حوار دين سماوي وأديان وثنية؟! (1)
مصطفى إنشاصي
هذه حلقات نشرتها قبل سنتين تقريباً عندما تم دعوة وفد من الخامات اليهود للمشاركة فيما يزعمون أنه (حوار الأديان السماوية) ولم أكملها آنذاك، أردت أن أوضح فيها الأحداث الخبيثة لتلك الحوارات، وأنه لا يوجد (أديان سماوية) ولكنه دين واحد هو الإسلام، ورسالات سماوية سابقة على رسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومع قرب إطلاق تلك الحوارات ـ التي لم تتوقف ـ في الأمم المتحدة بتاريخ 12/11/2008 أعيد نشرها وسأعمل جهدي هذه المرة استكمال الحلقات للفائدة.
الحديث عما يسمى “حوار الأديان” حديث له تشعبات كثير، تحتاج إلى أهل الاختصاص في مجالات عدة للحديث عنه، وبحيادية وموضوعية، مع الأخذ في الاعتبار استبعاد الخلط والتلبيس على الأمة من أنصار هذه الحوارات، عندما يحاولون تقديمها على أنها أديان سماوية..؟!!. في الوقت الذي يتجاهلون فيه مخاطر مثل هذه الحوارات على الأمة وعقيدتها، وأن هذه الحوارات هي في الأساس جزء من معركة الصراع بين الإسلام والغرب اليهودي ـ النصراني، وأنها حلقة من حلقات الحرب على الأمة وعلى مقومات وجودها، وعلى الوطن وثرواته، وأن الهدف منها في نهاية المطاف هو: تجريد الأمة من روح المقاومة، وتركها نهباً لأعدائها المتربصين بها من قرون طويلة. والجديد في هذا العدوان الذي تمتد جذوره إلى بداية بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يكون إلى قبل ذلك، إلى بدء ظهور إرهاصات الرسالة الخاتمة للدين السماوي والوحيد، الجديد في هذا العدوان، هو: إشراك اليهود في هذا الحوار معتبرين أن اليهودية دين سماوي!!. لذلك لم يعد لنا بد إلا الكتابة عن أبعاد ومخاطر هذا الحوار، ونحاول جهدنا أن نلقي الضوء على حقيقة اليهودية كدين، وعلى أصولها العقائدية الوثنية، ونظرتها للآخر، لغير اليهودي الذين تعتبرهم “جوييم”، أي حيوانات.
وأثناء بحثي للاطلاع على بعض ما كتب حول الموضوع، وجدت مقالا للأستاذ الكبير الدكتور محمد عمارة، الذي كنا نأخذ عليه مشاركته في مثل هذه المؤتمرات، وهو على ما هو عليه من العلم، والدراية، والاطلاع بحقيقة وخبايا العداء الغربي ـ اليهودي للإسلام، ألأبعاد الحقيقة لمثل هذه المؤتمرات. ولكنه في مقاله هذا يعترف أنه كان مخدوعاً بهذه الحوارات، وأنه أول ما اكتشف حقيقتها، والوقت الذي يضيعه فيها، تركها ورفض الدعوات الموجهة إليه للمشاركة فيها. ولأنني وجدت في هذا المقال بعضا مما كنت أود كتابته، رأيت أن نشر المقال كما جاء، عله يكون أكثر تأثيرا وتوضيحا للقارئ الكريم لحقيقة هذه المؤتمرات، لأنها شهادة قيمة، وتجربة شخصية، للشخصية لها مكانتها العلمية والفكرية في الأمة. وبعده أكمل حديثي عن الموضوع. وهذا المقال.
حــوار طـرشــان
يقول الدكتور في مقدمة كتيبه ” مأزق المسيحية والعلمانية في أوربا ” ( ص 5-14) : ( مع كل ذلك، فتجربتي مع الحواراتالدينية –وخاصة مع ممثلي النصرانية الغربية- تجربة سلبية، لا تبعث على رجاء آمالتُذكر من وراء هذه الحوارات التي تُقام لها الكثير من اللجان والمؤسسات، وتُعقد لهاالكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات ، ويُنفق عليها الكثير من الأموال.
وذلك أن كل هذه الحوارات التي دارت وتدور بين علماء الإسلام ومفكريه وبينممثلي كنائس النصرانية الغربية، قد افتقدت ولا تزال مفتقدة لأول وأبسط وأهم شرط منشروط أي حوار من الحوارات ؛ وهو شرط الاعتراف المتبادل والقبول المشترك بين أطرافالحوار، فالحوار إنما يدور بين “الذات” وبين “الآخر”؛ ومن ثم بين “الآخر” وبين “الذات”، ففيه إرسال وفيه استقبال، على أمل التفاعل بين الطرفين، فإذا دار الحوار –كما هو حاله الآن- بين طرف يعترف بالآخر، وآخر لا يعترف بمن “يحاوره”، كان حواراًمع “الذات”، وليس مع “الآخر”، ووقف عند “الإرسال” دون “الاستقبال”، ومن ثم يكونشبيهاً –في النتائج- بحوار الطرشان! ..
