قالت صحيفة بريطانية إن المديرين التنفيذيين في شركات صناعة السيارات الأميركية حذروا الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما من أنه إن لم يتم التدخل خلال مائة يوم فإن قطاع صناعة السيارات بالولايات المتحدة سينهار، وتفقد البلاد ثلاثة ملايين وظيفة ما لم تنفذ خطة إنقاذ بخمسين مليار دولار تقدم قروضا للشركات الثلاث الكبرى: جنرال موتورز وفورد وكرايسلر.
وذكرت غارديان أن مبيعات وأموال ووظائف صناعة السيارات تتعرض لنزيف داخلي, مشيرة إلى تراجع مبيعات كل من جنرال موتورز وكرايسلر إلى أدنى مستوياتها منذ 25 عاما مما قد يؤدي إلى نفاد ما لديها من سيولة في غضون أشهر, حسب الصحيفة.
وإذا خفضت هذه الشركات الثلاث إنتاجها بالنصف فإن ذلك سيعني خسارة مليونين ونصف المليون وظيفة وتبخر مائة مليار دولار من خزينة الحكومة الفدرالية خلال ثلاث سنوات, حسب ما ذكره محللون الأسبوع الماضي, فشدة وقع أزمة الائتمان وتبدد ثقة المستهلكين جعلت المائة يوم الأولى الحاسمة للزعيم الأميركي الجديد تبدأ ليلة انتخابه بدلا من يوم تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2009.
وسيكون أمام أول رئيس أميركي من أصل أفريقي مثقل بالتطلعات المفرطة بشأن حل الأزمة المالية العالمية أن يختار هل سيغير على سبعمائة مليار مخصصة أصلا لإنقاذ المؤسسات المالية لاقتطاع ما يلزم منها لإنقاذ ديترويت التي كانت مقرا لأغلى شركات الصناعة في العالم.
لكن قيمة قطاع السيارات كله في أميركا قد لا تتجاوز اليوم سبعة مليارات دولار حسب صحيفة فايننشال تايمز.
الصحيفة ذكرت أن خسائر شركتي فورد وجنرال موتورز هي في الواقع أكثر مما أعلن عنه, مشيرة إلى أن وكالات التصنيف العالمية بدأت تعيد حساب أشهر رأس المال العامل المتبقية لهاتين الشركتين.
وأضافت أنه في الوقت الذي أظهرت فيه شركة فورد وجها شجاعا وهي تتصدى لوضعها الحالي, فضلت جنرال موتورز إستراتيجية معاكسة, ربما لدفع واشنطن إلى التصرف عبر الإصرار على أن الزمن المناسب للإنقاذ أخذ في النفاد.
أما كرايسلر فقالت الصحيفة إنها في وضع أسوأ، خاصة بعد أن تراجعت جنرال موتورز عن صفقة للاستحواذ عليها.
أما خطط هذه الشركات للخروج من الأزمة فإن الصحيفة ترى أنها ضئيلة جدا ومتأخرة للغاية وغير واقعية في بعض الحالات.
وعلقت فايننشال تايمز على قول المدير المساعد لشركة كرايسلر الأسبوع الماضي وهو يشير إلى ما يأمله من الإدارة الأميركية القادمة إن “قارب النجاة في طريقه إلينا. وما علينا إلا أن نتابع التجديف”، قائلة ربما كان القارب في طريقه لكنه حتى لو وصل قد لا يتسع إلا لراكبين, وهما في هذه الحالة جنرال موتورز وفورد