنبلة أختارتها السماء لتنشر الدفء والآمان وتبث الأمل في نفوس مقهورة تحيا من احتضان سنبلة حين ينبلج عنها الضوء وتلوح من أفقها حبال فجر جديد ؟
يا سيدي خذ معاولك وفؤوسك وجيوش حقدك وإرحل … نعم إرحل فبل أن تستيقظ أشعة الشمس فتغضب عليك وقبل أن يأتيك كانون محملا ً بالأعاصير فيغضب عليك وقبل أن ترفع سنبلة برية عينيها إلى السماء شاكية باكية فتغضب السماء عليك . إرحل فهذه السنبلة نبتت صدفة على شرفة أحد المقهورين .
ميساء البشيتي
البحرين