موقف الآخرين من الإسلام والمسلمينهو موقف الإنكار، وعدم الاعتراف أو القبول، فلا الإسلام في عرفهم دين سماوي، ولارسوله صادق في رسالته، ولا كتابه وحي من السماء، حتى لتصل المفارقة في عالم الإسلامإلى حيث تعترف الأكثرية المسلمة بالأقليات غير المسلمة، على حين لا تعترف الأقلياتبالأغلبية!
فكيف يكون، وكيف يثمر حوار
ديني بين طرفين، أحدهما يعترفبالآخر، ويقبل به طرفاً في إطار الدين السماوي، بينما الطرف الآخر يصنفنا كمجرد “واقع”، وليس كدين، بالمعنى السماوي لمصطلح الدين؟!
ذلك هو الشرط الأولوالضروري المفقود، وذلك هو السر في عقم كل الحوارات الدينية التي تمت وتتم رغم مابُذل ويُبذل فيها من جهود، وأنفق ويُنفق عليها من أموال، ورُصد ويُرصد لها منإمكانات!
وذلك أن كل هذه الحوارات التي دارت وتدور بين علماء الإسلام ومفكريه وبينممثلي كنائس النصرانية الغربية، قد افتقدت ولا تزال مفتقدة لأول وأبسط وأهم شرط منشروط أي حوار من الحوارات ؛ وهو شرط الاعتراف المتبادل والقبول المشترك بين أطرافالحوار، فالحوار إنما يدور بين “الذات” وبين “الآخر”؛ ومن ثم بين “الآخر” وبين “الذات”، ففيه إرسال وفيه استقبال، على أمل التفاعل بين الطرفين، فإذا دار الحوار –كما هو حاله الآن- بين طرف يعترف بالآخر، وآخر لا يعترف بمن “يحاوره”، كان حواراًمع “الذات”، وليس مع “الآخر”، ووقف عند “الإرسال” دون “الاستقبال”، ومن ثم يكونشبيهاً –في النتائج- بحوار الطرشان! ..
موقف الآخرين من الإسلام والمسلمينهو موقف الإنكار، وعدم الاعتراف أو القبول، فلا الإسلام في عرفهم دين سماوي، ولارسوله صادق في رسالته، ولا كتابه وحي من السماء، حتى لتصل المفارقة في عالم الإسلامإلى حيث تعترف الأكثرية المسلمة بالأقليات غير المسلمة، على حين لا تعترف الأقلياتبالأغلبية!
فكيف يكون، وكيف يثمر حوار
ديني بين طرفين، أحدهما يعترفبالآخر، ويقبل به طرفاً في إطار الدين السماوي، بينما الطرف الآخر يصنفنا كمجرد “واقع”، وليس كدين، بالمعنى السماوي لمصطلح الدين؟!
ذلك هو الشرط الأولوالضروري المفقود، وذلك هو السر في عقم كل الحوارات الدينية التي تمت وتتم رغم مابُذل ويُبذل فيها من جهود، وأنفق ويُنفق عليها من أموال، ورُصد ويُرصد لها منإمكانات!
الحوار أحد مراحل التنصير
أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركة في الحوارات الدينية –التيأُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين من وراء الحوار الديني معالمسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لم يكن واجبهم، لكن لاليتعايشوا معه وفقاً لسنة التعددية في الملل والشرائع، وإنما ليحذفوه ويطووا صفحتهبتنصير المسلمين!
وهم لا يريدون الحوار مع المسلمين بحثاً عن القواسمالمشتركة حول القضايا الحياتية التي يمكن الاتفاق على حلول إيمانية لمشكلاتها،وإنما ليكرسوا –أو على الأقل يصمتوا- عن المظالم التي يكتوي المسلمون بنارها، والتيصنعتها وتصنعها الدوائر الاستعمارية التي كثيراً ما استخدمت هذا الآخر الديني فيفرض هذه المظالم وتكريسها في عالم الإسلام.
فحرمان كثير من الشعوبالإسلامية من حقها الفطري والطبيعي في تقرير المصير واغتصاب الأرض والسيادة فيالقدس وفلسطين والبوسنة والهرسك وكوسوفا والسنجق وكشمير والفلبين .. إلخ .. إلخ .. كلها أمور مسكوت عنها في مؤتمرات الحوار الديني.
