اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” ان تعاقب إدارات الرئاسة الأمريكية نادرا ما يؤدى إلى تغييرات كبيرة فى قضايا الدبلوماسية الدولية غير أن الرئيس جورج بوش سيترك لخلفه قائمة كبيرة من العمليات السياسية الجارية.. وعلى الإدارة الجديدة أن تراجع تلك السياسات بسرعة وأن تقوم بتقييمها وأن تقرر ما إذا كانت ستواصل النهج الذى بدأه بوش أو ستدخل عليه تعديلات أو ستسير بنهج مختلف تماما.
وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتخب باراك أوباما سيرث ثلاث قضايا سياسية خارجية على الأقل كان الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس باشرا برسمها وترمى إلى منع إيران من تطوير السلاح النووى والقضاء على الترسانة النووية لكوريا الشمالية والترويج لمحادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وكان أوباما قد أشار خلال حملته الانتخابية إلى موقفه من عدد من الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية لكنه كان حذرا أن لا يكبل نفسه.. وقد كان الاستثناء الوحيد هو الوعد الذى قطعه بسحب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق خلال 16 شهرا من توليه الحكم.. أما فى الشؤون الأخرى فقد ترك لنفسه قدرا من الاتساع فى القضايا التى سيواجهها.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس بوش ولدى توليه الحكم قبل ثمانى سنوات سعى إلى سياسة أطلق عليها “أيه بى سي” ABC تعنى “كل شيء ما عدا كلينتون”.
فقد كان كلينتون يعتقد أنه قريب من الوصول إلى اتفاق مع كوريا الشمالية لكن بوش وحال وصوله إلى البيت الأبيض رفض السير على درب كلينتون وانتهج نهجا مع بيونغ يانغ قائما على المواجهة.
وكان كلينتون ينوى زيارة كوريا الشمالية فى الأيام الأخيرة لعهده غير أنه فضل الذهاب إلى الشرق الأوسط فى محاولة لم يكتب لها النجاح لتوقيع اتفاق سلام .. وقد انتهى أى احتمال لنجاح هذا الجهد بعد اندلاع ما عرف بالانتفاضة الثانية وفضل بوش بعد ذلك أن لا يقوم بأى جهد جاد نحو اتفاق سلام حتى نهاية فترته الرئاسية الثانية.
وكشفت “واشنطن بوست” أن المستشارين فى حملة أوباما يفضلون عدم الحديث عن كيفية التعامل مع المبادرات الدبلوماسية التى بدأها بوش.. غير أن توجهات أوباما يمكن استخلاصها من بعض البيانات التى صدرت عن الحملة.
وفيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية كان بوش قد بدأ العام الماضى ما عرف بعملية أنابوليس التى تسعى إلى تشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على الاتفاق على معالم للسلام.. وترعى رايس هذه العملية حيث تقوم كل شهر تقريبا بزيارة إلى الشرق الأوسط لحث الجانبين على التوصل إلى اتفاق غير أن أى تقدم فى العملية ما يزال سرا حيث يقول الجانبان إن المحادثات كانت مثمرة.
غير أن البيت الأبيض أعلن رسميا هذا الأسبوع استحالة الوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى عهد الرئيس بوش.. وقد انتقد بعض المحللين عملية أنابوليس بسبب عدم قدرتها على التعامل مع مصالح حركة حماس التى تعتبرها وزارة الخارجية الأمريكية حركة إرهابية غير أنها تسيطر على قطاع غزة الذى يضم نصف عدد الفلسطينيين تقريبا وانتقد البعض رايس بسبب تكريس جهودها بشكل كبير فى هذه القضية على حساب القضايا الأخرى إلى حد أضر بنفوذها السياسي.
أما بالنسبة لأوباما فقالت الصحيفة إنه لم يفصح عما إذا كان سيقدم أفكارا جديدة بشأن التعامل مع حماس وقد قبل خلال حملته استقالة مستشار فى الخارج كان قد اجتمع مع مسؤولين من حماس كجزء من مهمته أثناء عمله مع منظمة وساطة دولية.
غير أن أوباما قال خلال زيارة له إلى إسرائيل فى يوليو الماضى انه لن ينتظر لسنوات أو حتى نهاية فترته الرئاسية الثانية لكى يسعى إلى اتفاق سلام مما يشير إلى أنه قد يعين مبعوثا عالى المستوى لعملية السلام فى الشرق الأوسط.
وخلال مؤتمره الصحفى الأول بعد انتخابه ولدى سؤاله عن الرسالة التى بعث بها إليه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد وضمنها المباركة له بالفوز فى الانتخابات وهى المرة الأولى التى يبارك رئيس إيرانى الفائز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ عام 1979 قال أوباما “سوف أراجع الرسالة من
الرئيس أحمدى نجاد وسوف نرد بالشكل المناسب” وأبقى السؤال قائما حول ما إذا كان سيرد بالفعل.. وكان أوباما أشار إلى أنه سيكون مستعدا للقاء مع قادة إيرانيين.
الرئيس أحمدى نجاد وسوف نرد بالشكل المناسب” وأبقى السؤال قائما حول ما إذا كان سيرد بالفعل.. وكان أوباما أشار إلى أنه سيكون مستعدا للقاء مع قادة إيرانيين.
وأضاف أوباما ان تطوير إيران للسلاح النووى أمر غير مقبول “وسوف نطلق حملة عالمية لمنع حصول ذلك”.
وأما فيما يتعلق بكوريا الشمالية فقالت الصحيفة إن أوباما سيرث القضية فى وضع أسوأ مما كان عليه حين تركها كلينتون لبوش.. وكان بوش قد غير اتجاهه بشكل كامل خلال فترته الرئاسية الثانية وسعى إلى التعامل مع برنامج بيونغ يانغ لتطوير الأسلحة النووية.. وكاد هذا الجهد أن ينهار هذا الخريف قبل أن يوافق بوش على حذف اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ويدعم أوباما قرار إزالة كوريا الشمالية من قائمة الإرهاب وأشار إلى أنه سيكون حريصا على إيجاد طرق لمواصلة عملية نزع أسلحتها.