بل إن وثائق مؤتمراتالتدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كل الكنائس الغربية، تعترف –هذهالوثائق- بأن الحوار الديني – بالنسبة لهم ـ لا يعني التخلي عن “الجهود القسريةوالواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر” بل ربما كانالحوار مرحلة من مراحل التنصير!
وإذا كانت النصرانية الغربية تتوزعهاكنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكان الكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذا الحوار- هوالذي رفع شعار: “إفريقيا نصرانية سنة 2000م”، فلما أزف الموعد، ولم يتحقق الوعد، مدأجل هذا الطمع إلى 2025م !!
وهو الذي عقد مع الكيان الصهيوني المغتصب للقدسوفلسطين معاهدة في 30-12-1993م تحدثت عن العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية وبينالشعباليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذت كنائسها في القدس المحتلةتسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلى إسرائيل سنة 1967م!!
بل لقد ألزمت هذه المعاهدة كل الكنائس الكاثوليكية بما جاء فيها، أي أنهادعت وتدعو كل الملتزمين بسلطة الفاتيكان الدينية –حتى ولو كانوا مواطنين في وطنالعروبة وعالم الإسلام- إلى خيانة قضاياهم الوطنية والقومية!
وباسم هذهالكاثوليكية أعلن بابا الفاتيكان أن القدس هي الوطن الروحي لليهودية، وشعار الدولةاليهودية، بل وطلب الغفران من اليهود، وذلك بعد أن ظلت كنيسته قروناً متطاولة تبيعصكوك الغفران !
أما الكنائس النصرانية البروتستانتية، نكمل حديثه عنا العدد القادم
أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركة في الحوارات الدينية –التيأُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين من وراء الحوار الديني معالمسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لم يكن واجبهم، لكن لاليتعايشوا معه وفقاً لسنة التعددية في الملل والشرائع، وإنما ليحذفوه ويطووا صفحتهبتنصير المسلمين!
وهم لا يريدون الحوار مع المسلمين بحثاً عن القواسمالمشتركة حول القضايا الحياتية التي يمكن الاتفاق على حلول إيمانية لمشكلاتها،وإنما ليكرسوا –أو على الأقل يصمتوا- عن المظالم التي يكتوي المسلمون بنارها، والتيصنعتها وتصنعها الدوائر الاستعمارية التي كثيراً ما استخدمت هذا الآخر الديني فيفرض هذه المظالم وتكريسها في عالم الإسلام.
فحرمان كثير من الشعوبالإسلامية من حقها الفطري والطبيعي في تقرير المصير واغتصاب الأرض والسيادة فيالقدس وفلسطين والبوسنة والهرسك وكوسوفا والسنجق وكشمير والفلبين .. إلخ .. إلخ .. كلها أمور مسكوت عنها في مؤتمرات الحوار الديني.
بل إن وثائق مؤتمراتالتدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كل الكنائس الغربية، تعترف –هذهالوثائق- بأن الحوار الديني – بالنسبة لهم ـ لا يعني التخلي عن “الجهود القسريةوالواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر” بل ربما كانالحوار مرحلة من مراحل التنصير!
وإذا كانت النصرانية الغربية تتوزعهاكنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكان الكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذا الحوار- هوالذي رفع شعار: “إفريقيا نصرانية سنة 2000م”، فلما أزف الموعد، ولم يتحقق الوعد، مدأجل هذا الطمع إلى 2025م !!
وهو الذي عقد مع الكيان الصهيوني المغتصب للقدسوفلسطين معاهدة في 30-12-1993م تحدثت عن العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية وبينالشعباليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذت كنائسها في القدس المحتلةتسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلى إسرائيل سنة 1967م!!
بل لقد ألزمت هذه المعاهدة كل الكنائس الكاثوليكية بما جاء فيها، أي أنهادعت وتدعو كل الملتزمين بسلطة الفاتيكان الدينية –حتى ولو كانوا مواطنين في وطنالعروبة وعالم الإسلام- إلى خيانة قضاياهم الوطنية والقومية!
وباسم هذهالكاثوليكية أعلن بابا الفاتيكان أن القدس هي الوطن الروحي لليهودية، وشعار الدولةاليهودية، بل وطلب الغفران من اليهود، وذلك بعد أن ظلت كنيسته قروناً متطاولة تبيعصكوك الغفران !
أما الكنائس النصرانية البروتستانتية، نكمل حديثه عنا العدد القادم